وقالت الصحيفة إنه على جانبى الحدود، تصلبت المواقف فى مزيد من الغضب والاستسلام. فالفلسطينيون فى غزة يرون أن مقاتلة إسرائيل هى أملهم الوحيد فى كسر الحصار الاقتصادى، ويعتقد الإسرائيليون أن كل ما يمكن فعله هو ما يشبه بجز العشب بشكل دورى، أى القيام بعمليات عسكرية لجعل قدرات حماس العسكرية عند مستوى يمكن التعامل معه. إلا أن حماس زادت قوة وأصبحت أكثر تطورا مع مرور الوقت، حيث أسفرت تلك الحرب عن مقتل 62 جنديا إسرائيليا مقابل عشرة فقط سقطوا عام 2009.
ونقلت الصحيفة عن بعض الإسرائيليين اعتقادهم أن هناك طريقة لكسر هذه الحلقة من إراقة الدماء. فقال سارى باشىى من منظمة جيشا فى تل أبيب التى تعمل لضمان حرية التنقل للفلسطينيين إنه لو قامت إسرائيل بالحد من العزل الاقتصادى لقطاع غزة والمساعدة فى تحسين ظروف الحياة، فقد يسفر ذلك عن مكاسب سلام لكلا الجانبين.
وتقول باشى إن الخنق الاقتصادى هو زعزعة للاستقرار، ولو تم رفع القيود على حركة المدنيين والبضائع المدنية فى أعقاب هذا القتال، فسيكون هناك فرصة ليس فقط لتأجيل ولكن ربما منع الجولة المقبلة من العنف.
من جانبه، قال مايكل أورين، السفير الإسرائيلى السابق لدى واشنطن إنه لا يوجد حكومة إسرائيلية سواء كانت يسارية أو يمينية ستنهى هذه الحرب باتفاق وقف إطلاق النار يسمح لحماس ليس فقط بإعلان انتصارها ولكن الإعداد لحرب أكثر دموية فى المستقبل.
وأوضحت ساينس مونيتور أن الرأى العام الإسرائيلى زاد تشددا منذ آخر صراعين، حيث يعيش خمسة ملايين إسرائيلى تحت تحديد الصواريخ حتى فى ظل نظام القبة الحديدية الذى مولته أمريكا. وأظهر استطلاع للرأى أن حوالى 90% من اليهود الإسرائيليين يؤيدون الحرب على غزة، بينما قال 4% فقط منهم إن إسرائيل استخدمت القوة المفرطة.
