أكدت الدكتورة أمانى لوبيس الباحثة الإسلامية أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة شريف هداية الله الاسلامية الحكومية بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا أن الفتاوى الشاذة المحرضة على القتل لا تقوم على أسس فقهية سليمة وليست من رسالة الإسلام التى هى رحمة للعالمين.
وإلى نص حوار "اليوم السابع" مع الباحثة الإندونيسية:
ما الأزهر بالنسبة للإندونيسيين؟
الأزهر رمز الوسطية ومنارة العلم وأصله وشريانه وقبلة العلم عندنا نحبه ونقدره ونحترمه ونستأمنه على عقولنا وأنفسنا وأبنائنا ودنيانا كلها ونجده فى تصرفاتنا ونتمنى زيادة بعثاتنا الأزهرية إلى مصر على المدى القريب والبعيد.
ما مظاهر الاحتفال برمضان والأعياد فى إندونيسيا؟
يستعد المسلمون لشهر رمضان فى جميع أنحاء العالم ويعقبه مباشرة عيد الفطر، فى إندونيسيا خاصة يستعدون من شهر رجب، لأنه شهر من أشهر الحرم، أما فى شعبان عادة يذهب أفراد الأسر إلى الزيارة للوالدين وأيضا للقبور حتى يتم التواصل مع الأحياء والأموات.
وفى رمضان تهتم الأسر بالسحور والإفطار وصلاة التراويح، وتكثر صنع الحلوى والمشروبات لكى تقدم أثناء الإفطار وبعد صلاة التراويح وتلاوة القرآن، وفى العيدين يتزاورون ويهنئ بعضنا البعض بالمناسبة المباركة.
كم عدد المسلمين عندكم؟
عدد المسلمين يقرب 210 من مليون نسمة وموزعون على الأرخبيل الأندونيسى الذى يبلغ عدده 17508 جزر.
هل هناك تعاون بينكم وبين الأزهر الشريف؟
التعاون مع الأزهر الشريف وثيق جدا منذ القدم وتخرج الكثير منه بفضل المنح الدراسية وأيضا البعثات العلمية من قِبَل جهات حكومية إندونيسية ومنظمات إسلامية أهلية، وهناك تبادل خبرات من المدرسين والباحثين والعلماء والخبراء، وبناء على اتفاقية التعاون بين الأزهر ووزارة الشئون الدينية قد أنشئ معاهد أزهرية فى جاكرتا من الابتدائية والإعدادية والثانوية، إلى جانب كلية الدراسات الإسلامية التى تطبق المناهج الأزهرية وهى فى جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا.
هل هناك مدارس إسلامية وما دورها؟
نعم وعدد المدارس الإسلامية يتعدى 70 ألف مدرسة ما بين الحكومية والأهلية، عدد طلابها فى المراحل بين الحضانة والثانوية أكثر من 8 ملايين طالب وطالبة، ودور هذه المدارس تنشئة أجيال مسلمة قادرة على بناء الحضارة الإسلامية من جديد وتستطيع أن تقوم بالعطاء لخير الإنسانية.
ما رأيكم فى انتشار الفتاوى الشاذة بكثرة؟
لا يصح أن تنتشر الفتاوى الشاذة، لأنها لا تقوم على أسس فقهية سليمة والتى ليست من إنتاج المفتين بطريقة جماعية، حيث إن ظهور الفتاوى الشاذة المحرضة على القتل لا يجوز لأنها ليست من رسالة الإسلام التى هى رحمة للعالمين فلابد من إيجاد الحلول السلمية لكل مشاكل الأمة والإنسانية.
هل يمكن أن تكون الفتوى موحدة فى الدول الإسلامية؟
من شأن الفتوى أن تعطى رأيا شرعيا لمشكلات المسلمين فى كل ربوع العالم، والفتوى تتعلق بالمفتى وكفاءته وبالمفتى له أى المسألة التى يسأل عنها والشخص الذى يسأل، إذًا الفتوى مرتبطة بالمسلم نفسه والمكان والزمان اللذان يعيش المسلم فيهما، إذا الفتوى لا تكون موحدة فى كل البلاد الإسلامية حتى تتسم بالمرونة والموضوعية، وهذا ما يفرق بين القانون والفتوى.
هل يواجه المسلمون صعوبات عندكم؟
لا يواجه المسلمون صعوبات جادة فى إندونيسيا، لأن غالبية السكان مسلمة، بدون أن يعين الإسلام بأنه الديانة الرسمية، إلا أن التعاليم الإسلامة تُطَبَّق فى جميع مناحى الحياة مثل التعليم والاقتصاد وتنمية المجتمع وغيرها، أما عن المشاكل الموجودة، فإنها من أسباب الفجوة فى المجتمع بين الأغنياء والفقراء وأيضا اختلافات فى السياسة والاتجاهات الفكرية.
كيف ينظر الغرب إلى الإسلام والمسلمين؟
كثير من الغرب من يحترم الإسلام ويعيشون مع المسلمين بسلام، إلا أنه البعض مازال يجهل بالإسلام ولا يدرك سماحته سواء من التاريخ الإسلامى أو المراجع التى توضح عن التعاليم الصحيحة المفهومة لدى الناس فى عصره، فلذلك لابد من أن توضح أمور كثيرة عن الإسلام وسلوك المسلمين على نطاق واسع فى المطبوعات والإنترنت.
ما دور الإفتاء ودور المؤسسات الدينية عندكم؟
الإفتاء فى إندونيسيا مثل الباقى الدول الإسلامية يوضح حكما من أحكام الحياة الذى يصدر ليوافق الشريعة الإسلامية، مجلس العلماء الإندونيسى هو الذى يصدر الفتاوى للمسلمين الإندونيسين، والفتوى تكون ملزمة لصاحب الفتوى لتنفيذها، وتكون الفتاوى ملزمة فى إندونيسيا لأنها تقوم أيضا على اللوائح والقوانين الوضعية ولا تخالفها، بل وإن الفتوى أفضل وأشمل من صياغة أى قانون حيث تنص مباشرة على الأدلة الشرعية المقدسة، إلى جانب الآراء العلمية عن موضوع الفتاوى، ومؤخرا أكثر الفتاوى تصدر عن النوازل فى مجال الاقتصاد الإسلامى وغيرها من فقه الواقع.
هل هناك دعم لك من الدول الإسلامية والعربية؟
نعم، كثير من المساعدات المالية والمعنوية، لكثير من المجالات مثل التعليم والثقافة والاقتصاد والتجارة والمرأة والشباب والبيئة وغير ذلك.
هل للإعلام دور فى تعريف نصحح صورة الإسلام فى الغرب؟
للإعلام دور ترويجى كبير للقضايا الراهنة ويحقق فيها تحقيقا حتى تتضح الأمور وعلى العكس، فى مجال الإعلام بإمكان القائمين عليها أن يخفوا ويغيروا يشوهوا القضايا والأمور، إن صورة الإسلام فى الإعلام الوطنى لا تأخذ حصتها المناسبة بعلة أن القضايا الاجتماعية والسياسية أهم وأرجح، بينما الإسلام فى الإعلام الدولى الآن أيضا قليل ومشوه، بسبب "الإسلاموفوبيا".
هل هناك زيادة فى نسبة اعتناق الإسلام؟
نعم، وذلك بسبب هداية من الله وصورة الإسلام الإيجابية لدى المجتمع الإندونيسى والعالم أيضا، حيث أسلم كذلك من دول أخرى، ولو راجعنا الإحصاءات، فإن عدد المساجد فى إندونيسيا فى تراجع، بينما تزداد عدد الكنائس والمعابد، ولكن هذا لا يقلل من جهود المسلمين فى التعريف بالإسلام وتقديم المساعدات اللازمة لأصحاب الناس المؤلفة قلوبهم فى الإسلام.
هل تعتمدون على رؤية الهلال فى الدول العربية أم لا؟
نعم نحن فى إندونيسيا نستعمل الطريقتين فى تعيين الهلال، أى بالرؤية والحساب الفلكى، وإتباع جمعية نهضة العلماء البالغ عددهم 65 مليون نسمة يأخذون الطريقة التى نادت به الآية الكريمة "صوموا لرؤيته"، فإنهم يهتمون بالرؤية فى أوائل الشهر.
باحثة بجامعة هداية الله الإندونيسية: الأزهر رمز الوسطية ونحن نستأمنه على عقولنا وأبنائنا.. نطبق مناهجه فى المعاهد والجامعات الإسلامية وفى 70 ألف مدرسة بها 8 ملايين طالب.. وفتاوى القتل ليست من الإسلام
الأحد، 03 أغسطس 2014 01:28 ص