تابع الجميع العملية الموسعة التى قامت بها محافظة القاهرة، أمس الأحد - بعد قرار الحكومة - لنقل وتوطين الباعة الجائلين من وسط البلد، بالتعاون مع أجهزة الأمن "الجيش والشرطة"، ولاقى نقل الباعة ترحيبا كبيرا من سكان المنطقة وأصحاب المحال التجارية، الذين كشفوا عن الجرائم التى ارتكبها الباعة الجائلون طوال فترة تغولهم وسيطرتهم على وسط القاهرة، عقب ثورة 25 يناير ومرحلة تراجع دور الدولة.
ورحب أصحاب المحال التجارية، وعدد من قاطنى منطقة وسط البلد، تحديدا فى الأماكن التى تشهد تواجدا مكثفا للباعة، فى شوارع طلعت حرب، و26 يوليو، وتقاطع طلعت حرب وعبد الخالق ثروت، وقصر النيل، وامتداد طلعت حرب وصولا لميدان التحرير، بقرار الحكومة الذى دخل حيز التنفيذ، أمس الأحد، بنقل وتوطين الباعة بأرض الترجمان وتخصيص هذه المنطقة لتكون بديلا عن وسط البلد.
وعلق أحد سكان شارع 26 يوليو، على نقل الباعة، قائلا: "قرار تاريخى للحكومة" و"يكفينى من اللى حصل إنى هعرف اتحرك بحرية فى شوارع وسط البلد، وإن الناس هتتخلص من أصوات (الخناقات) والألفاظ البذيئة التى يستخدمها البائعون أثناء الخناقات المتكررة، دا غير إن المكان دا واجهه لمصر، وزمان كان السياح بينزلوا وسط البلد، بس بعد سيطرة البائعين، تحولت المنطقة لسويقة، وأصبح من الصعب إنك تلاقى سائح واحد فى المنطقة كلها، دا حتى السينما - اللى فى وسط البلد وبتشتهر بيها - مبقتش ظاهرة ذى الأول".
ويرصد "اليوم السابع"، أبرز السلبيات والسلوكيات التى انتهجها الباعة المتجولون، وكانت سببا كبيرا، فى نفور الناس منهم، ومطالبة الحكومة للتدخل لنقلهم لمكان بعيد عن وسط البلد.
• تعطيل حركة المرور
شوارع وسط البلد، ضيقة بطبيعتها فلا يتعدى عرض أكبر شارع 6 أمتار على أكثر تقدير، واحتل الباعة الجائلون تقريبا 2 متر منه، وهو ما جعل الشوارع ضيقة جدا، لا تحتمل مرور سيارتين فى اتجاهين.
وأوضح صاحب محل أحذية بطلعت حرب، أن "فروشات الباعة فى البداية كانت فى حيز ضيق جدا، وكنا لا نشعر بوجودهم، ولم يتغولوا ويتوسعوا بهذه الطريقة إلا بعد ثورة 25 يناير، بعد تراجع دور الدولة"، موضحا، خلال حديثه لـ(اليوم السابع)، أن "بعض أمناء الشرطة، حصلوا على رشاوى من الباعة فى سبيل وجودهم فى الشارع، ودا خلى البياعين يعتقدون أنهم سيطروا على المنطقة بأكملها بما فى ذلك الشارع اللى الناس بتمشى فيه".
• سرقة الكهرباء
بعد الأزمة التى شهدتها البلاد، فى الفترة الأخيرة، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائى، شنت شرطة الكهرباء حملة موسعة، على منطقة وسط البلد، لضبط الباعة والحد من عمليات السرقة من أعمدة الإنارة والخطوط الأرضية، وفى وقت سابق تم ضبط 24 بائعا لسرقتهم التيار، لكن استمرار وجود الباعة، دفعهم للاستمرار فى إنارة فروشاتهم من الكهرباء المسروقة.
وأضاف صاحب أحد أكشاك الصحافة بتقاطع طلعت حرب وشارع 26 يوليو، قائلا: "كل البياعين اللى كانوا موجودين هنا، اعتمدوا فى إنارة فروشاتهم على الأعمدة، وسرقة التيار بشكل مباشر"، مشيرا إلى أن "الباعة لم يكتفوا بإنارة الفروشات بمعدل طبيعى لكن لكون الكهرباء ببلاش، دا خلاهم يزودوا عدد اللمبات، للفت النظر لفرشهم، ودا طبعا سبب كبير فى أزمة الكهرباء لأن أغلب البياعين استغلوا غياب الدولة".
• اشتباكات ومشاجرات مستمرة
دائما ما تنشر المواقع الإخبارية أنباء عن اشتباكات بالأسلحة النارية أو البيضاء بين الباعة الجائلين، لكن أغلب المشاجرات التى كانت تقع، لم تتدخل فيها الشرطة خلال فترة التراجع الأمنى الذى أعقب ثورة 25 يناير، وهو ما سبب مشكلة كبيرة لسكان المنطقة وأصحاب المحال التجارية وشركات السياحة التى تشتهر بها المطقة.
وأكد عبد الله سمير، عامل بمحل تجارى بوسط البلد، أن اشتباكات الباعة كانت تتم بشكل يومى على أسباب تافهة، وأنهم استخدموا الأسلحة النارية فى أحيان كثيرة، وهو ما سبب مشاكل كبيرة للسكان ولأصحاب المحلات، وكذلك زوار المنطقة، مشيرا إلى أن الباعة، كانوا يرون أنفسهم أصحاب أرض ومن ثم لم يكن لأصحاب المحلات أو السكان أى سلطة عليهم.
وكشف العامل أن عددا كبيرا من الباعة كان يتعاطى المواد المخدرة، والوضع كان سيئا جدا مع استيلائهم على أغلب النواصى الأرصفة.
• المعاكسات والتحرش
كثيرا ما شهدت المنطقة مشكلات عدة بسبب تحرش الباعة برواد دور السينيما بوسط البلد، وهو الأمر الذى انتشر مؤخرا مع تزايد أعداد الباعة وسيطرتهم على الأرصفة المؤدية للسينيما بطلعت حرب و26 يوليو.
وقال ساكن بالعقار المواجه لسينما مترو، "إن الشئ الأسوأ فى موضوع البياعين هو المعاكسات والتحرش، اللى كان بيحصل بشكل متكرر جدا وشبه يومى، بعد أن سيطر شباب صغير السن على الأرصفة وتعاطيهم المخدرات، ودا عمل مشاكل كبيرة"، مضيفا أنه – ربما- اختفت السياحة من وسط البلد بسبب هؤلاء الباعة، مؤكدا أن نقلهم من هنا أمر يحسب للحكومة.
• سلوكيات ومناظر غير حضارية
سلوكيات الباعة كانت سببا فى الإطاحة بهم من وسط البلد، خاصة المشاجرات وإلقاء مخلفاتهم فى بعض الشوارع، خاصة 26 يوليو بالقرب من مبنى دار القضاء العالى.
ويذكر صاحب مكتبة، بشارع 26 يوليو بعض السلوكيات غير الحضارية من الباعة، قائلا: "المكتبة دى تقريبا موجودة منذ 70 سنة، وليها قارئ بيجى من كل مكان، والبياعين احتلوا مدخل المكتبة ودا أثر بشكل سلبى جدا على حركة بيع الكتب، وكمان كانوا بيعملوا فرش عالى جدا لدرجة إنه بيغطى على (لافتة المكتبة)، وكذلك تشغيل الأغانى بصوت مرتفع جدا ليل نهار، وهو ما جعل الضوضاء مسيطرة على الشارع، إضافة لأصواتهم اللى بيروجوا بيها لبضائعهم تخليك تحس إنك ماشى فى سوق الجمعة مش فى وسط البلد."
موضوعات متعلقة ..
بالفيديو.. ضابط شرطة للباعة الجائلين المتظاهرين بالترجمان: «أنتوا ملكمش مكان هنا»
"اليوم السابع" يرصد 5 أسباب وراء الإطاحة بالباعة الجائلين من وسط القاهرة: سرقة الكهرباء.. تعطيل المرور.. التحرش والمعاكسات.. الاشتباكات والمشاجرات.. وإلقاء المخلفات بالشوارع
الإثنين، 25 أغسطس 2014 06:45 م