ياسين سعيد شعلان يكتب الرزق والعمل وكلمة لابد منها

الأحد، 24 أغسطس 2014 10:09 ص
ياسين سعيد شعلان يكتب الرزق والعمل وكلمة لابد منها صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادةً ما يُصفق الجميع لأى شخص يكتب فى إحدى مواقع التواصل الاجتماعى عن أى ظاهرة تؤكد ما أمر به ديننا الحنيف، بالرغم من أن الحديث غالباً ما يكون مرسلاً بلا أى دلائل، مثل أننى وجدت الراحة من المشاكل بعد أن قرأت القرآن، أو أن صليتُ الفجر جماعة فانفرجت أساريرى وذهب الهم عنى، فينهال المعجبون عليه، وقد يصفق له البعض لمجرد أن الكلام يؤيد ما تربيّنا عليه، بالرغم أن هذا المُصفِق لم يمر بمثل هذا الموقف، إلا أنه وجد سبيلاً يسيراً لحل مشكلته، فبدلاً من أن يجتهد فى البحث عن أسباب هذه المشكلة، ومحاولة إيجاد بدائل حلها، والبحث بين هذه البدائل عن أفضلها ثم سرعة البدء فى تنفيذ الحل، ليجد النتيجة.

فهو يتخذ الطريق الأسهل وهو الاستماع إلى هذه الروايات التى حُلت فيها المشاكل دون تعب، فقط عليك أن تقرأ القرآن أو تصلى الفجر فى جماعة، إلخ

وهذا لا يقتصر على المسلمين فقط بل وفى جميع الأديان، فيتخذ المسيحى نفس الطريق السهل بالذهاب إلى الكنيسة، والتقرب للرب، حتى يحل له مشكلته.

ولكن.. هل أمرنا الله عز وجل بذلك؟!

يقول المولى عز وجل "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"، وكلنا يعلم أن (ليس وإلا) أدوات قصر أى أنهما ينفيان ما دونها، أى أن معنى الآية أن الإنسان لن يحصل على شىء دون السعى إليه.

ويقول الله تبارك وتعالى فى سورة مريم (وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا) بالرغم من أن الله العزيز القدير كان يستطيع أن يسقط عليها البلح دون أن تقوم هى بهزّ جذع النخلة!

والعبرة من الآيات أن الله لا يمنح الإنسان إلا ما يسعى إليه ويجتهد فيه، وهذا لا ينفى أبداً رحمة الله ورزقه على الإنسان دون أن يحتسب، وهنا لابد أن نذكر حديث الإمام على رضى الله عنه الذى قال فيه أن الرزق نوعان، رزق يطلبك، ورزق تطلبه، فأما الذى يطلبك فسوف يأتيك ولو على ضعفك، وأما الذى تطلبه فلن يأتيك إلا بسعيك، وهو أيضا من رزقك، فالأول فضل الله، والثانى عدل من الله.

إن الصلاة والذكر وقراءة القرآن لابد منهم، وفيهم طمأنينة وسكينة للروح، لكن لابد من العمل والسعى بجانبهم، فالإنسان يسعى ثم يطلب التوفيق من الله، فلن ينجح طالب قد صلّى وصام وقرأ ودعا، وهو لم يذاكر.

ويقول الدكتور مصطفى محمود لو أن مؤمناً وكافراً قد ألقيا فى البحر فإن من ينجو منهما هو من يعرف العوم.

أسأل الله العظيم أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يوفقنا فيما عملنا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

hassan

رااااااااااااائع

مقال أكثر من رائع يا استاذ ياسين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة