أطفال يروون العالم السرى لدور أيتام الجيزة: الأماكن تحولت لسلخانات تعذيب وقمع.. ومسئولون لا تعرف أيديهم سوى البطش ولا تردد ألسنتهم إلا السباب.. وفتاة: ولدت سفاحاً ونسبونى بالأوراق لأب مجهول

الإثنين، 04 أغسطس 2014 11:09 ص
أطفال يروون العالم السرى لدور أيتام الجيزة: الأماكن تحولت لسلخانات تعذيب وقمع.. ومسئولون لا تعرف أيديهم سوى البطش ولا تردد ألسنتهم إلا السباب.. وفتاة: ولدت سفاحاً ونسبونى بالأوراق لأب مجهول محرر اليوم السابع مع احد الاطفال
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل ذنبهم أنهم فقدوا ذويهم ففتحوا أعينهم على الدنيا دون أب أو أم، ووجدوا أنفسهم داخل دور للأيتام كان مفترضاً أن تكون عوضا لهم عما فقدوه، لكنهم لم يجدوا فيها إلا الشقاء والتعب والانتهاكات، وتحولت حياتهم من سيئ إلى أسوأ حتى أصبحت هذه الأماكن سجنا لهم.

واقعة دار مكة للأيتام بالهرم فجرت القضية وفتحت الملف المسكوت عنه حول دور الأيتام وكيف تحولت إلى سلخانات للتعذيب والقمع والسباب، وسط غياب الدور الرقابى تماما حتى تفاقمت الكارثة.

فى البداية تقول "بسنت.م": وجدت نفسى منذ نعومة أظافرى داخل دار أيتام بمنطقة إمبابة بالجيزة، وعرفت عندما اشتد عودى وبدأت أدرك الأشياء أننى ولدت من سفاح، وأن والدتى تركتنى فى دار الأيتام حتى لا ينفضح أمرها.
وأضافت متأثرة "عشت داخل الدار أسوأ أيام حياتى، ما بين ضرب مبرح باستمرار من المشرفين والقائمين عليها وانتهاكات جسدية ومعنوية، فقد كانوا يقدمون لنا الأكل وكأننا حيوانات".
وأشارت "بسنت" إلى أن غرف الدار تتحول فى كثير من الأحيان إلى سلخانات للتعذيب، مع أناس لم تعرف قلوبهم الرحمة ولم تسكنها الشفقة، ولا تردد ألسنتهم إلا القبح وما خبث من الكلام.
وتابعت "لم تتوقف المعاناة داخل دار الأيتام عند هذا الحد، وإنما زوروا الأوراق الرسمية واستخرجوا لى بطاقة رقم قومى باسم والد وهمى، وعانيت الأمرين بعد ذلك حتى أصحح ما أفسده مسئولو الدار دون فائدة، لافتة إلى أن هذه الدور للأسف لا تخضع للرقابة من المسئولين إلا قليلا.
كما التقى "اليوم السابع" أحد المودعين بدار أيتام فى مدينة أكتوبر ويدعى "عمرو.د.ع" 17 سنة طالب، قصير القامة نحيف الجسد، والذى قال: "فتحت عينى على الحياة دون أن أجد أبا أو أما، حيث وجدت نفسى داخل دار للأيتام بمدينة السادس من أكتوبر وسط 61 طفلا آخرين، ومسئولو الدار فهمونا أن دول إخوتنا كل طفل داخل الدار كان ينادى الآخر بكلمة يا "أخويا" وكبرنا وكبرت معنا رابطة الأخوة حتى أصبح الذى يربطنا أقوى من الدم.
وأضاف الطفل "الحياة داخل دار الأيتام أو "الملجأ" كما يعرفه البعض، صعبة، حيث المكان مزدحم بالأطفال، ونظام الأكل غير آدمى والكل يتعامل معنا وكأننا جئنا من الخطيئة، نظرات الناس تؤلمنا، وكلمة "بابا" و"ماما" التى ينطقها أطفال العالم أجمع تقطع قلوبنا، دون أن يشعر بنا أحد "أصله اللى إيده فى الميه مش زى اللى إيده فى النار" فجميع الأطفال وجدوا أنفسهم بين أبوين اهتموا بهم وعلموهم ومن ثم أصبحوا أشخاص أسوياء فى المجتمع، لكننا وجدنا أنفسنا بدونهم، كما أننا لم نجد القدوة التى ترشدنا وتوجهنا، يعنى "أنا عن نفسى عمرى ما حد قال لى دا صح ولا غلط"، وإنما وجدنا أنفسنا مع مسئولى الدار الذين فقدوا الرحمة والشفقة فلم نرى منهم إلا التعذيب وكأننا فى سجون يراودنا كل يوم حلم الخروج من الدار.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة