تحت عنوان "سعيد صالح سلام يا صاحبي"، استضافت أمس السبت الإعلامية إنجى أنور مقدمة برنامج "مساء الخير"، المذاع على فضائية "سى بى سى تو"، الناقد الفنى نادى عدلى، للحديث عن أبرز ذكريات الراحل سعيد صالح، بالإضافة لعدد من المداخلات الخاصة بالنجوم لرثاء الفنان الراحل، والحديث عن ذكرياتهم معه.
بداية، قال الناقد الفنى نادر عدلى فى حواره ببرنامج "مساء الخير" الذى تقدمه الإعلامى إنجى أنور عبر فضائية "سى بى سى تو"، فى فقرة بعنوان "سعيد صالح سلام يا صاحبى"، إن سعيد صالح كان يقرأ الصحف صباحا ويرى التصريحات الخاصة بالوزراء أو الرئيس، ليخرج مساء على المسرح ويسخر من هذه التصريحات، موضحا أنه تم حبسه بتهمة الخروج عن النص وليس بالنقد السياسى أو الاستهانة بالحكم، وأنه تم الحكم عليه فى قضية مخدرات ولكن القاضى برأ ساحته.
وتابع :"نجاح سعيد صالح وعادل إمام كان واحدا، وما كان يعلن فى مصر حينها أنه يوجد هامش حرية، وكان المسرح السياسى يفتح لنفسه مساحة لانتقاد السلطة، والمسرح يقوم بحالة تفريخ للجمهور، وكان يعتبر المنفذ الديمقراطى، وأعتقد أن الجميع تشرف بالعمل مع سعيد صالح، لأنه كان إنسانا متسامحا وفى حالة صفا، وأيضا بدأ من أسفل السلاح، أى من فرق التلفزيون بأدوار صغيرة، حيث قام بـ40 مسرحية له، رغم أن ما نراه له هم 5 تقريبا، وهو كان يعتبر المسرح أهم من السينما، الأمر الذى يعتبر خطأ فى تاريخه".
وأوضح: "كان لديه موهبة جميلة، وحضور فى المسرح، وكان سعيدا جدا عليه، ويقول على نفسه إنه فتى مسرح، وهو الفتى الأول لأفلام المقاولات.
وشدد على أن :"هناك أكثر من إشاعة لوفاة سعيد صالح، وحتى لحظة الوفاة لم يكن أحد يعلم موعد خروج الجنازة، وأتصور أن الحكم الحقيقى سيكون فى العزاء الذى سيقام بالقاهرة، ومسألة أن يتم دفنه فى المنوفية وعلاجه فى مستشفى عسكرية لا يمكن أن نسميه عدم وفاء بالمعنى الدقيق".
وأشار إلى أن :"حاول أن يقوم بعمل فرقة، ولكنه لم ينجح، ولكنه عندما عمل مع سمير خفاجى نجح، وعبقريته كانت فى نجوميته، وكم الأعمال التى قام بها تدل على أنه يحب العمل والفن، ويعتبر الفن أكل عيش.
ومن جانبها، قالت هند ابنة الفنان سعيد صالح فى مداخلة هاتفية بالبرنامج، إن هناك مقدمات لما حدث أمس، حيث دخل المستشفى منذ أسبوعين، وقال لها الطبيب إن الأمر خرج من يد الطب ودخل فى يد الله، وأنها كانت مهيأة لهذا الأمر من حينها، ولم يكن الأمر مفاجأة بالنسبة لها.
وأوضحت :"آخر كلمة قالها كانت فى 30 / 7 وقال كلمة الحمد لله وكررها عدة مرات، وعلمت بالوفاة الساعة 11 صباحا، ولم أكن أعلم ماذا أفعل، وحدثت أشرف عبد الغفور، وأختى ولاء سعدة، وطلبت منها إبلاغ الناس، وكتبت خبر الوفاة على الفيس بوك، ونزلت للمستشفى".
وتابعت :"أنا لا ألام إنى لم أعرف أحد، لأنى بحثت عن إكرام أبى، ولا ألوم أحد أنه لم يأت، ولا يوجد شك واحد فى المليون حول محبة الناس له، وإكرام الميت دفنه، وهذا كان كل همى، وفكرت فى أبى فقط، ولم يكن يتحدث أو يطلب شيئا من أحد حتى وهو مريض، ووصيته الوحيدة كانت عندما توفى ابن عمه وهى أن يدفن وسط أهله".
وفى مداخلة هاتفية بالبرنامج، أكد الفنان محمد متولى، أن سعيد صالح كان أخا عزيزا عليه، وعشرة عمر بالنسبة له، موضحا أنه فخور بعمله معه فى فيلم "سلام يا صاحبى"، واصفا إياه بـ"أبو الجدعنة والإنسانية"، وأنه كان متميزا على المستوى الإنسانى والفنى.
وشدد على أنه: "كان ابن بلد جميل، وكريما وشهما، وصاحب صاحبه بجد، وكان متعاونا فى الفن، ومتواضعا، وربنا يصبر أسرته، وحتى الآن المفترض أن ترسل النقابة رسائل لموعد الجنازة، ولكنها لم تبلغنا بهذا، وأنا منتظر العزاء الخاص به".
ومن جانبه، قال الفنان سعيد طرابيك بمداخلة هاتفية بالبرنامج إن سعيد صالح كان بمثابة أخ له ويعرفه من دراستهم فى الثانوية العامة، موضحا أنه كان يجيد أى دور يسند إليه بفطرته الجميلة.
وأكد :"أنا مؤمن بالنصيب والقدر، وهو عيبه أنه لم يخطط لمستقبله، وكان يعيش لحظته، ويتفانى بها، ولم يكن فى ذهنه التخطيط للمستقبل، وهو أهم أساب حب الناس له".
وفى مداخلة هاتفية بالبرنامج، قال الفنان سامح الصريطى إن فى الفترة الأخير عانى سعيد صالح معاناة كثيرة لمدة 4 سنوات، وأنه تعب بسبب ورم فى المخ، وأنه أخذ كورس إشعاعات، وبدأ يتحسن نسبيا، ولكنه تدهور مرة أخرى، موضحا أنه كان يتابعه لحظة بلحظة، وكان صحبة دائمة له، وأنه كان يذهب معه لمكة لختام العشر الأواخر من رمضان.
وأضاف :"تم صلاة الجنازة عليه ثلاثة مرات، ولم يتخل عنه أحد فى الفترة الأخيرة، والجميع قام بدوره جيدا، ونحن فضلنا أن يدفن فورا لإكرامه، ولهذا كنا موجودين بصفتنا أول من علمنا، وعندما حدث تأخير فى إجراءات الدفن، تم الصلاة عليه فى مسجد المستشفى، وبعدها فى الطريق وقفوا مع صلاة العصر وصلوا عليه مرة ثانية، وعند وصول أهله هناك تم الصلاة عليه للمرة الثالثة، ولهذا فربنا أكرمه".
وتابع :"جاءنى اتصالات من الجميع، ومن الدول العربية، وقلت لهم إنه تم دفنه، وإننا عجلنا بهذا لإكرامه، وسعيد صالح لو علم الناس موعد دفنه لرأينا مصر كلها فيها".
وفى السياق ذاته، قالت الفنانة نادية شكرى فى مداخلة هاتفية بالبرنامج إن سعيد صالح "جدع"، وكان يضحك الجميع سواء فى التصوير أو قبله، وأنها لا تستطيع مقاومة خفة دمه.
وأكدت: "قام بمصالحتى على والدى أثناء تمثيله على المسرح، بخفة دم، ولولاه لكنت خاصمت أبى، وله مشاهد كثيرة أتذكرها له وأضحك بشدة عليها، ولديه حركة بيده مميزة، وكنا نخاف منها لأنه يحرك يده وبها شومة، ولكن كنوع من المزاح".