د. مصطفى النجار

يوما سنفرح

الأحد، 03 أغسطس 2014 09:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوما سنفرح حين يسود العدل أرجاء الوطن ويختفى الظلم ويحصل كل مظلوم على حقه، يوما سنفرح حين تنتهى مرحلة الكراهية وخطابات التحريض والتمييز بين المصريين، يوما سنفرح حين يعرف الناس كيف يختلفون دون أن يقتتلوا فيما بينهم ويثأرون لأنفسهم ممن يخالفونهم. يوما سنفرح حين يدرك الكبار أن الشباب هو أمل التقدم والارتقاء فينصتون له ويقدمونه ويثقون فيه ويقفون خلفه حتى يحقق حلم الوطن، يوما سنفرح حين تتلاحم الأجيال المختلفة وتصنع نموذجا للشراكة الجيلية التى تستنهض الهمم وتجعل العمل قيمة نتسابق إليها، يوما سنفرح حين نستطيع أن نعمل معا عملا جماعيا بروح الفريق الواحد لا يهمنا من يقود لكن يهمنا كيف ننجح.
يوما سنفرح حين تسكن آهات الفقراء والمحتاجين بعد أن نحقق لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة، يوما سنفرح حين تتوقف دماء أبنائنا الذين يدفعون الثمن مدنيين كانوا أو عسكريين أو شرطيين، يوما سنفرح حين تصبح حقوق الإنسان مقدسة لا يمكن المساس بها لتحمى الناس من بطش السلطة وتحمى السلطة والمجتمع من الخروج على القانون. يوما سنفرح حين يلتئم شمل كل أسرة لها معتقل مظلوم غيبته السجون وحرمته رفقة أهله فى فرحهم وحزنهم، يوما سنفرح حين يتحقق القصاص العادل وتذهب غصة قلوب أمهات الشهداء وآبائهم حين ينال القتلة جزاءهم العادل، يوما سنفرح حين يصبح العلم والمنهجية أسلوبا للحياة يحارب العشوائية والجهل ويرسم طريقا للمستقبل.
يوما سنفرح حين يشعر الناس بالمساواة فى كل شىء فلا فضل للغنى على الفقير ولا محاباة لأصحاب المناصب والنفوذ بل يحصل الجميع على تكافؤ الفرص الذى يتيح نفس الفرصة لكل إنسان فى هذه الأرض ليصبح المعيار كفاءته واجتهاده وليس نسبه ومعارفه. يوما سنفرح حين نشعر أن الوطن مسؤولية ليس بالكلام فحسب بل بإدراك المخاطر التى تهدد بلادنا وأولها تشقق الجبهة الداخلية وتصارعنا فى معارك لا تبنى وطنا، يوما سنفرح حين نحفظ الوطن من السقوط بإقامة دولة القانون وإرساء العدالة الحقيقية التى لا تتعدد موازينها ولا تقبل التلون لصالح هذا عن ذاك.
يوما سنفرح حين نستعيد إنسانيتنا فتؤلمنا الدماء التى تسيل سواء كانت دماء من نحبهم أو دماء من لا نحبهم، يوما سنفرح حين نفارق مرحلة الهستيريا التى صنعتها خلافات السياسة فمزقت البيوت والعلاقات الإنسانية بين أبناء العائلة الواحدة والأصدقاء والجيران، يوما سنفرح حين نجد أن أحلامنا من الممكن أن تتحقق فى هذا الوطن ولا تحتاج إلى معجزات بل تحتاج إلى إخلاص وعمل دؤوب وجد واجتهاد، يوما سنفرح حين نرى إعلاما يمتلك الضمير وإعلاميين يتمسكون بالمهنية فلا يفبركون الأخبار ولا يزيفون الحقائق ولا يشوهون الشرفاء ولا يخدعون الشعب ولا يصبحون أبواقا للسلطة بل يصرون على أن يكونوا صوت الحقيقة.
يوما سنفرح حين يتوقف التخوين وسوء الظن ورمى الاتهامات بالباطل لمن لا نحبهم، يوما سنفرح حين يعاقب القانون كل من يبث الكراهية وكل من يوزع صكوك الوطنية على الناس.
يوما سنفرح حين يوقن الحاكم – أى حاكم – أنه ليس إلها، يوما سنفرح حين نجد ما يجعلنا نصر على أن نبقى فى بلادنا ولا نفارقها، اخلقوا للناس الأمل وافتحوا لهم مسارات تحقيق الأحلام وطاردوا اليأس وانزعوه من القلوب، هناك فرح ينتظر شعبا طال بؤسه وشقاؤه فمن يفتح الباب لنعبر إليه؟.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مسكين

مهزووم مأزووم مكسور و موش عارف أنه لو سكت يمكن الناس تنسى عمايله السودا

عدد الردود 0

بواسطة:

shoruk said

إلى متى ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

ايه ابراهيم

شكرا يا مصطفى

يااااه ع الروعه والجمال والتفاؤل

عدد الردود 0

بواسطة:

ايه ابراهيم

شكرا يا مصطفى

يااااه ع الروعه والجمال والتفاؤل

عدد الردود 0

بواسطة:

هاله احمد

الله عليك

مقال بديع وجميل وامنيات رائعه نتمنى تحقيقها يارب

عدد الردود 0

بواسطة:

مدحت بلال

مقال متقائل

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مدحت بلال

مقال متقائل

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

هبه فاروق

مقال راائع يدعوا الى التفاؤل

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

هبه فاروق

مقال راائع يدعوا الى التفاؤل

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

داليا محمد

رائع يا دكتور مصطفى

إنه الابداع والجمال ...يارب حقق لنا ما نتمناه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة