وقالت يديعوت إن "الوضع اليوم شبيه بحرب الاستنزاف التى أعقبت حرب عام 1967"، مضيفة أن الاتصالات مع مصر تجرى بشكل مكثف للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وأوضح روى كياس، المحلل السياسى بالصحيفة العبرية، أن تل أبيب تراقب عن كثب المحادثات الفلسطينية الجارية فى القاهرة، رغم عدم مشاركة إسرائيل فيها، مشيرا إلى أن هناك بعض النتائج الجيدة خاصة للفلسطينيين قد تحدث عقب لقاء الوفد الفلسطينى مع رئيس المخابرات المصرية بعد ظهر اليوم الاثنين، حول وقف إطلاق النار.
وأضافت الصحيفة العبرية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعالون، ووزراء المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر "الكابنيت" يطمحون لتسوية مزدوجة من جانب تفاهمات بين مصر وأبو مازن وبين حماس، وتفاهمات بين إسرائيل والأطراف الدولية خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والدول العربية المعتدلة.
وأوضحت يديعوت: "فى إطار التفاهمات مع المجتمع الدولى تسعى إسرائيل لوضع معادلة إعادة البناء مقابل نزع السلاح"، بحيث تسهم الدول الغربية فى إعادة بناء قطاع غزة وتقليل أزمة السكان لكنها بالمقابل تفرض رقابة صارمة على استخدام الإسمنت والأنابيب المعدنية كى لا تستخدم لأهداف عسكرية.
وفى السياق نفسه قالت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى، إن الحكومة الإسرائيلية ستبادر قريبا إلى إرسال وفد مفاوضات لمصر.
وأوضحت القناة العاشرة أن نتنياهو يسارع رغم قرار عدم إرسال وفد إلى القاهرة كمناورة للضغط على الفصائل الفلسطينية، مشيرة إلى أنه يحاول الخروج من الحرب باتفاق يوقف إطلاق النار ويؤمن بالحد الأدنى لمصالح إسرائيل الأمنية بإعادة الهدوء وبالمقابل كسر الحصار عن قطاع غزة.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلى يواصل سحب قواته من قطاع غزة بناء على قرار المجلس الوزارى المصغر "الكابنيت" تجنياً لسقوط المزيد من القتلى والخسائر المادية فى صفوفه تحت ضربات المقاومة الفلسطينية.
ولفتت القناة العاشرة إلى أن قرار الانسحاب أحادى الجانب جاء بسبب حالة التخبط السياسى داخل الكابنيت والخوف من توسيع العمليات العسكرية فى ظل استمرار فشل الحرب على غزة وفشل تحقيق إنجازات ملموسة على صعيد ضرب المقاومة.
وطالبت تسيبى ليفنى، وزيرة العدل الإسرائيلية، مساء أمس، نتنياهو باستغلال قرار الانسحاب أحادى الجانب للشروع فى خطوة سياسية دولية مع الدولة العربية المعتدلة والسلطة الفلسطينية.
ونقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن ليفنى قولها إنه يجب منع جولة قتال جديدة وبلورة مساعٍ مشتركة مع مصر وعباس تتضمن إعادة بناء غزة وتحسين الأوضاع المعيشية للسكان.
وأضافت ليفنى: "هنا ليس سويسرا"، رداً على تخوفات سكان البلدات الجنوبية الإسرائيلية من العودة إلى منازلهم فى ظل خطر الأنفاق من غزة، موضحة أن التغيير السياسى فى غزة قد يأتى عبر تفاهمات دولية تتحدث عن نزع السلاح وإدخال أبو مازن للقطاع.
وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية إنه لا داع لعلمية برية أخرى طالما أن الجيش يستطيع مواجهة الأوضاع الأمنية من الجو وبوسائل سياسية.
من جهته قال باراك رافيد المحلل السياسى لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن إسرائيل تسعى بدلاً من مفاوضة حماس بوساطة مصرية من أجل وقف إطلاق النار وتسجيل إنجازات لحماس، إلى إيجاد حل آخر من خلال استغلال "شراكة المصالح" التى نتجت بينها وبين دول فى المنطقة، والتى من شأنها أن تعزز القوى المعتدلة وتشق الطريق لإحداث تطور فى العملية السلمية.
