ويضيف حارس العقار، الذى تعرف على أسامة عثمان مدير الدار بعد مشاهدته الفيديو أيضًا أحد الأطفال الذين يظهرون بالفيديو، "كنت مندهشًا مما رأيت فى الفيديو لأننى أول مرة أشوف أسامة كدا، لكن بعد مشاهدة الفيديو زال الاستغراب والدهشة"، قائلاً "لم نكن نعرف أنه بتلك القسوة"، مضيفًا أنه يخدم بالعقار منذ نحو 7 سنوات، وأن الدار تعمل منذ 12 عامًا، ويضيف "كان أسامة شخصًا عاديًا يقطن فى منطقة الطوابق، لكنه قبل عام انتقل إلى فيلا بمنطقة حدائق الأهرام".
فى الطابق الثالث بالعقار 158 بشارع الهرم تتواجد دار أيتام مكة المكرمة المشهرة برقم 2760 برعاية وزارة التضامن الاجتماعى، باب حديد مغلق بالأصفاد من الداخل على الأطفال البالغ عددهم نحو 13 طفلاً وطفلة برفقة إحدى المشرفات وتدعى منى .
المشرفة منى من خلف الباب قالت "أغلق أسامة باب الدار علينا وخرج مسرعًا، لم نعرف إلى أين هو ذاهب"، لكنها لم تضيف إذ ما كان ما ظهر فى الفيديو من ضرب وعقاب للأطفال يحدث بشكل دورى أو لا، وغادرت مسرعة إلى الداخل .
على بعد عدة أمتار من ذلك الباب المغلق كان محمد أحد أطفال الدار يقف مندهشًا مما يحدث خائفًا من البوح بأى من الأسرار تلك التى تحدث داخل الدار، بمجرد ما يرى أحد من حارسى العقار يرتعد خوفًا يصمت تلقائيًا ويهرب من أمامهم مستعدًا للنزول أو الاختباء وسط الناس الموجودة أمام الباب.
وبسؤاله عن سر الضرب والعقاب الظاهر من الفيديو يرد بكلمة واحدة "هو على طول بيضربنا، ودى مش أول مرة ننضرب فيها"، ويكمل "فى آخر مرة أنضربنا فيها عشان أخويا ياسر كان بيقفل الباب ورايح جاى على الحمام".. هكذا يكمل الطفل، ويضيف "فى هذا الفيديو تم ضربنا عشان حد مننا فتح الثلاجة، وآخر قلب فى الريسيفر"، ثم يهمس بصوت منخفضًا مشيرًا إلى أحد حارسى العقار، يتعرف محمد على أخواته فى الفيديو "دى داليا اللى أنضربت وأخدت شبشبها وجريت بعد الضرب"، كما يتعرف أيضًا على إلهام ومشيرة.
محمد صاحب الـ11 عامًا نجا من غلق الباب قبل أن يغلقه أسامة على باقى أخواته الأيتام، لأنه كان يحضر طعامًا من أسفل العقار، ويضيف "أنا موجود هنا من زمان".
يصف محمد طريقة الضرب ويشير إلى مختلف أجزاء جسده، موضحًا أن الضرب دائمًا ما يتم عن طريق عصا غليظة يخلعها بابا أسامة من ألواح السرير الخشبى، ويضيف قد تحدث جروحًا فى الوجه أو الجسم .
على الرغم من قسوة التعامل وشدة الضرب، فإن محمد لا ينادى أسامة الشخص الذى يظهر فى الفيديو يضرب أخواته إلا بـ"بابا"، ويضيف "أنا أكبر إخواتى سنًا مسئول أجيب الأكل وأى حاجة من الشارع، وكنت بنزل أجيب كروت شحن لبابا أسامة من تحت".
وتحدثت عزيزة عمار وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعى ورئيس الوفد الذى حضر إلى مقر الدار"أنا عايزة آخد ولادى وأمشى.. تعالى الحضانة ونتفاهم"، مضيفة فى حديثها الهاتفى مع أسامة "الدنيا مقلوبة علينا، القصة فيها رئيس وزراء والمحافظ والوزيرة، تعالى نتفاهم ونلم الموضوع وبعدين نهدى الدنيا".
وقالت وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعى، إنه سيتم نقل أطفال الدار البالغ عددهم 13 طفلاً 3 ذكور و10 بنات، إلى دار تابعة للمؤسسة البلجيكية بالعبور، مضيفة "مش همشى إلا لما أخد أولادى حتى لو تولع، إحنا عندنا دور كتير."
وتضيف، "دار مكة المكرمة للأيتام ليست الأولى التى تحدث فيها مثل تلك الانتهاكات، لكن إحنا فى الوزارة قفلنا دور كتير، كما أن الدور عليها مخالفات كتير، ويتم التحقيق فيها فى النيابة".
وكان عدد من النشطاء على موقعى التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"، قد تداولوا فيديو لمدير دار أيتام "مكة المكرمة" بالهرم، وهو يقوم بضرب الأطفال ضربًا مبرحًا لقيامهم بفتح التليفزيون والثلاجة، وأعلنت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، تشكيل لجنة لسحب الأطفال من دار أيتام مكة بمنطقة الهرم، وإبلاغ النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسئولين عن الدار.
وقرر الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، حل مجلس إدارة الجمعية وتعيين مجلس إدارة مؤقت لمدة ٣ شهور لحين انتخاب مجلس جديد، وأكد المجلس القومى للأمومة والطفولة، أن لجنة تقصى الحقائق التى شكلها المجلس من خط نجدة الطفل وجمعية الإمام على بالعمرانية، أثبتت أن أطفال دار مكة بالجيزة يتعرضون للتعذيب البدنى والنفسى واللفظى.
















أخبار متعلقة..
بالفيديو.. "اليوم السابع" فى دار "تعذيب الأيتام" بالهرم.. نرصد لحظة مداهمة الأمن لدار "مكة" وإنقاذ الأطفال.. "التضامن": "دور الأيتام بقت سبوبة".. وأحد الأطفال: "بابا أسامة بيعذبنا لما نفتح التليفزيون"