د. مصطفى الفقى يكتب: مواقفنا فى العالم العربى تحكمها الهوى.. الموضوعية تغيب عنا كثيرا.. والحياد الأكاديمى يجب أن يكون بديلا لحالة العبث التى تسيطر على عقولنا اليوم

الإثنين، 25 أغسطس 2014 08:36 ص
د. مصطفى الفقى يكتب: مواقفنا فى العالم العربى تحكمها الهوى.. الموضوعية تغيب عنا كثيرا.. والحياد الأكاديمى يجب أن يكون بديلا لحالة العبث التى تسيطر على عقولنا اليوم د. مصطفى الفقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الذى يتابع المشهد فى الوطن العربى عمومًا وفى مصر خصوصًا يدرك أن جزءًا كبيرًا من مواقفنا وقراراتنا يحكمه الهوى وتفوح منه رائحة «الشخصنة» حيث تغيب الأحكام الصحيحة على الأمور وتختفى «الموضوعية» من الساحة تقريبًا، ولازلت أتذكر ما قلته منذ سنوات فى تشخيص الحالة المصرية فى العامين الأخيرين لحكم الرئيس الأسبق «مبارك» عندما تردد الحديث وقتها حول «من يخلف الرئيس» فى ظل تصورات غامضة حول مسألة «التوريث»، لقد قلت وقتها فى توصيف الوضع العام «يبدو أن هناك من يعتقد أن رئيس «مصر» القادم» سوف يأتى بمباركة «أمريكية» وقبول «إسرائيلى» وكنت بذلك أقوم بعملية تشخيص لما يدور حولنا، ولكن الدنيا قامت يومها ولم تقعد فاتهمنى الأستاذ «محمد حسنين هيكل» أن قولى ذلك يصدر عن معلومات ومعرفة غير متوفرة للآخرين، واضطررت حينذاك لشرح وجهة نظرى فى ضرورة التفرقة بين المشهد والرأى، بين وصف الحالة واتخاذ موقف.

تذكرت ذلك وأنا أشاهد أحد كتابنا المرموقين يتندر على حلقةٍ وثائقية لبرنامج تليفزيونى كانت تغطى دراسة تاريخية عن «الإخوان المسلمين»، فالرجل لا يفرق بين «موضوعية» السرد وإبداء الرأى فإذا اختلفت معه فى وجهة النظر فأنت طرف آخر فى معركة وهمية ولكن الأجدى دائمًا هو أن نعتصم بالموضوعية فى التحليل بينما نحن أحرار فى الاستنتاج، وفى ظنى أن اختفاء المعرفة بمناهج البحث وطرائق التفكير هو الذى أدى بنا إلى هذه الحالة من الخلط بين الرؤية التحليلية البحتة فى جانب والنظرة الذاتية فى جانب آخر، ولن تستقيم أمورنا على الساحات الفكرية والثقافية بل والسياسية إلا إذا استقام العقل واختفت «الشخصانية» وحلت «الموضوعية» و«الحياد الأكاديمى» بديلاً لحالة العبث التى تسيطر على عقولنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة