مع بدء موسم عيد الفطر السينمائى، شهدت دور العرض انتعاشة بعرض 5 أفلام سينمائية دفعة واحدة، وحاز فيلم "الحرب العالمية الثالثة" وفيلم "الفيل الأزرق" على إيرادات عالية وإشادة الجمهور والنقاد، بينما حقق فيلم "صنع فى مصر" وفيلم "جوازة ميرى" وفيلم "عنتر وبيسة" إيرادات هزيلة، وأرجع النقاد الفنيون السبب وراء نجاح فيلمى الثلاثى وكريم عبد العزيز إلى الإبداع والقيمة الفنية العالية المقدمة فيهما، حيث أسند الناقد الفنى طارق الشناوى نجاح فيلم "الحرب العالمية الثالثة" إلى ذكاء القائمين عليه فى مخاطبة جمهور العيد، حيث قدموا فيلما طريفا وكوميديا ونابعا من قلب الحياة، وعلى الرغم من أن فكرة الفيلم مقتبسة، إلا إن صناع العمل لم ينكروا ونوّهوا عن هذا الاقتباس بمنتهى الأمانة.
وانتقد الشناوى تجاهُل صناع العمل خيطا دراميا كان ضروريا، وهو عدم وجود أى ذكر لرؤساء مصر المختلفين لا جمال عبد الناصر ولا السادات ولا مبارك، وقد يكون هذا التجاهل نتيجة خوفهم من أن يدخلوا أنفسهم فى مأزق لدى الجمهور، وقد يكون بسبب تبنى الدولة لاتجاه معين، وفى الحالتين يبقى إهمال هذا الخط خطأ وقع فيه صناع العمل.
من جانبها قالت الناقدة خيرية البشلاوى إن تجربة فيلم "الحرب العالمية الثالثة" تجربة جيدة وذات قيمة فنية عالية، والسبكى لم يبخل بتمويل العمل من حيث الديكورات والأزياء وغيرها، وهو ما جعل الجمهور يتفاعل مع أحداث الفيلم الذى ابتعد عن الخلطة الكوميدية المبتذلة المعهودة، ولم يحتو على ألفاظ خارجة أو عنف وبلطجة، وقدم جرعة كوميدية نقية للجمهور.
وأضافت: على الرغم من أن فكرة الفيلم مقتبسة من فيلم "night in a museum "، إلا أن الثلاثى قدموه بصورة مصرية صرفة، وبعيدًا عن النسخ النمطى الغبى للفيلم، مشيدة بدور البرومو فى جذب الجمهور بفكرة الفيلم، وتقديم رؤية واضحة عنه، ولم يضلل الجمهور كما حدث فى أفلام أخرى.
وكذلك قالت الناقدة ماجدة خير الله إنه من الجيد أن الفيلم ابتعد عن الخط النمطى الذى اعتاد السبكى تقديمه فى المواسم الأخيرة، مؤكدة أن نجاح العمل جاء بسبب وضوح الرؤية لدى صناعه الذين أرادوا أن يرسموا الضحكة على وجوه الجمهور، ولم يسعوا لتوصيل رسائل أو مناقشة سلبيات المجتمع أو غيره.
وعن فيلم "الفيل الأزرق" للفنان كريم عبد العزيز ونيللى كريم وخالد الصاوى أشاد طارق الشناوى بكل عناصر العمل القيمة، حيث قال "الفيل الأزرق" هو أفضل أعمال كريم على الإطلاق، لأنه استطاع أن يقدم فيه شخصية صعبة وغنية بالتناقضات مستخدما موهبته الفطرية، كما قدم خالد الصاوى أجمل أدواره وكذلك نيللى كريم ومحمد شاهين.
وأضاف أن نجاح العمل لم يكن بسبب أداء الفنانين المتميز فقط بل الرواية التى قدمها أحمد مراد جيدة جدا تطرق خلالها لقصة شائكة، وبها قدر كبير من الغموض حيث يجمع الأبطال إحساس بالمرض والهزيمة والرغبة فى الانتقام، لافتا إلى أن الفيلم رغم جموحه للتغريب لم ينس أن يقدم قدرًا من الجاذبية وخفة الظل فى الحوار، لافتا إلى أن الرؤية الإخراجية لمروان حامد ساهمت بشدة فى نجاح العمل لأنها بقدر ما كانت عميقة بقدر ما كانت جاذبة، مؤكدًا أنه من المتوقع أن تزداد إيرادات الفيلم بعد انتهاء فترة العيد.
واتفقت مع نفس الرأى الناقدة ماجدة خير الله، حيث قالت: فيلم "الفيل الأزرق" يمثل عودة قوية لكريم عبد العزيز، لأن الفيلم جيد فنيا، ومتوافر فيه كل عناصر التميز، من إخراج جيد ورواية مميزة وتصوير مختلف وموسيقى رائعة.
وأضافت أن التنوع فى المواضيع التى تناولتها الأفلام المعروضة جذب جمهورًا مختلفًا عن جمهور العيد المعتاد، وأغرى شرائح أخرى بالنزول للسينمات، وهى إشارة جيدة عن بدء انتعاش السينما مرة أخرى.
من جهته انتقد الناقد طارق الشناوى فيلمى "صنع فى مصر" للفنان أحمد حلمى و"جوازة ميرى" لياسمين عبد العزيز، حيث قال إن الفيلمين من أسوء الأفلام المقدمة فى مسيرة حلمى ومسيرة ياسمين.
وأضاف أن المخرج عمرو سلامة أخطأ عندما قرر أن يفصل فيلم "صنع فى مصر" على مقاييس ورغبات أحمد حلمى، قائلا "كان من المتوقع أن يقدم عمرو سلامة فيلما أقوى من "صنع فى مصر" الذى لا يشبه أفلامه الرائعة التى قدمها من قبل كفيلم "أسماء" وفيلم "لا مؤاخذة".
وأوضح أن الفيلم صادف سوء حظ لأن الجمهور أخذ انطباعا مسبقا سلبيا عن الفيلم نتيجة ربطه شخصية الدب المقدمة فى الفيلم بشخصية القرد الرديئة المقدمة بمسلسل "العملية ميسى"، فضلا عن أن المؤلف مصطفى حلمى قدم عملا فقيرا على الورق، والمخرج عمرو سلامة قدم عملا فقيرا على مستوى الصورة.
وتابع: على الرغم من أن فيلم "على جثتى" لم يحقق نجاحا كبيرا، إلا أنه كان هناك مبرر لخوض التجربة، لأن القصة اقتحمت ما وراء عالم الموت، ولكن فيلم "صنع فى الصين" غير مبرر، ولا يوجد أى دافع لخوض هذه المغامرة الساذجة.
وقال الشناوى عن فيلم "جوازة ميرى" لياسمين عبد العزيز إنه يمثل تراجعا رهيبا لها، والنص المقدم من خالد جلال يحتوى على قدر كبير من الاستسهال، ومأخوذ من مواقف فى الذاكرة ولا يحتوى على أى مجهود.
وأضاف: أعتبر ياسمين عبد العزيز فنانة موهوبة وكوميديانة بالفطرة، ولكنها كانت مفتعلة فى أدائها، حيث أسرفت فى تحريك حاجبيها طوال أحداث الفيلم فى محاولة بائسة لإجبار الجمهور على الضحك، كذلك جاء أداء حسن الرداد وهو الممثل الموهوب أيضا غير موفق لأن ليس لديه حس كوميدى، ونفس الحال بالنسبة لكريم محمود عبد العزيز المقحم على الكوميديا، ومن المؤكد أن هذا الخلل يُسأل عنه المخرج وائل إحسان.
وأخيرا عن فيلم "عنتر وبيسة" قال الشناوى إن الجمهور عاقب هذا الفيلم بالعزوف عن دخوله مما وضعه فى المركز الخامس، وبفرق شاسع عن المرتبة الرابعة التى تحتلها ياسمين عبد العزيز، مشيرا إلى أن صناع العمل لم يستطعوا توظيف وجود الراقصة صافيناز بالفيلم بالطريقة الصحيحة، وأسرفوا فى تقديم مشاهد الرقص مما جاء ضد مصلحة العمل فى النهاية.
وأضاف أن الممثلين القائم عليهم العمل محمد لطفى والمطربة أمينة وعبد الباسط حمودة وغيرهم انتهى عمرهم الافتراضى.
واتفقت الناقدة ماجدة موريس مع هذا الرأى، وقالت "أنا سعيدة بأن فيلم "عنتر وبيسة" حقق أقل إيرادات فى الأفلام المعروضة، لأن هذا يشير إلى أن خلطة الرقاصة والقصة الشعبية الضعيفة لم تنجح هذا العام"، مشيرة إلى أن السينما الموجودة الآن تستحق المشاهدة قائلة "صرخنا العام الماضى من أنه لا توجد إلا نوعية معينة من أفلام السبكى فقط، وأظن أن المنتجين استجابوا لنا هذا الموسم، وطرحوا أفلاما متنوعة، والدليل على ذلك تفاوت الإيرادات بين الأفلام المختلفة، ما يعنى أن الجمهور الذى نزل لمشاهدة الأفلام جمهور متفاوت وأذواقه مختلفة.
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد حمدى
فيلم الحرب العالمية التالتة من أجمل الأفلام الكوميدية الراقية و يستحق الأشادة