القدس وغزة وفلسطين نموذج من نماذج قضايا التحرر الوطنى تتكامل فيها دوائر الانتماء.. فهى قضية "وطنية" بالنسبة للشعب الفلسطينى.. وقضية "قومية" بالنسبة للأمة العربية - وفيها الشعب الفلسطينى- .. وقضية عقدية وحضارية بالنسبة للأمة الإسلامية - وفيها الأمة العربية.. أى أكثر من 8 ملايين فلسطينى، وأكثر من 300 مليون عربى، وأكثر من مليار وأربعمائة مليون مسلم.
وإسلامية هذه القضية التى تضيف إلى "وطنيتها" و" قوميتها" لا تنتقص منها- تتزايد أهميتها فى ضوء " البعد الدينى" الواضح والمعلن فى أدبيات أعدائنا فى الصراع حول القدس وفلسطين.. ولم يكن اكتشاف هذا" البعد الدينى" فى الصراع وقفًا على الإسلاميين.. فلقد وعاه ونبّه عليه كثير من المفكرين والمنظرين القوميين.. وكان ميشيل عفلق(1328-1409ه 1910-1989م ) واحدًا من أبرز المفكرين القوميين الذين كتبوا كلامًا نفيسًا فى هذا الموضوع – موضوع عداء الغرب للإسلام.. والبعد الدينى للصراع العربى الصهيونى:
- ففى سنة 1943 م كتب يقول " إن أوربا، كما كانت فى الماضى، تخاف على نفسها من الإسلام".
- وفى سنة 1946 م قال:".. فالخطر الصهيونى ليس مجرد غزو اقتصادى يحركه المال والطمع المادى، إنما هو بالدرجة الأولى غزو دينى، لا يشبهه فى التاريخ إلا الحروب الصليبية.. ولا يقوى على دفعه إلا يقظة الإيمان فى نفوس العرب، وتجسيد هذا الإيمان بشكل علمى فعّال.."
- وفى سنة 1976 م يقول:" إن الغرب يتابع حربًا مزمنة ضد الأمة العربية منذ مئات السنين, وقبل اكتشاف ثرواتها.. إن المنافسة هى بسبب الدور الحضارى الذى جاء به الإسلام.. والصهيونية ليست إلا نتاج هذا الغرب وحضارته المريضة.."
- وفى سنة 1980م كتب عفلق يقول: "..فالحروب الصليبية لم تنته بعد, وصيغتها الأخيرة هى الكيان الصهيونى..".
- وفى سنة 1985م قال:" لقد أصبحت اليهودية_ بقوة الصهيونية فى الغرب_ جزءًا عضويًّا فى جسم الغرب, وحليفًا لمحاربة الإسلام".
- وفى سنة 1986م كتب يقول: " إن الغرب الاستعمارى, الذى يخوض صراعًا تاريخيًّا منذ قرون عديدة ضد الإسلام والأمة العربية, بدافع التعصب الدينى والعنصرى وحب الاستغلال والهيمنة, أصبح اليوم أشد عداءً للعرب وللإسلام منذ وجد فى الصهيونية ضالته المنشودة.. وهذه الشراكة بين الغرب والصهيونية هى أخطر بكثير من مجرد تحالف سياسى, إذ أنها تستند إلى شراكة حضارية ثقافية عميقة, عمرها مئات السنين.."
- وفى سنة 1988 م _ أى فى العام السابق على وفاته_ كتب عن مكانة الإسلام فى المشروع الحضارى العربى, الذى يحاربه الغرب والصهيونية_ يقول: " لقد كان الإسلام_ هو الآن _ وسيبقى روح العروبة, وقيمها الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، فالوطنية هى العروبة بعينها.. والعروبة هى الإسلام فى جوهرها.
إن الإسلام هو الذى حفظ العروبة وشخصية الأمة فى وقت التمزق والتشتت والضياع، وكان مرادفًا للوطنية وللدفاع عن الأرض والسيادة, والداعى إلى الجهاد أمام العدوان والغزو الأجنبى.
إن الإسلام هو ثقافتنا.. حضارتنا.. وأثمن شىء فى عروبتنا..ولئن كان عجبى شديدًا للمسلم الذى لا يحب العرب, فإن عجبى أشد للعربى الذى لا يحب الإسلام".
إنه كلام نفيس.. يجب أن يقرأه ويدرسه الوطنيون والقوميون والإسلاميون أجمعون!!
المسجد الأقصى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة