التاريخ السرى للكتائب المسلحة فى مصر ..الجماعة الإرهابية وأحزاب الوفد ومصر الفتاة أول من استحدم الكتائب.. وكانت فى البداية ضد الاحتلال ثم تحولت كتائب الجماعة ضد الدولة

الإثنين، 25 أغسطس 2014 10:05 ص
التاريخ السرى للكتائب المسلحة  فى مصر ..الجماعة الإرهابية وأحزاب الوفد ومصر الفتاة أول من استحدم الكتائب.. وكانت فى البداية ضد الاحتلال ثم تحولت كتائب الجماعة ضد الدولة كتائب حلوان
كتب - رانيا فزاع - أحمد أبوحجر - وائل علاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن ظهور كتائب مسلحة فى منطقة حلوان، شىء جديد على الساحة السياسية المصرية، فهذه الكتائب ظهرت من قبل واستخدمها السياسيون، على مر التاريخ وبتوجهات مختلفة سواء حزب الوفد أو جماعة مصر الفتاة، أو الإخوان المسلمين.

تعد الكتائب السرية المسلحة هى أساس جماعة الإخوان واعتمد قادتهم مثل «حسن البنا، عبدالرحمن السندى، صالح عشماوى» على عدة مبادئ منها السرية والكتمان والطاعة والتى تعتبر بمثابة دستورهم الأساسى الذى يمهد للاستيلاء على الحكم.



وقد استمرت سرية هذه الكتائب لكل من الأعضاء وبعض القيادات واتضح ذلك بعد اعتراف مهدى عاكف المرشد الأسبق، أنه بعد التحاقه بالتنظيم استدعاه البنا، وأوضح له أن الكتائب التى يتدرب من خلالها تتبع الإخوان وأن عنصر السرية هو أحد أساسيات تطورها وجعلها بعيدة عن الأذهان لتترعرع بدون أى معوقات، وتكون على استعداد لإنجاز أهدافها الأساسية.

التنظيم السرى للإخوان

واعترف أحد قادة التنظيم السرى أمام المحكمة وأحد الذين خططوا لحادث المنشية واسمه إبراهيم الطيب، أن مكتب الإرشاد ذاته لم يكن يتعرض لمثل هذه الأمور وعلى رأسها التنظيم السرى، فكان مكتب الإرشاد لا يتدخل فى المسائل التى لا تعتبر من اختصاصه، وعن اعترافات وكيل الجماعة أمام المحكمة قال: انضممت للجماعة منذ عام 1940 حتى 1946، واستنتجت من الأستاذ حسن البنا أن هناك شبابًا من الإخوان يتدربون على حمل واستخدام السلاح فى أماكن بعيدة وبسرية تامة لأن ذلك مما يحظره القانون. كما أكد حسن البنا على ضرورة تكوين الكتائب بدعوته صراحة إلى حمل السلاح، والإعداد لمقاتلة كل من لا يستجيب لدعوة إحياء الخلافة الإسلامية والاستيلاء على الحكم والسلطة لإقامة دولة الخلافة، فقال فى كتاب «مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا» عن مراحل الدعوة إنها تشمل 3 مراحل هى: مرحلة الدعاية والتعريف، ثم مرحلة التكوين وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف، ثم بعد ذلك مرحلة التنفيذ.

1948:
فى 28 ديسمبر اغتال طالب بكلية الطب يدعى عبدالمجيد أحمد، رئيس الوزراء المصرى محمود فهمى النقراشى، بعد قراره حل جماعة الإخوان إثر ثبوت سعيها لتنظيم مسلح سرى.
ويروى الكاتب الراحل مصطفى أمين أنه حذر النقراشى من أن القرار قد يعرضه لخطر الاغتيال، فقال: «قد أخسر حياتى لكنى سأكسب نفسى».
وفور القبض على القاتل الذى كان يتنكر بزى رجل شرطة، أصدر حسن البنا بيانا ينفى علاقة الإخوان بالجريمة، الأمر الذى أصاب الطالب باليأس فأدلى باعترافات بالغة الخطورة عن التنظيم السرى.



وكتب عبدالرحمن الساعاتى والد حسن البنا فى أول أعداد مجلة الإخوان «النذير» محرم 1357 هجرية «استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته ويعد سلاحه ولا يلتفت منكم أحد، امضوا إلى حيث تؤمرون»، ثم يضيف كيف ننقذ الأمة بدواء الإخوان، قائلاً: «اعكفوا على إعداد الدواء فى صيدليتكم، ولتقم على إعطائه فرقة الإنقاذ منكم، فإذا الأمة أبت، فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد وجرعوها الدواء بالقوة، وإن وجدتم فى جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه، أو سرطاناً خطيراً فأزيلوه، استعدوا يا جنود، فكثير من أبناء هذا الشعب فى آذانهم وقر وفى عيونهم عمى».

وحث البنا جماعته على استخدام القوة لإسقاط النظام السياسى والاجتماعى فى مصر، عندما يستكملون استعدادهم، وأن ما ينقصهم هو عامل السرعة والاستعداد، فقال «يتساءل كثير من الناس: هل فى عزم الإخوان أن يستخدموا القوة فى تحقيق أغراضهم والوصول إلى غايتهم؟ وهل يفكر الإخوان المسلمون فى إعداد ثورة عامة على النظام السياسى أو النظام الاجتماعى؟ ولا أريد أن أدع هؤلاء المتسائلين فى حيرة، بل إننى انتهز هذه الفرصة فاكشف اللثام عن الجواب السافر لهذا فى وضوح وفى جلاء، فليسمع من يشاء، أما القوة فهى شعار الإسلام فى كل نظمه وتشريعاته، ولابد لمن يتبع هذا الدين أن يكون قوياً، والإخوان المسلمون لابد أن يكونوا أقوياء من 3 نواح.. قوة العقيدة والإيمان، ثم قوة الوحدة والارتباط، ثم قوة الساعد والسلاح».

وأوضح حسن البنا أنه سيستخدم الإخوان القوة حين لا يجدى غيرها، وحين يستكملون عدة الإيمان والعدة، وعندما يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء ينذرون أولا، ثم ينتظرون ثم يقدمون. كما يزعم البنا أن منهج الإخوان المسلمين هو الإسلام ومن لا يؤمن به فهو كافر فيقول «إننا نعلن فى وضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهج ولا يعمل لتحقيقه لا حظ له فى الإسلام» وأضاف البنا فى مجلة «النذير» رمضان 1357 هجرية «وما كانت القوة إلا كالدواء المر الذى تحمل عليه الإنسانية العابثة المتهالكة حملاً ليرد جماحها، ويكسر جبروتها وطغيانها».

1949 :فى نوفمبر اغتيل مؤسس جماعة الإخوان ومرشدها الأول حسن البنا، لدى خروجه من جمعية الشبان المسلمين.
وكان اغتيال النقراشى قد أشعل غضب شباب السعديين الذين هتفوا بالقصاص فى جنازته، وكشفت التحقيقات التى أجريت فى أعقاب ثورة يوليو بعامين عن أن الحكومة السعدية أرادت الانتقام من البنا بمباركة القصر.


ويتخذ البنا الإسلام كستار لتحقيق أهدافهم السياسية بزعمه أن المطالبة بالحكم والحكومة ركن من أركان الإسلام، وأن تقاعس المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة، وقال إذا قيل لكم إلام تدعون؟ فقولوا إلى الإسلام، والحكومة جزء منه، فإن قيل لكم هذه سياسة فقولوا هذا هو الإسلام، نحن دعاة حق نعتقده ونعتز به، فإن وقفتم فى طريق دعوتنا فقد أذن الله أن ندافع عن أنفسنا وكنتم أنتم الظالمين.

ويدعو حسن البنا إلى خلط الدين بالسياسة، فيقول «يتساءل فريق آخر من الناس: هل فى منهج الإخوان المسلمين أن يكونوا حكومة وأن يطالبوا بالحكم؟ ولا أدع هؤلاء المتسائلين فى حيرة، ولا نبخل عليهم بالجواب، فالإسلام كما يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركناً من أركانه ويعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد، فالإسلام حكم وتنفيذ كما هو تشريع وتعليم، لا ينفك واحد منها عن الآخر، فالإخوان المسلمون لا يطلبون الحكم لأنفسهم، فالحكم من منهاجهم، وسيعملون لاستخلاصه من أيدى كل حكومة لا تنفذ أمر الله.

ويأمر البنا أتباعه بالتكبر على المسلمين بزعمه، أنهم متفردون بحفظ كتاب الله (القرآن) وحملة لواء الإسلام بعد الرسول، فيقول «نحن ولا فخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملة رايته من بعده، ورافعو لواءه وحافظو قرآنه، هذه منزلتكم فلا تصغروا فى أنفسكم فتقيسوا أنفسكم بغيركم، لقد دعوتم وجاهدتم، فواصلوا جهودكم واعملوا والله معكم، فمن تبعنا الآن فقد فاز بالسبق ومن تقاعد عنا من المخلصين اليوم فسيلحق بنا غدا وللسابق عليه الفضل»، ويتجاهل البنا قوله تبارك وتعالى « إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً».

القمصان الخضراء والزرقاء

لم تنفرد كتائب الإخوان بهذا التنظيم، بل ظهرت تنظيمات أخرى فى مصر منها تنظيم القمصان الخضراء الذى أطلقه حزب مصر الفتاة فى عام 1933 والذى أخذ حزب الوفد منه الفكرة سريعاً لينشىء تنظيم القمصان الزرقاء من شباب الوفد ذى صبغة شبه عسكرية بطريقة علنية وقام الوفد بتمويل جماعته، وأصبح لها صحيفة ناطقة خاصة بها تسمى «الجهاد»، مستغلاً شعبيته الواسعة فى هذا الوقت، وتم اقتباس الفكرة من أصحاب القمصان السوداء فى إيطاليا عام 1922 والتى استولت على الحكومة الإيطالية بقيادة موسولينى بعد زحفهم على روما، وأجبروا الملك فكتور إيمانويل الثالث على تعيين موسولينى رئيساً للوزراء، مما دعاه لتطبيق الفكرة فى مصر.

وتمكن حزب مصر الفتاة من أن يستمر فى وجوده دون مصادرة لنشاطه طوال عامين تقريباً من قيام الحرب العالمية الأولى، وذلك بسبب إعلانه موقفاً خاصاً، ينادى فيه بإعلان الحرب الهجومية على ألمانيا، ثم تخلى عن اسمه واستبدله باسم الحزب الوطنى الإسلامى، وأشادت بذلك الصحف الإنجليزية بعد عام من اندلاع الحرب للتدليل على ولاء الدول الإسلامية لانجلترا، ويؤيد ذلك ما نشرته صحيفة «الايفننج نيوز» من أنه «قد صرح زعماء جماعة مصر الفتاة بأنهم ضد النازى، وأنهم يؤيدون البريطانيين، وأن غرضهم إعزاز شأن الإسلام» كما أبرزت هذه الصحيفة كذلك أن هذه الجماعة تضم أناساً من جميع الطبقات.

ولكننا نجد أن هذا الحزب بعد أن استطاع أن يكسب ود الإنجليز، بدأ يعد نفسه للعمل ضد الإنجليز بعد سقوط فرنسا فى يد الألمان، وبدأ الحزب يجمع الأسلحة من كل مكان ويشتريها عن طريق الأعراب من القوات الإنجليزية ويخزنها، كما جمع الأموال لتمويل أعماله العسكرية، وأخذ فى إعداد المنشورات، وكان يعتمد فى تمويله على تبرعات أنصاره ومؤيديه من المصريين فى المقام الأول.

وكانت حالة الرواج الاقتصادى النسبى التى عاشها العامل المصرى فى تلك الفترة من العمل تحت إدارة الإنجليز، عاملاً مساعداً لهذا التمويل، واستطاع العمال من خلالها تزويد الحزب بتبرعات يقتطعونها من أجورهم دون أن يمسهم ضرر بشكل مباشر، وذلك فضلاً عما استولوا عليه من أموال المخابرات البريطانية، التى كانت تمنحها للمصريين للتقرب منهم، فتم تمويل هذا الحزب كثيراً من هذه الأموال بشكل غير مباشر، وبعد أن تم التمويل الكافى والتدرب على الأسلحة التى أشتروها، بدأوا أعمالهم المناهضة للإنجليز وكان أول عمل أدى لظهورهم بشكل واضح، هى تلك العملية التى قام بها الشيخ توفيق الملط، عندما توجه إلى الصعيد لتنظيم المقاومة ضد الإنجليز فى أسيوط، وقطع المواصلات عليهم، ولكنه ضبط فى محطة الجيزة مع ما كان معه من متفجرات، وقدم للمحاكمة بتهمة حيازة متفجرات لأغراض ثورية.

وتعد هذه العملية هى شرارة القيام بالمخطط الأكبر الذى وضعه أحمد حسين زعيم مصر الفتاة لينفذه ضد الإنجليز، فى اللحظة التى يشرع فيها الألمان فى الهجوم على الجزر البريطانية ذاتها، تأسيساً على ما سينال الإنجليز من صدمة نفسية، وما ستكون عليه حالة المصريين المعنوية بسبب الفرح، مما يمكنهم أن يساندوا هذه الحركة المسلحة، وذلك بالإضافة إلى توزيع السلاح على المدن والقرى وتوحدهم للقضاء عليهم، وكان من المخطط إعلان الثوار بعد ذلك مباشرة قيام السلطة باسم «قيادة الشعب الثورية».

1954:
فى السادس والعشرين من أكتوبر، وبينما كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يلقى خطابا فى ميدان المنشية بالإسكندرية، أطلق عنصر من جماعة الإخوان النار عليه، لكن المشيئة الإلهية أنقذته من موت محقق. وتمت محاكمة عدد كبير من قيادات الإخوان فى هذه القضية، وكالعادة ارتدوا أثواب المظلومية وزعموا أن الاتهامات ملفقة إلى أن اعترف قياديون منهم بعدئذ بسنوات بأن الإخوان دبرت لعملية الاغتيال.


واتسعت ميادين الخطة مما دفع أحمد حسين للتنسيق فى هذه المهمة مع قيادة الإخوان المسلمين، للاستفادة من إمكانياتهم فى هذا الشأن، إلا أن حسن البنا لم يوافق على هذه الخطة لعدم صلاحية السلاح الذى سيستعمل، وعدم وجود المال الكافى، كما قال البنا أنهم لا يدخلون عملاً يحتمل النجاح أو الفشل، والوقت لا يحتمل هذه المقامرة التى قد تسىء إلى العالم الإسلامى كله، ثم فشلت الخطة كلها بالقبض على أحمد حسين وأعوانه، وأودعوا المعتقل ولم يفرج عنهم إلا فى نهاية الحرب فى عهد حكومة الوفد.

ومع ظهورمجموعة القمصان الخضراء التابعة لمصر الفتاة، وقعت معارك طاحنة مع تشكيلات الوفد، ونتج عن ذلك قتل شخصين، وتعرضت مقرات مصر الفتاة للإغلاق، وتوازى مع ذلك حملة سياسية شنها النحاس باشا فى مجلس النواب بأن مصر الفتاة تعمل مع دولة أجنبية، خاصة بعد حادث تعرض النحاس باشا لإطلاق نار، فتم إغلاق مقرات مصر الفتاة، واعتقال الكثير من أعضائها، وعلى رأسهم أحمد حسين. ولعب الإنجليز الدور الأكبر فى غلق مقار الجمعية، وطلبت من حزب الوفد ورئيسه النحاس باشا حل جماعة القمصان الزرقاء، وكان رسلان باشا حكمدار العاصمة ومساعده جون لويد يتابعان نشاط الشباب بشكل يومى، حتى أن الجنرال لويد كان يظهر فى كل معسكر يتم إنشاؤه للشباب سواء كان للوفد أو مصر الفتاة.

وتدخل السفير البريطانى فى محاولة منه لإقناع الحكومة الوفدية بحل جماعات القمصان الزرقاء فى الوقت الذى كان الوفد يستخدم فيه أسلوب المظاهرات الشعبية، كنوع من التأثير على القصر من ناحية، والتأكيد على أن الوفد يعنى الشعب المصرى كله من ناحية ثانية، وحفلت أحداث نوفمبر عام ‏1935‏ بمظاهرات الجماهير الوفدية تطوف شوارع القاهرة، وتهتف «النحاس أو الثورة» فكان الطلاب يسيرون فى صفوف منظمة، تملأ الشوارع ويرأس كل صف ضابط‏، وظهر قادة الطلاب والعمال يرتدون قمصاناً زرقاء كرمز للوحدة، والمساواة بين الشباب، وكانت القمصان الزرقاء تمارس تدريباتها الرياضية فى وادى حوف وتحت سفح الأهرام وفى الأماكن الصحراوية، وكان أعضاؤها يحملون عصاة كرمز للجندية بجانب خناجر الجوالة التى تحمل فى الرحلات للمساعدة فى أعمال المعسكر وأعمال الرحلات‏، ولا يصرح بالمسدسات وغيرها من الأسلحة الممنوعة إلا بترخيص لحاملها.‏ وضاق الأمن ذرعاً بهذه الجماعة، بعد أن حدثت اشتباكات موسعة بين الأمن والقمصان الزرقاء، وفكر فى القضاء عليها وساعده الانشقاق فى حزب الوفد على هذا، بجانب رغبة بعض قياداته فى حل التنظيم فدفع هذا وزارة الداخلية إلى وضع دوريات حول كل معسكر من معسكرات القمصان الزرقاء‏، والتى وضعت نهاية القمصان الزرقاء التى اختفت مع إقالة وزارة النحاس باشا فى عام 1937 وتم إصدار مرسوم يمنع عمل وإنشاء التشكيلات شبه العسكرية فى مصر. لكن تلاحظ عودة القمصان فى ثوبها الجديد بظهور جماعة أنصار بيت المقدس، لتتبنى أسلوب الإرهاب معلنة بذلك عن أهدافها الإرهابية.

أنصار بيت المقدس

وظهر اسم جماعة «أنصار بيت المقدس» للمرة الأولى عام 2012، عقب إعلان مسؤوليتهم عن تفجير خط الغاز المصرى المصدر لإسرائيل بشمال سيناء، فى فيديو بثته على شبكة الإنترنت، وأظهرت مراحل التفجير وكيفية رصد وجمع المعلومات عن أماكن مرور محطات وخطوط الغاز بمحافظة شمال سيناء، وكذلك الخطط المجهزة الخاصة بعمليات التفجير، ويظهر فى الفيديو المسؤول عن تنفيذ العمليات، ويشرح تفاصيل وضع العبوات الناسفة والتأكد من قدرتها على تفجير الخطوط وتدميرها.

1981:
فى السادس من أكتوبر، وبينما كان الرئيس الراحل أنور السادات يحتفل بالنصر الذى كان هو صانعه الأول، توقفت سيارة أمام المنصة، وأطلقت الرصاص على السادات فى محاولة للاستيلاء على الدولة المصرية من قبل جماعات التأسلم السياسى. ودخلت مصر بعدئذ حربًا طويلة مع الجماعة الإسلامية التى أجرى عدد كبير من رموزها مراجعات فكرية فى المعتقل.


كما ظهرت الجماعة للمرة الثانية عندما أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ على مدينة إيلات الإسرائيلية، رداً على مقتل أربعة أشخاص تابعين لهم فى أرض سيناء، وأعلنت فى بيانها أنها تمكنت من قصف مدينة أم الرشراش المحتلة «إيلات» بصاروخ من طراز جراد، ومنذ ذلك الحين اتضح لنا هدف الجماعة، وهو استهداف اليهود بأراضى فلسطين، كما صرحت فى بيان لها قائلة « لن تنعم إيلات ولا غيرها من مدن اليهود بأمن ولا سياحة ولا اقتصاد، وسيدفع اليهود ثمن دماء المجاهدين غالياً بإذن الله تعالى» ولكن سرعان ما تغيرت أفكارها وأهدافها، لتستهدف القوات المصرية من الجيش والشرطة المسؤولة عن حماية وأمن الوطن، وظهر جلياً هدف تلك الجماعات التى أبرزت التناقض وهشاشة أفكارها ومبادئها.

وبدأت بالتخبط عقب إعلان مسؤوليتها عن حادثة اغتيال وزير الداخلية رداً على العمليات التى قام بها الجيش المصرى لتطهير سيناء من الجماعات الإرهابية، مستبعداً أن تكون تلك الجهود محاولة من أجل ممارسة الضغط على الحكومة، لإجراء مصالحة مع الإخوان، وقد وصلت تحريات الداخلية إلى قيام 4 أشخاص تابعين للمجموعات الإرهابية المتمركزة فى سيناء باستئجار شقة تقع أمام منزل الوزير لمراقبته وتنفيذ عمليتهم الإرهابية، وكان المخطط يبدأ بأن يتم إطلاق أعيرة نارية على وزير الداخلية وتفجير عبوة ناسفة، وجاءت تفاصيل العملية بالفيديو الذى تم بثه عبر شبكة الإنترنت، يظهر فيه منفذ العملية رائد سابق بالجيش المصرى يدعى وليد بدر، وجاء فى البيان وقتها أن منفذ العملية تخرج فى الكلية الحربية عام 1991 والتحق بسلاح الشؤون الإدارية، وتمت إقالته من الجيش المصرى بعد وصوله إلى رتبة رائد، وأشارت خلال البيان إلى أن وليد هاجر إلى أفغانستان ومنها للعراق وتم القبض عليه فى إيران ثم سافر إلى الشام، وبعدها استقر فى مصر، وقام بتنفيذ محاولة اغتيال وزير الداخلية وأشاروا خلال البيان إلى أن تلك العملية انتقام لما حدث عند فض اعتصامى دار الحرس الجمهورى ورابعة العدوية.

وجاء ذلك عقب إعلان الوزير أن معركة الإرهاب لم تنته بعد مع الإخوان وأنصارهم، وأن الخطة الأمنية مهمتها القضاء على كل البؤر الإجرامية بسيناء، ويتضح لنا وجود بعض الأهداف المشتركة للجماعتين والتى تنكرها جماعة أنصار بيت المقدس، وتنفى وجود أى صلة بينهما، وتابعت عملياتها الإرهابية بإعلان مسؤوليتها عن حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية، وراح ضحيته 14 شهيداً، وإصابة أكثر من 140 شخصاً، وتعد هذه العملية هى الخامسة من نوعها بعد عمليات تفجير مديرية أمن جنوب سيناء، وموكب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر ومبنى المخابرات الحربية وقطاع الأمن المركزى بالإسماعيلية.

وتصدرت جماعة أنصار بيت المقدس المشهد الإرهابى فى مصر، وتوعدت باستهداف ضباط ومنشآت القوات المسلحة ورجال الداخلية مع رصد مبالغ مالية كبيرة، لمن يتمكن من قتل ضابط أو مجند، مستخدمة فى هذه العمليات الخسيسة السيارات المفخخة، فضلاً عن القنابل يدوية الصنع التى يتم وضعها داخل المنشآت العسكرية والشرطية. وقد أصدرت جماعة أنصار بيت المقدس بياناً قبل تنفيذ العملية الإرهابية البشعة بمديرية أمن الدقهلية بـ 4 أيام، هددوا خلالها قيادات الجيش والشرطة باقتحام منازلهم وذبحهم حال موافقة الشعب على التعديلات الدستورية فى الاستفتاء.

1992:
فى 8 يونيو قبيل أيام من عيد الأضحى، انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم، وعبد الشافى أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام (الجمعية المصرية للتنوير) بشارع أسماء فهمى بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة. وفى الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق، وفى أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافى رمضان الرصاص من رشاش آلى فأصاب فرج فودة إصابات بالغة فى الكبد والأمعاء.



وقالت الجماعة فى بيان لها «إن ما ورد إلى الشعب المصرى من دستور علمانى نصرانى صهيونى».. وقالوا «نقسم بالله العلى العظيم إن هذا الدستور لو انتهى بالموافقة عليه لنجعل من قيادات الجيش والشرطة عبرة لمن يعتبر ولا يكون لأحد منهم أمان فى بيته»، ويبدأ تاريخ نشأتها منذ عام 2005، ومن حيث العلاقة بينها وبين تنظيم القاعدة فإنها تنتهج نهج القاعدة بدون تنسيق مسبق، كما أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عن حادث استهداف حافلة الجنود بسيارة مفخخة بشمال سيناء والذى أسفر عن مقتل 11 مجنداً وإصابة العشرات وذلك من خلال فيديو مصور بثته تلك الجماعة وتبين من خلاله أن السيارة المفخخة التى استخدمتها بيضاء اللون وكتبوا عليها قبل تنفيذ العملية «جماعة أنصار بيت المقدس».

الميليشيات الإخوانية

كما ظهرت الميليشيات الإخوانية ونسبوا أنفسهم لطلاب الأزهر فى مظاهرات مختلفة وكانوا يظهرون بأقنعة على وجوههم وتضع شارات «صامدون» على جبهتها وتستعرض مهارتها القتالية كما قالت الجماعة حينها فى أكثر من تصريح لقياداتها أن هذه الأفعال لم تكن أكثر من مجرد «ألعاب رياضية يتسلى بها الأولاد أثناء اعتصامهم» ويعد التفسير الأقوى أن هذه الأفعال غير عشوائية وتحمل أكثر من رسالة‏، تمثلت إحداها فى ترديد أفرادها كلمة «صامدون»‏ ولا نعرف معنى الصمود بالنسبة إليهم هل هو بتعطيل حركة الدراسة فى الجامعة أم بأعمال العنف أم بمحاربة قوات الأمن المصرية بالحجارة والزجاجات الحارقة، كما ظهر هدف من أهدافهم عندما اعتصموا أمام مكتب الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر حينها‏، مطالبين بعودة 7 طلاب مفصولين.

وتتوحد هذه الطريقة فى أغلب تحركات الإخوان القائمة على مبدأ الميليشيات المسلحة، وإذا نجحت وتم تلبية مطالبهم فمن الممكن تكرارها وتوسيع مداها متجاهلة بذلك وجود دولة يحكمها الدستور والقانون، وصرح حينها سامح عاشور نقيب المحامين أن اللجوء إلى هذه الأفعال داخل الجامعات أمر فى غاية الخطورة، ويؤكد فكرة استخدام القوة كسلاح فى التعامل، ‏ وهذا يعنى أن من يملك القوة يمكنه السيطرة على كل أمور المؤسسات والهيئات‏، ‏‏ ويؤدى كذلك لتمزيق العملية التعليمية داخل الجامعات‏. وربما حاولت هذه الميليشيات الظهور بشكل جديد عقب إعلان جماعة تطلق على نفسها اسم «أجناد مصر»، مسؤوليتها عن عدة تفجيرات وقعت أمام جامعة القاهرة، والتى أسفرت عن استشهاد ضابط بالإضافة إلى جرح 5 آخرين، وذكرت الجماعة فى بيان لها أن هذه التفجيرات تأتى ضمن «حملة القصاص حياة» فى إشارة لفض اعتصامى رابعة والنهضة.

كتائب حلوان

عادت الميليشيات بالظهور مرة أخرى تحت مسمى «كتائب حلوان» وعبر نشر فيديو على شبكة الإنترنت يظهر فيه نحو 12 ملثماً يحملون الأسلحة فى شوارع العاصمة وتحديداً بمنطقة «حلوان» مهددين باستهداف قوات الشرطة فى مناطق جنوب القاهرة وصرحوا بأنهم سئموا من سلمية الإخوان، كما نفوا وجود أى علاقة تربطهم بالإخوان، واعتبر ناجى الشهابى المنسق العام للتيار المدنى أن هذه الكتائب ما هى إلا شكل آخر لميليشيات الإخوان بجامعة الأزهر وتهدف لعمل شو إعلامى يبرز قدرة الجماعة على العمل العسكرى وكذلك إطلاق أكاذيب على الشرطة المصرية، وأكد أن قوات الشرطة قادرة على تعقبهم والقبض عليهم، ويلاحظ أن هذه الجماعات تربطها أهداف مشتركة ولا تسعى سوى لتدمير الجهات الأمنية وإرهاب المواطنين.

رأى أساتذة التاريخ والسياسة فى ظاهرة الكتائب

وعن تاريخ استخدام الجماعات السياسية للكتائب المسلحة منذ الثلاثينيات يقول الدكتور محمد عفيفى رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن الكتائب المسلحة تميزت بالسرية والنظام العنقودى، وهى أن كل مجموعة تعمل بعيدة عن الثانية ولا تعرف عنها شيئا، وكانت هذه الكتائب المسلحة فى صورة «التنظيم السرى للجماعة»، أما ما سبقها مما قامت به جماعة الإخوان من فرق جوالة فلم تكن مسلحة.

وقال الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان إن الكتائب المسلحة بدأت عام 1933، مع إنشاء حسن البنا لفريق الجوالة، وكانوا وقتها يرتدون زيا عسكريا مكونا من البنطلون القصير والقميص الكاكى.

أما جماعة مصر الفتاة التى كونها أحمد حسين فكان يرتدى الشباب بها قمصانا خضراء، وكان حزب الوفد يرتدون قمصانا زرقاء وعندما تنبهت الحكومة لخطورة هذه الكتائب حاربتها.

وتابع الدسوقى أن هذه الكتائب لم تتوقف عند هذه النقطة ولكن استكملها الحزب الوطنى عام 1952، التى تشكلت مع أزمة الموقف الدولى بين الرئيس جمال عبدالناصر وإنجلترا وأمريكا، أما عام 1955 فكان الأعضاء يتدربون على حمل السلاح لمواجهة احتمالات حرب الشوارع.

وقال الدكتور عبدالمنعم الجميعى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الفيوم، إنه فى وقت الأزمات كانت تتكون كتائب مسلحة ضد المحتل، وهذا لم يكن فى مصر فقط ولكن فى العديد من الدول أيضا مثل ألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول.

وقال هشام النجار الكاتب والباحث فى شؤون الحركات الإسلامية إن معظم من قاد الخروج المسلح فى الماضى مثل الإمام الحسين بن على وعبد الله بن الزبير كان الهدف من خروجهما مسلحين هو استعادة حكم الخلافة بمبادئ الشورى فى إقامة الحكم والمشاورة فى أداء السلطة، ووقف كل محاولة تنحرف بالحكم إلى الاستبداد والوراثة والملك مضيفا: لكن مع هذا الهدف وقعت أخطاء سياسية فادحة لسوء التقدير السياسى وعدم امتلاك الأدوات والرؤى التى تؤهلهم من إنجاح حركاتهم فى إزاحة الحكام فحدث ما حدث من الاغتيالات وقتل الدعاة وتم الاعتداء على بيت النبوة والاعتداء على الحرمات والمقدسات وتأثرت الدعوة الإسلامية وكانت بداية لتمزق الأمة وتناحرها وضعفها فى ساحة الصراع على السلطة والحكم.

ويوضح الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية: أن فترات الصراع المسلح والساخن على السلطة بين الدعاة والحكام شهدت فترات اضمحلال وضعف وتدهور وتمزق للأمة أمام أعدائها حيث يلاحق الدعاة ويضيق عليهم وينشغل الحكام عن أمور الدولة والتنمية وحفظ الحدود والثغور بملاحقة هذه الحركات الانفصالية وتأمين سلطانهم ونفوذهم ضدها.

ويضيف بعد سقوط الخلافة العثمانية فى منتصف عشرينيات القرن الماضى وفى ظل ضعف مؤسسات الدولة الرسمية الدينية وعدم قيامها بدورها كاملاً فى الدعوة وسد الفراغ القيمى والروحى والحضارى تأسست الحركات الإسلامية الحديثة بمعناها وبكياناتها المحددة التى تشمل تنظيمات لها أصول وقدرات مادية وفكرية وبشرية خاصة مشيرا إلى أنها: قامت لسد الفراغ الذى تركه سقوط الخلافة وبدأت من يومها الصراع المحتدم بين الحركات الإسلامية التى اتخذت طريقها للعمل المسلح مع الدول.

2006:
فى ديسمبر فوجئ الرأى العام المصرى بمظاهرات لملثمين فى جامعة الأزهر، وهم يؤدون تدريبات قتالية، وكانت تلك هى القضية المتعارف عليها باسم ميليشيات الأزهر، والتى سجن على إثرها المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان.
وكالعادة سارع قياديو الإخوان إلى نفى صلتهم بالمظاهرات، ودفعوا بأن الشباب كانوا يمارسون «تدريبات رياضية» وهو الأمر الذى استنكره معارضو الإخوان الذين رأوا فى المظاهرات عملية ممنهجة لاستعراض القوة.


ويذكر النجار أن: الحركة الإسلامية رفضت التحالف والشراكة مع الحكومات بداية من رفض حسن البنا منصب وزير الأوقاف فى حكومة إسماعيل صدقى فى منتصف الأربعينيات مروراً برفض المستشار الهضيبى الشراكة والتحالف الذى عرضه عليه الملك فاروق للقيام بالدعوة والوقوف فى وجه الشيوعية والإنجليز والإلحاد، متابعا: ثم ما حدث من رفض للتحالف مع عبدالناصر والإصرار على إزاحته والسطو على الحكم بصورة كلية وليس بصورة جزئية حيث سعوا لوجود كامل فى السلطة واتبعوا ما قاله سيد قطب فى منتصف الستينيات «إما نقضى عليهم أو يقضوا علينا» يقصد الضباط والجيش وحركة الثورة، فطال الضعف الدعوة والدولة معا فى الخمسينيات والستينيات بسبب ملاحقة الدعاة ثم هزيمة الدولة خارجيا بسبب التناحر والصراع الداخلى والمحتدم على السلطة.

ويضيف النجار: تكرر نفس الأمر فى الانقلاب على السادات ونقض العهود معه والبدء فى تشكيل تنظيمات عسكرية مسلحة ساهمت فى اغتيال السادات ثم تشكيل حركة الجهاد الإسلامى ثم الجماعة الإسلامية التى تبنت الصدام مع الدولة لكنها عادت مرة أخرى للتصالح مع النظام وترك العمل المسلح.

ويرى النجار أنه: بعد 25 يناير كان لدى الحركات الإسلامية الكثير من القناعات لتصفية الحسابات السياسية القديمة منذ الخمسينيات اغتراراً بالحشود الجماهيرية التى وجدتها الحركة فى صفها لأول مرة فى مواجهة الحكام رغبة فى الاستحواذ الكامل على السلطة.

قال خالد الزعفرانى، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية إن فكرة تكوين الكتائب المسلحة فى مصر تتأثر بالظروف الدولية والإقليمية كما يحدث فى سوريا والعراق وليبيا مضيفا أن الكتائب والميليشيات المسلحة ضعيفة التكوين وهشة الفكرة.

ويضيف الزعفرانى أن تلك الميليشيات تتكون نتيجة التدين العشوائى القائم على خطاب دينى عنيف وغير مدروس كان يقوده عاصم عبدالماجد وصفوت حجازى ووجدى غنيم، مضيفا أفراد تلك الكتائب يتجمعون بصورة عشوائية بدائية مثلهم الأعلى فى ذلك تنظيمات داعش فى سوريا والعراق.

ويكمل الزعفرانى: فى مصر بسبب خبرة الدولة فى التعامل مع تلك الأحداث وبسبب هشاشة تكوين هذه التنظيمات وعدم تجانس أفكار أصحابها فإن أمر اكتشافها يكون سريعا موضحا أنه لا خطورة منهم على المدى البعيد لأن الدولة تكون قد تمكنت من حصارهم.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

وجب إذن ترجمة مثل هذه التقارير وإرسالها رسميا لإنجلترا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة