قالت رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر، عندما عرضت أطراف خارجية ترميم المقابر اليهودية وبناء سور عال حولها، مقابل منحهم بعضًا من الكتب النادرة والآثار اليهودية، "لن تخرج إبرة من مصر"، وجاء العرض بعد أن أصبحت المقابر مرتعًا للذئاب ليلاً، ومجمعًا للقمامة ومياه الصرف الصحى نهارًا.
وتتراكم كميات من الرماد على العديد من المقابر المحترقة، بعد أن أصبحت محلاً لسارقى الخردة، الذين يسرقون كابلات الكهرباء ويحرقونها لاستخلاص الألمونيوم والنحاس لبيعهما، ومع رفض الطائفة أية مساعدات خارجية لترميم المقابر وتقاعس الجهات المسئولة برعاية التراث اليهودى تظل جثامين يهود مصر فى مهب الريح تنتظر الزوال عام بعد آخر .
فيما أجبر ضيق الحال والفقر، الأهالى إلى اتخاذ أحضان موتى اليهود بيوتًا، وأصبحت أحواش الموتى منزلاً اعتادوا العيشة بين جدرانه وألفوا رائحتهم، ويروى عم فؤاد أحد سكان مقابر اليهود، "المدافن أغلبها أتحرقت عشان أصحاب الخردة بيجوا بليل يحرقوا الخردة بتاعتهم، ويطلعوا منها الحديد والنحاس، عشان كده هتلاقى أغلب المقابر بقت رماد وحاولنا نقدم شكوى للحى بس مفيش فايدة."
ويضيف محمد التربى، غفير المقابر، لـ"اليوم السابع"، "المقابر مهملة بقالها فترة وكانت رئيس الطائفة "كارمن" مهتمة بوضع المقابر لكن الوضع ازدادت سوءًا يومًا بعد يوم، وتحولت المقابر إلى مقلب للزبالة ومياه الصرف الصحى".
فيما لم تصل حدة العداء المستوطن بين العرب واليهود إلى المنطقة، حيث تصبح المقابر أبرز الساحات للهو ولعب الأطفال ومصدر تسليتهم الوحيدة، ومع سؤال سكان المنطقة عن وجود شعور أى حاجز نفسى أو عدائى بينهم وبين موتى اليهود، كان ردهم "إيه اللى هيضايقنا منهم دول ميتين إحنا فى حالنا وهم فى حالهم، خلاص اتعودنا عليهم وبقينا جيران من زمان"، ويتابع عم فؤاد "وضع المقابر أسوأ ما يكون، فالذئاب تعبث فى جثامين الموتى بليل وعلى الدولة حماية حرمة الميت، وحماية المقابر من الإهمال ."
وتقول الحاجة أم أشرف، "حماتى كانت مسئولة عن دفن موتى اليهود وورثت المهنة دى أبا عن جد، ولما مات جوزها مكنش قدامها مصدر رزق غير أنها تشتغل نفس الشغلانة، ومن يومها بقت هى حانوتى اليهود، وكانت بتاخد على الميت الواحد 200 جنيه ."
وتابعت أم أشرف، لـ"اليوم السابع"، "دلوقتى الوضع أتغير كل سنتين لما يجينا ميت عاوزه يدفن، وأبرز الموتى كانت الفنانة "كاميليا" ورئيس الطائفة "كارمن".
وتقول "قشطة"، أحد سكان مقابر اليهود، "عندما جئت إلى هنا كانت المدافن مزينة برخام الجرانيت الفاخر على غرار القصور الفاخرة، لكن تم سرقة المقابر وأصبحت غارقة فى القمامة وتحديدا فى أحداث يناير ."
يذكر أن المقابر اليهودية فى مصر تعد ثانى أقدم المدافن اليهودية فى العالم، بعد مقابر جبل الزيتون فى القدس، ويعود تاريخها إلى 120 عامًا، وأهديت أرض المقابر ليهود مصر عام 400 ميلاديًا، ومُقامة على 120 فدانًا، وتنقسم إلى نصفين بالتساوى، قسم لليهود القرائين، وآخر لليهود الربانيين.
المقابر اليهودية بمصر
جانب من مقابر الطائفة اليهودية بحى البساتين
إحدى المقابر تحمل علامة داوود لموتى الطائفة اليهودية بمصر
مقابر اليهود تتحول إلى مرتع الكلاب الضالة
جانب من مدافن اليهود بحى البساتين
مدافن الطائفة اليهودية تحول إلى ساحات لهو الأطفال
المقابر اليهودية فى مصر تتحول إلى مقلب للقمامة
أخبار متعلقة:
عرض "عن يهود مصر نهاية رحلة" فى دور العرض السينمائى
رفضوا مغادرة مصر ويستحقون التكريم.. مقابر اليهود مأوى سارقى كابلات الكهرباء.. والذئاب تسكنها وتتحول لـ"مقلب زبالة".. وغياب الجهات المعنية بحفظ التراث.. والطائفة ترفض عروض ترميم خارجية "خبيثة"
الأحد، 24 أغسطس 2014 03:21 ص
مقابر اليهود
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة