طالب الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمواجهة الإرهاب فى مصر والمنطقة العربية، مؤكدا أنها مواجهة حتمية مع الإرهاب تتطلب إجراءات مهمة وعاجلة فى الداخل والخارج على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول.
وقال الوزير فى بيان له إن أول إجراءات المواجهة مع الإرهاب، أن يهب العلماء والمثقفون والمفكرون هبة رجل واحد فى نفس واحد لكشف زيف هذه الجماعات الإرهابية والانتحارية الضالة، وبيان عمالتها لتحقيق مصالح من يدعمونها ويمولونها ويقفون خلفها، مؤكدا على ضرورة سرعة التنسيق بين قيادات الدول المستهدفة، وعلى رأسها مصر، والسعودية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، لتكوين رؤية استراتيجية غير تقليدية لمواجهة تحديات الإرهاب وقوى الاستعمار التى تدعمه، وإن تظاهرت هذه القوى بغير ذلك أو غيرت جلدها ألف مرة ومرة، فالمؤمن لا يَخدع ولا يُخدع، وكان سيدنا عمر بن الخطاب يقول: لست بالخب ولكن الخب لا يخدعنا.
وأشار الوزير إلى ضرورة أن يدرك الجميع شعوبًا وحكومات حتمية المصير المشترك، وقد ارتفع مستوى الوعى بذلك إلى درجة تدفع إلى الأمل، لكنها تحتاج إلى مزيد من الشجاعة والجرأة فى التعاون والتنسيق بصورة غير تقليدية تتناسب وطبيعة المرحلة وحجم التحديات التى تواجه منطقتنا العربية، وبخاصة دولها الكبرى والمؤثرة.
وشدد الوزير على ضرورة الإشادة بالتحركات الإيجابية فى مصر، أولها: ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسى من أن أمن مصر من أمن أمتها العربية، وأمن العرب من أمن مصر، وأن أمن دول الخليج العربى خط أحمر، وقد أكدتُ أكثر من مرة أن هناك دلائل كثيرة على استقلال الإرادة الوطنية والقرار الوطنى المصرى، منها هذه التصريحات، ومنها إعطاء إشارة البدء فى المشروعات الوطنية والاقتصادية الكبرى، وعلى رأسها مشروع قناة السويس.
واستكمل الوزير، من الجهود الإيجابية، ما ذكره خادم الحرمين الشريفين فى أكثر من موقف، ومن أهم ما قال: أن من يقف إلى جانب مصر اليوم ستقف إلى جانبه غدًا، ومن لم يقف إلى جانب مصر الآن فلن يجد من يقف إلى جانبه غدًا، مع وقوف المملكة العربية السعودية بكل كيانها إلى جانب شقيقتها مصر فى مواجهة الإرهاب والتحديات.
وأردف الوزير إلى أحد الجهود الإجابية ومنها: تصريحات قيادات دولة الإمارات فى المناسبات المختلفة التى تؤيدها المواقف، بما ينم عن وعى هذه القيادات بطبيعة المرحلة وطبيعة التحديات، وآخرها تصريحات الفريق ضاحى خلفان التى ذكر فيها أن مصر تهون فى سبيل عزتها الدماء، فما بالك بالأموال، ويؤكد أنه إذا وقفت مصر على قدميها فسوف تسير الأمة إلى الأمام، وأنه سيندم كل من وقف ضد الشعب المصرى وقواته المسلحة الباسلة، وهو كلام يستحق التحية والتقدير.
وأشار الوزير إلى ما سمعه بنفسه أثناء صحبته للإمام الأكبر فى زيارته لدولتى الكويت والبحرين الشقيقتين من تصريحات إيجابية واعية من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة بما يكشف أيضًا عن رؤية ثاقبة وإدراك كبير لطبيعة التحديات، مع حس عربى ووطنى كبير سواء تجاه مصر أم تجاه قضايا الأمة العربية، مما يدفع إلى مزيد من الأمل.
وأكد الوزير أن الشعب المصرى كله ملتف حول قيادته السياسية، وهو مستعد للتضحية فى سبيل وطنه وفى سبيل أمته العربية بالنفس والنفيس، مكررا التأكيد بأن الأمر يتطلب وقفة عربية جماعية على مستوى المخاطر والتحديات، وأن الإرهاب سيأكل من يدعمه أن اليوم وإن غدا.
وقال الوزير، إذا أردنا أن نقضى على الإرهاب فلابد أن نضع خطة محكمة لمواجهته، وأن نقف على حجم التحديات وطبيعة التحالفات الإرهابية، وليس شرطًا فى هذه التحالفات أن تكون مكتوبة أو موقعة أو معلنة، ولكنها قد تكون ضمنية فى ضوء ما يحقق أهداف جماعات وقوى الظلام والإرهاب، ومن يدعمها أو يستخدمها لتحقيق مصالحه.
وأضاف الوزير قائلا: لا شك أن الأيام تكشف يومًا بعد يوم لونًا من التحالف والتنسيق بين الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الذى يعيث فسادًا فى العراق والشام، وتنظيم الإخوان الدولى الذى هو على أتم استعداد لأن يهلك الحرث والنسل لتحقيق مآربه السلطوية ومطامعه الدنيوية، على أنه يتخذ من مصر هدفًا رئيسًا، ومن قطر وتركيا منطلقًا وغطاء، لأنه يدرك أن نهاية التنظيم فى مصر تعنى نهايته فى مشارق الأرض ومغاربها, كما يدرك داعمو الإرهاب أن صمود مصر فى مواجهة قوى الشر والإرهاب والتخريب والتدمير يعنى إفشال مخططهم فى تقسيم المنطقة والاستيلاء على نفطها وخيراتها ومقدراتها وإنهاك جيوشها، حتى يكون جيش العدو الصهيونى المستفيد الأول من تفتيت أمتنا العربية وتمزيق كيانها هو الجيش الأقوى الذى لا يقهر، كما كان يقال عنه قبل أن يكسر الجيش المصرى شوكته ويذل كبرياءه فى حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م.
ففى الوقت الذى تعلن فيه داعش عن جرائمها المتتابعة، تعلن بعض قيادات الإخوان تباعًا عن دعوتها للإرهاب والعنف والتخريب والتدمير، وآخرها ما ذكره أحمد المغير أحد أهم رجالات خيرت الشاطر من أن الإرهاب فرض والاغتيالات سُنّة، وما وجهه محمد الصغير من قطر إلى المتظاهرين بدق عنق من يقف فى طريقهم، وبقصد أو بدون قصد نطق عضو مجلس الشيوخ الأمريكى السيناتور داريل عيسى بما يفيد الربط بين داعش والإخوان فى ممارسة الإرهاب وتأثير كل منهما على خيارات شعوب المنطقة، بما يثير القلق والمخاوف تجاه ما يحدث فيها من أعمال إرهابية.
وزير الأوقاف يطالب بالتنسيق بين مصر والسعودية والكويت والإمارات لدحر الإرهاب
الأحد، 24 أغسطس 2014 08:54 م