محمد صبرى درويش يكتب: التقارب المصرى الروسى يضع الأمريكان فى مأزق

الإثنين، 25 أغسطس 2014 02:04 م
محمد صبرى درويش يكتب: التقارب المصرى الروسى يضع الأمريكان فى مأزق وزارة الخارجية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العلاقات الخارجية المصرية تقوم فى الأساس على إنشاء علاقات متزنة ومتوازية مع كل الدول، محترمةً هى إرادة الدول ولا تتدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة وتُقدم العون والمساعدة لكل الدول الصديقة على الرغم من الظروف الصعبة التى تمر بها.


ونظرًا لوضع مصر الإقليمى، وحضارتها الضاربة فى جذور التاريخ، ووضعها السياسى المحورى فى المنطقة، تتنافس كلٌ من روسيا وأمريكا عن أن تصبح مصر حليفًا استراتيجيًا لها، وتتنافس كلتا القوتين فى سبل جذب الرأى السياسى المصرى لتستند إليه، والكل يستميل الموقف المصرى تجاههُ حتى يُحقق مصالحه فى المنطقة.


ومصر حريصة فى سياساتها على خلق خطوط وسبل تعاون مشتركة مع كل الدول، فالولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدةً لجعل مصر حليفًا استراتيجيًا دائم، وكذالك روسيا تستميل الموقف المصرى تجاهها للحد من النفوذ الأمريكى والزعامة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط.


مشكلة الساسة الأمريكيين هو أنهم يتعاملون مع دول الشرق الأوسط بطريقة إسداء الأوامر، بمعنى أنه يجب على الدولة (س) أن تُنفذ أمرًا ما، وبالتأكيد هذا الأمر يصب فى صالح الولايات المتحدة الأمريكية وإن لم تستجب هذه الدولة يقومون بفرض عقوبات وتوجيه أنواع مختلفة من الحروب تجاهها.


روسيا على العكس، فهى تسعى لتضم أكبر عدد من الدول فى تحالف يدعمها، دون إسداء أوامر أو توجيه حروب، وتكتفى هى فقط بمتابعة الوضع عن قرب.


علاقة مصر بالولايات المتحدة الأمريكية هى علاقة متغيرة، ودائمًا ما يُحدد الأمريكان طبيعة هذه العلاقة وفقًا لمصالحهم، فأحيانًا تجد العلاقة مستقرة وأحيانًا أخرى متوترة، ويأتى الاستقرار حال تنفيذ المصالح الأمريكية فقط دون النظر إلى مصالح المنطقة ككل، وحينما تتحرك مصر لتنفيذ مصالحها ومصالح المنطقة هنا يحدث التوتر الفورى فى العلاقة، وهنا يتدخل فورًا الدب الروسى لجذب مصر لديه وتقليل النفوذ الأمريكى عن طريق تقديم المساعدات فى كل المجالات، فتشعر الولايات المتحدة بخسارة حليف قوى كمصر فى المنطقة، فتجد الولايات المتحدة تتحرك فى عكس مصالحها أحيانًا لجذب الود المصرى من جديد، وهنا يشعر الأمريكان أنهم فى مأزق نتيجة التفاوت بين لإسداء الأوامر من ناحية وفجأة تميل للتودد وكثرة الزيارات الدبلوماسية لمصر لإعادة الاستقرار للعلاقات.


والخلاصة كى تُحافظ الولايات المتحدة الأمريكية على علاقتها بمصر، يجب عليها ألا تُسدى الأوامر لمصر، فمصر ليست كسائر الدول، وعلى أمريكا أن تتوقف عن التدخل فى الشأن المصرى الداخلى، هنا فقط تستطيع الولايات المتحدة أن تجعل من مصر حليفًا قويًا لها فى المنطقة، يتحركا سويًا فى سبل دعم الديمقراطية والسلام فى الشرق الأوسط.










مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة