سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 25 أغسطس 1882.. معركة "المسخوطة" تقود إلى أسر "محمود باشا فهمى" رئيس أركان الجيش وعرابى يتهمه بالخيانة

الإثنين، 25 أغسطس 2014 08:34 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 25 أغسطس 1882.. معركة "المسخوطة" تقود إلى أسر "محمود باشا فهمى" رئيس أركان الجيش وعرابى يتهمه بالخيانة الزعيم أحمد عرابى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطلق الإنجليز مدافع سفنهم على جنود عرابى فى "المسخوطة" بالقرب من الإسماعيلية، ثم هجموا بقوة كبيرة على ستة آلاف متطوع كانوا يعملون فى الاستحكامات، وتشتتوا على أثر قوة المقذوفات التى كانت تنزل عليهم.

علا صياح المتطوعين وهم يفرون بين الجنود الذين وجودا أنفسهم عاجزين عن الضرب لامتلاء الميدان بالمتطوعين، وأمام هذه الحالة من الفوضى اضطر الجنود إلى التراجع حتى لا يتمكن الإنجليز منهم، وتركوا "المسخوطة" وعادوا إلى "التل الكبير".

دارت هذه الوقائع فى مثل هذا اليوم "25 أغسطس 1882"، فى مراحل الحرب بين الجيش بقيادة "عرابى" و"الإنجليز" بمساندة الخديو توفيق، واللافت فيها هو شخصية "محمود باشا فهمى"، وزير الأشغال فى حكومة "البارودى"، ورئيس أركان الحرب الفعلى للجيش المصرى فى عهد عرابى، وقاد "سلاح المهندسين"، وحسب وصف "صلاح عيسى" فى كتابه "الثورة العرابية": "كان أعظم مهندسى الاستحكامات" ويضيف: "ولد فى إحدى قرى بنى سويف، وخاض رحلة عمر طويلة يعلم ويتعلم، حتى أصبح وزيرا، ثم مسئولا عن خط الدفاع فى جبهة كفر الدوار، فبنى بمعونة المتطوعين من الفلاحين أقوى خطوط الدفاع التى صدت الهجوم الإنجليزى طوال مدة الحرب، ثم أُسر فى الميدان الشرقى، وظل أسيرا حتى انتهت الحرب"، وأخيرا تم الحكم عليهم بعد فشل الثورة العرابية بالإعدام، ثم خفف الحكم عليه إلى النفى مع "عرابى" إلى "سيلان".

ومن واقع ما حدث فى معركة "المسخوطة" يوم "25 أغسطس" يتهمه "عرابى" فى مذكراته قائلا: "لم يرد أن يرجع مع العساكر، وآثر الوقوع فى الأسر على البقاء فى الجيش لشدة ما هاله من منشور السلطان (يقصد الخديو توفيق) بعصياننا وطمعا فى قبوله لدى الخديو بسبب استسلامه إلى الإنجليز، وثبت فى موقعه مع خادمه حتى قبض عليه الإنجليز بصفة كونه نفرا بسيطا".

هذه الإدانة من "أحمد عرابى"، نجدها بتنويعة أخرى لدى "صلاح عيسى" فى كتابه "الثورة العرابية"، حيث يقسم زعماء الثورة بعد القبض عليهم حسب موقفهم فى التحقيقات معهم، فيشير إلى أن منهم من اتهم نفسه بالخيانة سعيا إلى تبرئة نفسه، مشيرا فى ذلك إلى "محمود باشا فهمى" الذى قال فى التحقيقات بعد سقوط المسخوطة وهروب عساكر راشد باشا أمام الإنجليز: "أخذت خادمى وأمرته بقطع غابة وتعليق منديل أبيض فيها، وتوجهنا إلى الإنجليز حيث سلمنا أنفسنا"، وتتناقض هذه الرواية مع رواية أخرى وهى أنه أسر فى ملابسه المدنية، وزعم لمن أسروه أنه من أصحاب الأرض فى المنطقة التى أسر فيها ولم تتضح شخصيته إلا فيما بعد.

ويلتمس "عيسى" العذر لمن فعلوا ذلك: "فالهزيمة العسكرية المفاجئة أفقدت الكثيرين صوابهم، وكذلك ظروف الاعتقال ومعاملتهم فى المعتقل".

وبالرغم من ذلك تم نفى "محمود باشا فهمى" مع عرابى، وتوفى فى المنفى بعد عامين من نفيه.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة