حذرت الفايننشيال تايمز فى تقرير نشرته الاثنين من الأزمة التى تنتظر العالم الغربى من جراء حالة عدم الاستقرار التى يعشيها الشرق الأوسط حاليا وبعض مناطق أوروبا، مشددا فى تحذيره من نشوب أزمة سياسية فى مصر مما سيؤثر بشكل مباشر على القارة الأوروبية العجوز.
حذر التقرير من الأزمات السياسية التى تحدث فى بلاد مثل العراق، وليبيا، وسوريا وأوكرانيا وكيف تؤثر تداعياتها على الوضع فى أوروبا، حيث قد تتحول دول القارة إلى موطن للعديد من الأفكار الراديكالية والإرهابية، وقبلة للاجئين والنازحين من تلك البقاع الساخنة، والأهم من ذلك سوف تكون مصادر طاقة أوروبا وخطوط أنابيب نقل ما تحتاجه منها فى خطر فى تلك البلاد.
يقول التقرير أن الأزمات فى البلاد المذكورة مقدما قد تنتقل إلى لبنان والجزائر ودول البلقان مما يهدد مصالح الدول الغربية التى تستمد قدر لا يستهان به من الطاقة من تلك البلاد، ولكنه يرى أن الخطر الأكبر بالنسبة لمصالح الغرب هو أن تطول الفوضى مصر.
يرى التقرير أن مصر لا تزال بعيدة عن اى استقرار سياسى حتى بعد الإنتخابات الرئاسية، فالأوضاع الإقتصادية مزرية والدولة تعتمد بشكل كبير على ضخ الأموال الذى توفره دول الخليج .
وشدد التقرير على أن تلك الأموال مرهونة بالوضع السياسى الحالى والذى قد يتغير فى اى وقت، مشيرا إلى أزمة الطاقة المنتشرة فى ربوع الدولة المصرية، مهددة الكثير من الصناعات، حيث لا يتوافر لخزينة الدولة استيراد المواد الخام اللازمة لخلق الطاقة، ولا يمكن للدولة حاليا أن تقوم ببناء مفاعل نووى لتوليد الطاقة النووية- مثل اقتراح بناء مفاعل الضبعة- أو التنقيب عن الغاز فى الصحراء المصرية الغربية كما اقترح قبل ذلك.
ويذكر التقرير أيضا الأزمة التى تستفحل فى مصر متمثلة فى شحاحة مصادر المياه، بسبب مراجعة العديد من الدولة الأفريقية المشتركة مع مصر فى حوض النيل لإتفاقيات توزيع حصص مياه النهر، مطالبة بزيادة حصتها من تلك المياه، هذا إلى جانب تضخم الأعداد السكانية أمام ثروة البلد الغذائية.
ينتهى التقرير بذكر أهمية موقع مصر الجغرافى الذى يمر به 8% من حجم التجارة العالمى، وذلك عن طريق قناة السويس التى تشهد مرور شاحنات براميل الغاز والوقود إلى أوروبا، مما يجعل مصر جزء لا يتجزأ من أمن القارة العجوز وأحد مفاتيح اللستقرار بها.