أثارت اجتماعات الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين التى اختتمت فى أسطنبول بتركيا، مساء أول أمس، جدلا حول طبيعة المشاركين، وما إذا كانت غطاء للقاءات قيادات الإخوان المسلمين لتنسيق حركتهم بعد الضربات التى تعرضوا لها أخيرا خاصة فى مصر.
وقالت مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط» اليوم الأحد، إن عددا كبيرا من قيادات «الإخوان» حول العالم، الأعضاء فيما يسمى التنظيم العالمى، شغل عدد كبير منهم عضوية الاتحاد تحت اسم «علماء المسلمين»، كانوا فى الاجتماعات لمناقشة إعادة هيكلة التنظيم داخل مصر، وخارجها، بعد أن تعرض التنظيم لضربة قاصمة، بسقوط مكتب إرشاده فى اختبار الحكم بمصر، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، وسجنه برفقة مرشد الجماعة وكبار قيادات التنظيم.
وشهد مؤتمر أسطنبول مشاركة محمد الصلابى، القيادى الإخوانى الليبى صاحب الدور البارز والعلاقات الوثيقة مع جماعات الإسلام السياسى المسلحة، التى تخوض قتالا داميا فى ليبيا، وكذلك عصام البشير القيادى الإخوانى السودانى، وإبراهيم الزيات القيادى الإخوانى المصرى المقيم بألمانيا وزوج ابنة الزعيم التركى الراحل نجم الدين أربكان، بالإضافة إلى الداعية المصرى عمرو خالد، وكذلك جرى انتخاب صفوت حجازى وصلاح سلطان، وهما من قيادات «الإخوان» ومسجونان فى مصر، ضمن لجنة الأمناء التى تضم 30 عضوا تحت قيادة الشيخ يوسف القرضاوى.
إلا أن الشيخ الدكتور عصام تليمة، مدير مكتب القرضاوى السابق فى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، أكد لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «هناك كثيرا من العلماء والمشايخ الذين شاركوا فى مؤتمر أسطنبول، ليسوا من (الإخوان)، منهم علماء من العراق مثل الشيخ عبد الحميد الكردستانى، وكذلك من فلسطين وماليزيا، وآخرون من الجماعة الإسلامية الكردية التى يترأسها الشيخ على بابير، وآخرون مثل الشيخ أحمد بن حمد الخليلى المفتى العام لسلطنة عُمان، ومن باكستان مثل الدكتور عبد الغفار عزيز مسئول العلاقات الخارجية فى «الجماعة الإسلامية»، وكذلك من الهند من جماعة المودودى، والنرويج مثل العالمة لينا ليرسون التى دخلت الإسلام قبل 30 سنة، ونجحت فى انتخابات مجلس الأمناء.
وكشف تليمة الذى حضر جلسات مؤتمر أسطنبول التى بدأت الأربعاء الماضى، والمقيم حاليا بقطر، عن سقوط مرشح «الإخوان» الرسمى عبد الخالق الشريف، فى انتخابات مجلس الأمناء، مشيرا إلى أن «هناك 69 مرشحا تقدموا لاختيار 30 شيخا لمجلس أمناء الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين».
وقال إن «عدد (الإخوان) فى مؤتمر أسطنبول قد يكون فى حدود 10 أو 20 فى المائة». وانتخبت الجمعية العمومية للاتحاد الشيخ يوسف القرضاوى رئيسا له، يعاونه كل من د.أحمد البسيونى، والشيخ أحمد الخليلى، والشيخ عبد الهادى.
وأعرب أحد مسئولى التنظيم العالمى سابقا لـ"الشرق الأوسط"، عن اعتقاده أن «30% من أعضاء الاتحاد العالمى الذين شاركوا فى مؤتمر أسطنبول محسوبون تنظيميا على (الإخوان)، إلا أن الجميع، بالطبع، يحملون توجهات إسلامية، ويبدون تعاطفا مع المواقف السياسية لـ(الإخوان)، بالإضافة إلى الموالين للتيار الإسلامى والفكر الإخوانى ويعتقدون بمشروع الفكر الإخوانى وهم كثر»، إلا أنه تحدث عن الأعباء الهائلة على مؤتمر أسطنبول، ومنها مشكلة التطرف الشيعى وأحداث العراق وسوريا وليبيا واليمن ومشاكل «الإخوان» فى مصر، فضلا عن مشاكل فلسطين.
وقال إن بعض علماء اتحاد العلماء الممثل فى مؤتمر أسطنبول، قد «يحسنون الحديث فى العبادات، إلا أن بعضهم أيضا قد لا يحسن الحديث فى السياسة والمعاملات».
من جهة أخرى، قلل عدد من علماء الأزهر فى مصر من التشكيل الجديد للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين برئاسة الدكتور يوسف القرضاوى (المقيم بقطر)، وعضوية صفوت حجازى وصلاح سلطان (المحبوسان على ذمة قضايا عنف فى مصر) فى مجلس أمنائه، قائلين إن الاتحاد «لن يكون ذا تأثير أو ثقل سياسى بعد أن فقد الناس الثقة بكثير من الشخصيات التى يضمها، وبعد فتاويه المحرضة على القتل والتخريب»، مؤكدين أنه «لا يمكن بحال أن يكون الاتحاد العالمى بتشكيله الجديد، كيانا موازيا للهيئات العلمية العالمية مثل الأزهر بهيئاته».
وقال عبد الحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر: "مع تقديرنا لهذا الكيان غير الرسمى إلا أنه لا يمكن بحال أن يكون كيانا موازيا للهيئات العلمية العالمية المعترف بها فى العالم مثل مؤسسة الأزهر بهيئاته المختلفة، وكذا الهيئات الدينية فى كل بلاد المسلمين مثل مجمع الفقه الإسلامى بالمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية، لا سيما أنه لا يصدر عنه سوى بعض البيانات، أو الفتاوى المناهضة لبعض الدول هنا أو هناك، والمصبوغة بصبغة سياسية بحتة، ولا توجد له أعمال علمية مثل ما يصدره مجمع الفقه الإسلامى بجدة، أو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فى القاهرة، ويبدو من خلال التشكيل الأخير لهذا الاتحاد واختيار بعض الشخصيات أنه قصد به أن يكون مناهضا أو موازيا للكيانات العلمية العالمية كالأزهر وغيره، لا سيما أن لرئيسه مواقف مناهضة للأزهر، ومحرضة على هدم كيان الدولة المصرية والجيش المصرى فى الفترة الأخيرة، لأجل هذا أرى أن هذا الكيان غير الرسمى لن يكون ذا تأثير علمى أو ذا ثقل سياسى بعد أن فقد الناس الثقة بكثير من الشخصيات التى يضمها هذا الاتحاد، بعد الفتاوى السياسية المحرضة على القتل والتخريب".
موضوعات متعلقة:
التنظيم الدولى للإخوان يسيطر على اتحاد علماء المسلمين.. وخبير: يوسف القرضاوى سيدعم أردوغان ويؤجج الأحداث بمصر.. واختياره مكافأة لمواقفه الداعمة للجماعة.. ووحيد عبد المجيد يطالبه باعتزال العمل العام
مصادر: اجتماعات "العالمى لعلماء المسلمين" بأسطنبول غطاء لـ"التنظيم الدولى للإخوان".. مدير مكتب القرضاوى السابق: عمرو خالد شارك بالاجتماع.. وعلماء بالأزهر:الاتحاد لا يملك ثقلا سياسيا بعد فقدان مصداقيته
الأحد، 24 أغسطس 2014 10:47 ص