يكثر الحديث هذه الأيام عن حركة محافظين قيل حينا أنها موسعة وقيل إنها محدودة فى أحيان أخرى كثيرة، وأن هذه الحركة التى يجرى تنسيقها بعد تشكيل حكومة المهندس إبراهيم محلب تأتى استكمالا لحركة التغيير بعد الانتخابات الرئاسية.
ووسط هذه الأحاديث يأتى ذكر محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين - الذى تولى المسؤولية قبل ما يقرب من عام - بين البقاء والرحيل وكعادتنا فى السنوات الأخيرة انقسمنا قسمين إن لم نكن أقساما، ففريق يطلب له البقاء وفريق آخر يسأله الرحيل وكل منهما له أعمدة وأسانيد يتكئ عليها ما بين الإنجاز والوقوف محلك سر، لكن النهايات تؤكد أن المحافظ هو المسئول الأوحد عن هذا الاختلاف.
أيها المحافظ.. لقد اجتمع عليك من كل حدب وصوب من أجمع عليهم الناس بأنهم أصحاب المصالح الخاصة.. اجتمعوا فى صورة فريقين أحدهما تعطلت مصالحه فأراد إنجازها برحيلك، وآخر وجد له طريقا سالكا ممهدا فرغب فى بقائك فى انتظار قطف الثمار، وكنت للأسف غاضبا متصلبا معاديا للأول وسعيدا منتشيا بالثانى دون أن تكلف نفسك أن تسأل هذا أو تستفسر عن ذاك وصممت أذنيك وأغمضت عينيك إلا عما يروق لك.
لقد دبر لك خصومك الذين خلقتهم بيديك المكائد وحرضوا المواطنين البسطاء على التظاهر والمطالبة برحيلك، وفى الوقت ذاته دعا المتملقون الذين تدنو عليهم بجناحيك لتظاهرات داعمة لشخصك ومؤيدة لبقائك وأنت تعلم "سيادة المحافظ" علم اليقين أنه لا هؤلاء ولا هؤلاء يمثلون أهالى الأقصر البسطاء، وأن لكل فريق منهم مصالحه وأغراضه الشخصية التى وقفت أنت دون غيرك حائلا دون اتمامها، وآخرون يتوددون أملا فى الاغتنام مستقبلا.
سيادة المحافظ، فإذا ما راجعت نفسك فستجد أنك أنت الذى أعطيت الفرصة لهؤلاء وهؤلاء أن يعترضوا ويؤيدوا من أجل مصالح شخصية، فقد ابتعدت عن مشكلات المواطنين البسطاء وعن العمل الميدانى واتخذت من مكتبك المكيف خندقا تقبع فيه فأصبحت فى برج عاجى مفصوم عن هموم الناس، فأين أنت من هموم المواطنين البسطاء؟ هل فكرت يوما أن تفاجئ مسؤولى المصالح الحكومية؟ هل خطر ببالكم القيام بجولة وسط المواطنين لتستمع إلى شكواهم وترى بعينيك معاناتهم من أجل الحصول على أبسط الخدمات؟ هل قمت بزيارات مفاجئة للمستشفيات والتقيت بالمرضى واستمعت لشكواهم.
أنزل أيها المحافظ من مكتبك الوثير وشارك المواطنين آلامهم وخفف عنهم انزل وتابع بنفسك بعيدا عن الحاشية والبطانة من حولك والتى تحول بينك وبين الواقع واتخذ إجراءات صارمة ضد المقصرين.. انزل واستمع لشكاوى المواطنين.. انزل وقم بجولات مفاجئة على المستشفيات لأن مستشفيات الأقصر أسوأ مما تتوقع وأغلب مسئوليها خارج نطاق الخدمة منذ زمن.. انزل وانظر بأم عينيك واكشف بنفسك فساد النفوس.
معالى المحافظ، إن اعتاد الموظفون عنك الجولات المفاجئة المصحوبة بالقرارات والجزاءات الصارمة فسيكون لذلك أثر كبير على الجميع فيزيد الملتزم من جهوده وينصلح حال المعوج فيكون هناك انضباط فى جميع مواقع العمل لتقدم خدمات أفضل للمواطنين.
مصطفى جبر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
