يعشق الآثار، ويمنحها الجزء الأكبر من وقته، ويكتب التاريخ بحيادية مدقنة، ويغوص فى أعماق تفاصيله الصغيرة، فيسطر مشاهد حية، فتقرأ له وكأنك ترى التاريخ بشخصياته وأحداثه يتحرك أمامك، هو الدكتور وعالم الآثار الكبير حجاجى إبراهيم، أستاذ الآثار بجامعة طنطا، والذى قضى معظم حياته فى الدراسة والبحث فى مجالى الآثار والتاريخ.
فى هذه الأيام يجالس الدكتور حجاجى إبراهيم، موسوعته التاريخية التى تحمل عنوان "أسرار مصرية عصور تاريخية"، استعدادًا لإصدار طبعة جديدة منها، وهى الموسوعة التى تتناول تاريخ مصر بداية من حضارة تاسا حتى أسرة محمد على، أى أنها تشمل عصور ما قبل التاريخ، وحضارة مصر القديمة، ومصر فى العصر اليونانى الرومانى، ومصر منذ الفتح العربى، حتى قيام ثورة 1952م.
ويقول دكتور حجاجى إبراهيم، إن الموسوعة فيها توضيح لأهم ملامح العصور التاريخية المصرية، وآثار كل فترة، بالتسلسل، بالتفاصيل، وإنه تناول فى موسوعته، حضارة تاسا والبرارى، ونقادة، ثم عصر ما قبل الأسرات، واصفه بأنه عصر الصراع بين الشمال والجنوب، ثم استعرض عصر الأسرات، الأسرة الأولى والثانية، ثم الدولة القديمة، ثم عصر الأول، ثم عصر الدولى الوسطى الذى جاء سيدنا إبراهيم، والسيدة سارة إلى مصر.
ويستكمل "حجاجى"، أنه تناول أيضًا عصر الانتقال الثانى، حيث جاء الهكسوس، وجاء سيدنا يوسف وأخوته، ووالداه، ثم بعد ذلك الدولة الحديثة، من الأسرة 18 إلى الأسرة 20، وفيه ولد سيدنا موسى وشقيقه هارون، ثم الأسرة 21 حيث انقسم الحكم بين كهنة آمون فى الأقصر، وأمراء كانيس فى صان الحجر، وأما فى الأسرة 22 تزوج سيدنا سليمان ابنة القائد والزعيم الليبى الأصل المصرى المولد "ششنك".
ويتابع الدكتور حجاجى إبراهيم حديثه قائلا، إنه استكمل فى الموسوعة باقى الأسر التاريخية، وهى الأسرة 23 إلى 30، وهو ما عرف بالعهد المتأخر، وإن كنت شخصيًأ أرى أنه عصر الازدهار، إذ كان أفضل فترة تاريخية حدث فيها ترميم للآثار، وتم نحت الكثير من التماثيل فى هذه الفترة، كما أنه فى الأسرة 26 طرد بسمتك الغزو الآشورى، والغزو النوبى.
ويحكى "حجاجى"، أنه جاء بعد ذلك الغزو الفارسى، ثم طرد المصريون الفرس، ثم عاد الفرس مرة أخرى، حتى جاء الإسكندر المقدونى، وبعد موته، كانت مصر، من نصيب البطالمة، التى انتهت جولتهم بنهاية كليوباترا، ومقتل أنطونيو العشيق الرومانى.
ويسرد الدكتور حجاجى إبراهيم، أن الموسوعة تواصل ذكر أحداث التاريخ فى مصر، حيث جاءت الدولة الرومانية بانتصار أغسطس أوكتافيوس، وبعد الرومان جاء العصر البيزنطى وفيه كانت المسيحية هى الديانة الرسمية، وبعدها فتح عمرو بن العاص مصر، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، أى أن مصر خضعت للخلفاء الراشدين.
وأوضح "حجاجى"، أنه يتحدث بعد ذلك عن العصر العباسى، ثم العصر الطولونى، فالعصر العباسى الثانى، ويليه العصر الإخشيدى، وبعده العصر الفاطمى، ثم العصر الأيوبى، ثم المملوكى البحرى، ثم المملوكى البرجى، ثم العصر العثمانى، وبعده الحملة الفرنسية، التى دخلت مصر أيام السلطان سليم الثالث، ثم العصر العثمانى الثانى، ثم أسرة محمد على، ابتداء من عام 1805، حيث مجىء محمد ثم إبراهيم باشا، ثم عباس الأول باشا، ثم سعيد باشا، ثم الخديوى إسماعيل، ثم الخديوى توفيق، ثم عباس حلمى الثانى، ثم السلطان حسين كامل، ثم الملك فؤاد الأول، ثم الملك فاروق، حتى قامت ثورة 52.
ويختتم الدكتور حجاجى إبراهيم حديثه قائلاً: "بذلت مجهودًا كبيرًا فى كتابة هذه الموسوعة، واستغرقت منى وقتا طويلا، إلا أننى أفعل ما أحب، وكانت بالنسبة لى عمل تاريخى مهم، يجمع تاريخ مصر منذ فترات ما قبل التاريخ، وحتى العصر الحديث".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة