منذ زمن بعيد والشعب المصرى لا يعرف شيئا عن الحقيقة، فالحقيقة أن هذا الشعب بات لا يعرف شيئا عن ماضيه القريب، ماضيه الذى حدث فى عام 2011م، أى منذ اندلاع الفوران الجماهيرى فى 25 يناير من نفس العام.. فقد طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة خاصة بعض الفضائيات المصرية بمعلومات عجيبة وغريبة عن 25 يناير تتناقض تماما مع الرواية التى تم تداولها عقب الأحداث مباشرة .
ومن هذه المفارقات العجيبة أنه فى حين تزعم بعض الفضائيات المصرية أن 25 يناير ليست ثورة، تجد أن الدولة المصرية من خلال مؤسساتها الرسمية تعلن أن 25 يناير وكذلك 30 يونيه ثورة.. وهنا يحار المواطن العادى أمام هذا الأمر، فأى الروايتين تصدق. وهنا يقع أيضا التدليس على الشعب، ويصبح الشعب مشوش المعرفة، ولا يدرى ماذا جرى رغم أن ما جرى جرى من زمن قريب جدا، وأن المفاعيل الحقيقية لما جرى هى الشعب نفسه . الشعب الذى يدلس عليه من كل حدب وصوب . والسؤال إلى متى تسمح الدولة المصرية الحالية بممارسة التدليس على هذا الشعب الذى لا يستحق ذلك بالكلية ؟! . وإلى متى يصبر هذا الشعب على ما ينسج له فى الظلام من تدليس ؟! .
نعم الشفافية مطلوبة من قبل الدولة المصرية لتوضيح الأمر للشعب، فمن غير المعقول أن تظل الدولة المصرية حتى اللحظة مشاركة فى التدليس على الشعب .
كذلك الجهل بأمر ما أفضل بكثير من المعرفة المشوشة بهذا الأمر، وأيضا الوقوف على أرض معرفية صلبة أفضل من الوقوف على رمال متحركة من المعرفة. ففى الحالة الأولى بالفعل يكون المواطن مدركا لحجم المخاطر التى تحدق بالوطن والشعب لذلك تجد الشعب يلتف حول قيادته السياسية، أما فى الحالة الأخرى فتعنى التذبذب والقلق من جانب الشعب تجاه قيادته السياسة والنتيجة لا يحتضن الشعب هذه القيادة بالجملة.. وعندئذ يتدخل الأجنبى وأصحاب المصالح لتوسيع الهوة بين الشعب وقيادته، لذلك تجد القيادة السياسية للوطن تحث الشعب كل الشعب على التماسك والتوحد خلف جيشه وقيادته السياسية الوطنية التى تعمل لصالح هذا الوطن بكل ما أوتيت من قوة.
ولذلك ينبغى أن تكون المصارحة والمكاشفة من قبل القيادة السياسية للشعب باستمرار، والأحداث اليومية تؤكد على ذلك، فعندما يعرف المواطن العادى فى الشارع الحقيقة من قيادته، وهو قبل كل شىء يثق فيها، فإنه يصدق هذه القيادة ويتحمل كل ما تقوم به من إجراءات صعبة تمس قوته وحياته اليومية.. ومن هذا المنطلق تتوفر الحاضنة الشعبية لهذه القيادة السياسية خاصة إذا كانت أقوال هذه القيادة تقترن بالأفعال.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة