كرم بدرة يكتب: نعمة الابتلاء والحرب على غزة

الأحد، 03 أغسطس 2014 06:03 م
كرم بدرة يكتب: نعمة الابتلاء والحرب على غزة العدوان الإسرائيلى على غزة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حكمة الله عز وجل أن جعل الابتلاء نعمة من نعمه، وأجر الصابرين فيها عظيم فإن الإنسان المبتلى حين يصبر فإن الله يكافئه بمكافأة عظيمة، كما حدث ذلك مع الأنبياء أنفسهم أى كل إنسان مبتلى حتى الأنبياء، كما أننا نتذكر الصور الوحشية من تعذيب الكفار فى مكة للمسلمين، هنا يبرز سؤال ملح هل من الممكن أن يؤمن جميع أهل مكة القليلون دون أن تحدث تلك المجازر الضارية كتلك التى حدثت. ولا يعذب المسلمون كل هذا التعذيب القاسي، ألم يكن الله بقادر على هداية الناس أجمعين؟ ولماذا هذا الألم والتعذيب الوحشى للمسلمين الأوائل؟ يمكن أن أقول نعم هناك حكمتان أراهما أمامى الآن وأنا أشاهد وبكل أسى وألم يعتصره الحزن الشديد من حرب إسرائيل على غزة وقتلهم الأطفال الأبرياء بكل دم بارد ويتباهون بقوتهم المستمدة من الأم الكبرى أمريكا وأرى فى ذلك سنتين ذكرهما الله فى قرآنه الكريم أول السنن هى الابتلاء، إن جميع الأمة الإسلامية مبتلية بصفة عامة، والمؤمنون مبتلون بصفة خاصة كما قال تعالى فى كتابه العزيز "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ" [العنكبوت: 2، 3]. فإن الله عز وجل يريد بهذا الابتلاء أن يشد من الأمة كى يرتب صف المؤمنين ويدركوا قدر الله عز وجل عندهم ويستهينون بأعدائهم كأنه تدريب سماوى متدرج للمؤمنين حتى يرتفع بمستواهم الروحانى ويجعلهم يثقون فى الله أكثر مما يثقون فى السلاح الضعيف الذى فى أيديهم ويستغلون هذا الإيمان فى حربهم ضد العدو كما ابتلينا نحن المصريون والعرب بالنكسة لم يكن منا إلا أن نتجه إلى الله عز وجل ومنحنا الله قوة الإيمان التى مكنتنا من الانتصار المعجز وحطمنا خط برليف بالماء، إنه الإيمان يا سادة وحينما تجلى الله عز وجل على الجنود فى رمضان الكريم وترجم ذلك بقولهم "الله أكبر" كان النصر المبين فى ست ساعات. رحم الله شهداءنا فى حرب رمضان.

والسنة الثانية وهى حرب الحق على الباطل، كما قال الإمام الجليل المرحوم الشعراوى لا يمكن أن ينتصر الباطل على الحق أبدًا حتى الباطل نفسه جند من جنود الله ليظهر به الحق.

قال الله تعالى فى كتابه العزيز فى صورة الأنبياء" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" (18) وهى معركة أبدية ولكن لابد أن ينتصر الحق على الباطل فإن هذا وعد الله لنا نحن المبتلون ولا أنسى وقفة الملك عبد العزيز فى الأمم المتحدة راجيًا فيهم إنسانيتهم ألا يقسموا فلسطين العام 1947 ولكن تم التصويت بموافقة 33 دولة وعلى رأسهم أمريكا وامتناع إنجلترا، وتم تقسم فلسطين هنا يبدأ الصراع الأبدى إلى أن فاق جيل من أصحاب الأرض وعرفوا أنه لا مجال للخلاص إلا بالاعتماد على الله والاتجاه إليه وإعداد العدة للنصر إيمانًا منهم ألا حك جلدك الأظفرك وأبشركم أيها المسلمون أهل فلسطين فإن نصر الله لقريب.

إن الله ابتلى الأم الثكلى أن ترى طفلها يقتل أمام عينها والأب أن يرى عائلته تدفن أمام عينيه حتى يتحقق قوله.

هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير وقوله وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ فبشرى أيها المسلمون عامة وأهل فلسطين خاصة قد نقلتم الحرب داخل حديقة العدو.

وبهذا أستطيع أن أقول وبكل ثقة أن النصر قريب وتحرير الأراضى المحتلة قريب وقريب جدًا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة