سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 أغسطس 1815.. فشل أولى محاولات "محمد على باشا" فى تكوين جيش نظامى مصرى

الأحد، 03 أغسطس 2014 08:33 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 أغسطس 1815.. فشل أولى محاولات "محمد على باشا" فى تكوين جيش نظامى مصرى محمد على باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن تبوأ محمد على عرش مصر "1805"، بدأ تفكيره فى تكوين جيش نظامى يعينه على تحقيق طموحه الكبير فى أن يجعل من مصر دولة قوية تستمد قوتها من خارج حدودها وليس من داخلها فقط.

أسس" محمد على" الجيش المصرى النظامى منذ عام 1920، وكان الجيش قبل ذلك كما يقول المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "عصر محمد على": "أخلاطا من العناصر المفطورة على التمرد والفوضى يطلق عليهم لفظة "باشبوزق"، أى الجنود غير النظاميين، ومثل هذا الجيش لم يكن جديرا بالاعتماد عليه.

حاول "محمد على" تنفيذ فكرته لأول مرة فى عام 1815، لكنها فشلت وكادت تودى بمركزه لولا أنه عدل عنها وأجلها إلى توقيت آخر، والقصة يرويها المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى فى "عجائب الآثار"، ويحللها "الرافعى" فى كتابه "عصر محمد على"، والمؤرخ الدكتور خالد فهمى فى كتابه "كل رجال الباشا"، وتبدأ فور العودة من الحجاز والتى شن خلالها "محمد على" الحرب ضد الوهابيين.

أمر "محمد على" بتدريب فرقة من جنود ابنه "إسماعيل باشا" على النظام الحديث، ووضع مبدأ تنظيميا لرواتبهم ونفقاتهم، ويقول "خالد فهمى"، إن هذه الفرقة كانت من الألبان الذين ظلوا يشكلون العمود الفقرى لقوة محمد على لفترة من الزمن، ولم يكونوا قوة نظامية، وكانوا يثورون عادة ثورات صغيرة فى شوارع القاهرة، مطالبين برواتبهم أو بالعودة إلى بلادهم، كما أنهم احتفظوا ببنيتهم القبلية، ولذا لم تكن مكانة "محمد على" تتجاوز فى نظرهم مكانة "الأول بين الأنداد"، وبالتالى رفضوا أية محاولة منه لفرض الانضباط عليهم.

صارح "محمد على" جنود الفرقة بأنه سيعاقب من لم يذعن لهذا النظام ويتمرد عليه، ولما عاد إلى "شبرا" تذمر الجند من هذه الأوامر، وانتهز بعض رؤسائهم هذه الفرصة ليسعوا إلى الانقلاب ضده وخلعه وقتله.

كادت المؤامرة أن تنجح لولا أن رؤوسها أفضوا بتفاصيلها إلى "عابدين بك" أحد رؤساء الألبان، ظنا منهم أنه سيوافق عليها لظروف المرض الذى داهمه وهو فى الحجاز وظل معه فى القاهرة.

أجمع المتآمرون على تنفيذ خطتهم بمهاجمة محمد على فى قصره بـ"الأزبكية"، ولما علم بهذا السر ترك القصر وذهب إلى القلعة فى منتصف الليل، وتوافد المتمردون إلى الأزبكية وتبادلوا إطلاق الرصاص مع حرس السراى، وحين علموا بفشل مؤامراتهم خرجوا إلى الأسواق فى مثل هذا اليوم "3 أغسطس 1815" ينهبون الدكاكين والمتاجر، واعتدوا على أموال الناس وبضائعهم، وطبقا لـ"الجبرتى" فإن محمد على لم يستطع تهدئة التجار والعامة إلا بإعادة ممتلكاتهم المسروقة أو تعويضهم عما دمر منها.

فشلت هذه المحاولة فأرجأ محمد على تنفيذ طموحه بتكوين جيش جديد وفقا للأساليب العصرية المعروفة وقتئذ، ويقول "خالد فهمى"، أن محمد على قرر أن يتخلص من هؤلاء الألبان المتمردين، بإرسالهم إلى حتفهم بالصحراء الغربية، ففى خلال سنوات صراعه مع الوهابيين والتى استمرت سبع سنوات أرسلهم موجة وراء أخرى ليلقوا حتفهم فى الصحراء ليتخلص منهم عمليا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة