محمد صبرى درويش يكتب: ألا يوجد وزير شاب؟

الإثنين، 04 أغسطس 2014 04:11 م
محمد صبرى درويش يكتب: ألا يوجد وزير شاب؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتعاقب الإدارات السياسية وتتوالى معتزةً بالأجيال الشابة المصرية، ومتطلعةً إلى قيادات شابة تقود البلاد يوماً ما دون تحديد هذا اليوم، أو العمل الفعلى ليصبح هذا اليوم هو أمر واقع، ولا نسمع من الإدارات السياسية سوى الكلمات المعروفة "لا بد من تمكين الشباب".

وحينما وضعتُ أمام عينى تطلع الإدارة المصرية لتمكين الشباب وفى نفس الوقت لا أجد تطبيق فعلى لهذا على أرض الواقع، هنا دار فى مخيلتى هذا الحوار بين مسئول( اسمه فكرى) ومديره (اسمه فهمى) وهما يتناقشان فى سبل تمكين الشباب وإعدادهم كقادة لمستقبل قادم:
المسئول فكرى: سعادتك الشباب مابنشوفهمش ألا فى الثورات بيفضلوا قاعدين بالأسابيع فى الميادين، ولما بنقولهم إنزلوا الانتخابات ساعتين بينفضولنا، شكلهم زعلانين لازم نشركهم فى الإدارة.
المدير فهمى: هو إحنا كارهين يا فكرى بس دى مسئولية، وأديك شايف الكبار بيقوموا بيها بالعافية، وبعدين إحنا هنطور ليهم مراكز الشباب قُريب وهنزل ليهم الإنترنت فائق السرعة قُريب، ويبقا صالحناهم وبعدين هى البلد فى إيه ولا إيه يافكرى؟
المسئول فكرى: يافندم فى الدول المتقدمة أغلب الوزراء شباب، ومفهاش حاجة يعنى لما نجيب وزير شاب يكون أيكونة أمل لشبابنا.
المدير فهمى: هو إحنا كارهين يا فكرى، بس دى دول مستقرة ماعندهمش مشاكل، وأديك شايف هى البلد فى إيه ولا إيه يا فكرى؟
المسئول فكرى: طيب يا فندم حتى وزارة الشباب والرياضة يكون الوزير بتاعها شاب، بلاش الوزراء اللى فوق الخمسين دول، الشباب زعلان يا فندم .
المدير فهمى: هو إحنا كارهين يا فكرى، بس مش سهل كدا تجيب شاب وتمسكه وزير على طول، هو هيمسك سيبر يا فكرى دى وزارة ومسئولية، وبعدين هى البلد فى إيه ولا إيه يافكرى ؟
السئول فكرى: طيب على الأقل يا فندم نمشى جنب الوزراء شباب ونقول عليهم دول قيادات شابة وبيدربوا على القيادة وبياخدوا خبرة .
المدير فهمى: هو إحنا كارهين يا فكرى، بس فيه ناس بتابعنا وكدا هيعرفوا القيادات الجديدة بتاعتنا، والحاجات دى لازم تبقى مفاجأة يا فكرى .



وهكذا كلما أراد مسئول صاحب فكر أن يُمكن شباباً من اتخاذ القرارات وإعادادهم كقيادات مستقبلية تمتلك الخبرة والكفاءة، يجد من يحول بينه وبين فكره بحجج تُزيد الفجوة بين القيادات والشباب، ويجد الشباب أنفسهم بين علاقة روتينية تربطهم بالقادة، فالقادة يراقبون الشباب ولا يُشركوهم، يسدون إليهم الأوامر ولا يسمعونهم، يفكرون لهم ولا يفكرون بهم، وهنا نتسأل كثيراً "لماذا لا يوجدُ وزيراً شاباً؟"، ولماذا لا يوجدُ قيادات شابة فى شتى مؤسسات الدولة؟ ولكن الإجابة تكمن ببساطة فى أن القيادات لم تطلع على "عقول شبابنا"، ولو أُتيحت الفرصة لشباب عصر السرعة فى القيادة فستتفاجأ كل مؤسسات الدولة بمعدلات نمو غير عادية وغير مسبوقة، وعلى الإدارة المصرية السياسية أن تراجع نفسها كثيراً !!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة