محللون: تفاقم مشاعر الضيق بين الفرنسيين بسبب الوضع الاقتصادى

الخميس، 28 أغسطس 2014 07:24 ص
محللون: تفاقم مشاعر الضيق بين الفرنسيين بسبب الوضع الاقتصادى فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسى
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد عامين من تولى فرنسوا هولاند السلطة تتفاقم مشاعر الضيق الاجتماعى بين الفرنسيين مع غياب النمو ونسبة بطالة قياسية وعدم استقرار سياسى وخوف من المستقبل.

ويؤكد ستيفان جاريلى من المعهد الدولى للتطوير الإدارى بجنيف "أن الفرنسيين ضاقوا ذرعا بالوضع الاقتصادى حيث لا شىء يسير على ما يرام".

وبدا وكأن الرئيس نفسه يجسد هذا الشعور بالضيق الاثنين، حين ظهر فى موكب إحياء ذكرى المقاومة فى الحرب العالمية الثانية، وهو يقرأ بصعوبة خطابه تحت المطر متلعثما أحيانا وقد غطى الضباب نظارته.

وكان طلب للتو من رئيس وزرائه إجراء تعديل وزارى، لإنهاء انتقادات وزير الاقتصاد أرنو مونتيبور.

ويحصل هذا التعديل الوزارى الثانى فى غضون خمسة أشهر، فى بلد يعانى من نسبة بطالة تفوق 10% وارتفاع الضرائب وعجز عام يفوق ما هو مفروض على الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى أى نسبة 3% من الناتج الإجمالى.

وعنونت صحيفتا ليبيراسون (يسار) ولوفيغارو (يمين) اللتان نادرا ما تتشابه عناوينهما كما يلى "أزمة نظام".

وأقر رئيس الوزراء مانويل فالس بنفسه باتساع مشاعر الضيق مساء الثلاثاء فى أول مقابلة تليفزيونية بعد التعديل الوزارى.

وقال "نحن نعيش أزمة اقتصادية منذ سنوات مع بطالة جماعية لا تطاق".

وأضاف "وإزاء أزمة الثقة هذه، حيث إن الفرنسيين لم يعودوا يثقون منذ سنوات فى السياسيين، وإزاء أزمة الهوية فى بلادنا، كيف يجب أن يتصرف المسئولون السياسيون؟" وأجاب "يجب أن يتصرفوا بكرامة وتناغم".

وحذر مونتيبور لدى مغادرته الحكومة الاثنين من عواقب إجراءات "التقشف".

وقال "إنها تمس أفراد الطبقات الشعبية والمتوسطة وتدفعهم إلى رفض قادتهم السياسيين والبناء الأوروبى وترمى بهم إلى أحضان الأحزاب المتطرفة المدمرة لجمهوريتنا".

وتساءل ستيفان غاريلى "أى تقشف؟" قبل أن يضيف "أن الحكومة مستمرة فى أنفاق 57 إلى 58% من الناتج الإجمالى وهى النسبة الأعلى فى أوروبا مع الدنمارك".

والمشكلة بالنسبة إلى إيرفيه لو برا من المدرسة الفرنسية للدراسات العليا للعلوم الاجتماعية أن "نصيب الفرد من النمو متوقف منذ 15 عاما".

ولاحظ أن "الشعب الفرنسى ينمو بوتيرة 0.4% سنويا"، مذكرا بأن "فرنسا هى البلد الذى يملك أعلى خصوبة فى أوروبا وأزمة 2008 لم تغير شيئا" من ذلك.

لكن خبراء الاقتصاد والمؤسسات الدولية تتوقع نموًا بالكاد يصل إلى 0.7% هذا العام فى فرنسا.

وأوضح هذا الخبير أن فرنسا لم يسبق أن أعادت النظر فى الحقوق الاجتماعية التى توفرها منذ الحرب العالمية الثانية "ومع غياب زيادة الثروة لم تعد فرنسا تعرف ما تفعل" إزاء الوضع، خصوصا أن أى محاولة إصلاح محكوم عليها بالفشل مسبقا على ما يبدو.

وقال ستيفان غاريلى "إذا تم المساس بامتيازات شخص ما فإن الجميع سيرد الفعل معتقدا أنه سيكون التالى".

وقال إيرفيه لو برا "سنرى ذلك فى الأيام المقبلة مع كتاب العدل والمأمورين والصيادلة" فى الوقت الذى يفترض فيه أن تبدأ الحكومة تنفيذ إصلاح المهن الخاضعة للتنظيم.

ويتعمق الشعور بالضيق خصوصًا مع وجود إحساس بتكرار الظاهرة.

وكتب روجيه كوهين من نيويورك تايمز قبل عام "هناك اعتقاد متزايد بأنه هناك ليس فقط فقدان وظائف بل أيضا فقدان ثروات وأفكار وحتى فقدان هوية" قبل أن يقر بأنه أعاد كتابة مقال كان قد كتبه فى 1997.

ومن المفارقة أن فرنسا تدرج بانتظام فى التحقيقات الدولية على رأس البلدان فى مستوى جودة نوعية العيش.

وتقول بيو مارى صاحبة كتاب "أنهم يأكلون الخيول، أليس صحيحا؟" الذى تهاجم فيه الأفكار المسبقة الفرنسية "بالطبع نتساءل إلى متى سيستمر هذا الوضع".

وترى "بيو" أن الفرنسى المتوسط الحال يستفيد من الضمان الاجتماعى وتعليم مجانى من الطراز الأول ويغرق فى الكآبة لكنه "يبقى محظوظا رغم ذلك".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة