عصام كرم الطوخى يكتب: من أجل خطوة للأمام

الأحد، 03 أغسطس 2014 12:13 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: من أجل خطوة للأمام صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النجاح ليس تحديا خارقا لقوانين الطبيعة المتعارف عليها، وإنما النجاح يسير وفق خطوات منتظمة، قابلة للتعديل والتغيير، وليس خرقها والتحايل عليها، هو الذى يحقق التقدم لك، لأن الصعاب التى تعترضك هى جزء من مشوارك وجزء من خطة تحقيق الأهداف وما قد يعترضها من تغيير مسارها.

ففى غمار البحث عن طرق النجاح وتحقيق الأهداف لابد أن نضع فى اعتبارنا أن أهم شىء ليس تحقيق الهدف، وإنما ما نتعلمه من خلال سعينا لتحقيقه حتى نستمر بقوة ويقين بما تبقى لنا من آثار تجربة تحقيق الهدف، فهى ليست مسألة وقتية ينتهى كل شىء بمجرد تحقيق النجاح، لأن ذلك مهم جداً فى الخطوات التالية وهو استثمار ما تعلمناه واكتسبناه من خبرات.

لذلك تذكر دائماً أنه لا شىء فى الكون يسير فى خط مستقيم وعلى وتيرة واحدة، بمعنى أن الأشياء والأهداف قابلة للتعديل والتطور بل وأحيانا التقهقر من أجل خطوة للإمام، فأى شىء معرض أن يفقد جزءا منه، بمعنى أن كثيراً من الأشياء معرضة للخسارة، ومع ذلك فإنها تكافح من أجل النمو والارتقاء، فالأشجار تفقد من أوراقها الكثير من وقت لآخر، ولكنها مع ذلك لا تتوقف عن النمو وتعويض خسارتها مما فقدته من أوراق.

لذلك تجد الكثير من البشر قد لا يعترفون بالصعاب والمعوقات، وأنه من المفروض مادام خطط وحدد هدفه يجب أن يسير كل شىء على ما يرام، لذلك تجد الكثير منا قد ينتابه اليأس بسرعة والإعراض عن فكرة أو خطوة إيجابية بدأها، بمجرد تعرضه لعائق أو إخفاق ما، ظناً منه أنه لن يقدر على الاستمرارية، وأنه لا يقوى على إعادة التجربة، ولا يعطى لنفسه فرصة أخرى، ويعلن انسحابه مبكرا، وينتهى الأمر بالنسبة له، فمرارة الهزيمة أو الإخفاق بداخلهم أقوى من قوة احتمالهم وصبرهم، فهم لديهم القابلية السريعة والرغبة فى تقبل الفشل.

على العكس تماماً تجد الناجحون فى الحياة يدركون جيداً أنهم يسيرون وفق منظومة كونية واحدة قابلة للتعديل والتطور، وإن كانت تبدو مختلفة إلا أن النظر لها بعين فاحصة تجدها متناسقة ومتناغمة مع بعضها البعض، كونها تسير وفقاً لقوانين وأسس وثوابت تنمو معها وتتطور وفق ما يسبب الله لها من أسباب، والخروج عنها يسبب الخلل الفادح فى كثير من أمور حياتنا.

لذلك فالناجحون مضطرون بحب وعزيمة لتصحيح مسارهم وإخفاقهم من أن إلى آخر، وفق ما يتراءى لهم من تعديل، يتوافق فى النهاية مع أهدافهم وخطواتهم المتتالية بقدر واعى وعاقل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة