استشارى نفسى: المساواة بين المحسن والمسىء من أبنائك تفسدهم جميعا

الأحد، 31 أغسطس 2014 10:12 ص
استشارى نفسى: المساواة بين المحسن والمسىء من أبنائك تفسدهم جميعا أحمد هارون مستشار العلاج النفسى
كتبت منى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير من الآباء والأمهات يظنون خطأ أن المساواة فى التربية بشتى مناحيها هو قمة العدل، وقد يرفعون شعار تربوى قديم وهو أن "المساواة فى الظلم عدل"، ولعل ذلك هو ما يؤدى آجلًا للتفكك الأسرى والانهيار العائلى ويؤدى عاجلًا إلى مزيد من التوتر والحدة اللذين يعكسا العديد من الاضطرابات النفسية.

ويؤكد ذلك الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، أن المساواة بين المُحسن والمسيئ من الأبناء يحمل العديد من الأخطاء الحقيقية المهدرة لكيان الأسرة فى عمومها ولنفوس أعضائها على وجه الخصوص، فعندما يقوم المربون سواء كانوا آباء أو أمهات أو القائمين بدورهما بالمساواة بين المحسن والمسيئ نجد أن المُحسن يقل من إحسانه أو يتوقف عنه، والمسيئ يقتنع أكثر بإساءته ويزيد فيها مع كل من حوله.

وتابع هارون أن المساواة بين من أحسن ومن أساء لا يعد ظلمًا بين الأبناء، وحسب بل إنما فساد لنفوسهم وإفساد لحياتهم، فهو يشوه قيمهم وقدوتهم ويشبع أنانيتهم ويقتل براءة فطرتهم، لافتًا إلى أن أهم ما قد ينتج من اضطرابات نفسية وانفعالية عن هذه المساواة الضالة والمضلة أمران، الأمر الأول متعلق بالابن المُحسن، والذى يحرص على إرضاء والديه ويسعى لعمل الخيّر فى أسرته، نجده يستقبل هذه المساواة بالبغض الشديد لتكرار أفعال الخير، فهو لا يتم شكره على حُسن فعله وحسب، بل يتم مساواته بمن يسيئ الفعل.

وأضاف هارون أننا على الطرف الآخر نجد أن الشخص المسيئ الذى لا يخسر شيئًا من إساءته، وربما يتحمل أعباء أقل من غيره بباقى أسرته لحرص الوالدين على عدم استثارة غضبه، فتجده يقتنع أكثر بإساءته ويسعى لاشعوريًا -وربما شعوريًا- لزيادة هذه الإساءة فهو لا يخسر منها، ولذا يجب على الأبوين عدم المساواة بين المحسن والمسيئ من أبنائهم، وضرورة مكافأة المحسن على إحسانه وعقاب المسيئ على إساءته.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة