صدر ديوان صيد الفراشات لمحمد صالح سنة 1996عن هيئة الكتاب بغلاف فريد، وكان حدثا شعريا حقيقيا، اهتم النقاد به، كانت قصيدة النثر استقرت فعلا، وزهق خصومها الذين لم يطوروا قصيدتهم أو أفكارهم، وكان الإسهام المصرى فيها عفيا ومتنوعا
صالح اختار لغة متقشفة دالة، تعتمد على الخبرات المتراكمة لدى القارئ، هو يشير ولا يفصح، يضعك فى حالة شعرية دون استخدام حيل الآخرين
وبدون محسنات تقليدية ومن خلال إيقاعه هو، نجحت خلطته السحرية فى اكتشاف الشعر فى المواقف العابرة أو المنسية، كان يعبر عن أحزانه، دون أن يتورط فى استجداء مشاعرك
عندما فتح فاروق حسنى حظيرته كتب فى «تياترو»: «كان أبطال العرض، المزهوون بأنفسهم، يسقطون واحدا بعد الآخر، وحتى هؤلاء الذين أحببناهم وتعلقنا بهم، كانوا ينتهون نهايات أسيفة.
ويشاهدون فى الكواليس، وهم يلحفون فى طلب الأدوار، ويتمسحون بالمخرجين، وهؤلاء كانوا ينحونهم فى غلظة، ونفاد صبر، ونحن محشورون هناك على الدكك الخشبية فى الصالة الضيقة، نصفر فى هياج، بانتظار أن تتفتق قرائحهم عن نهاية ما سعيدة»
لم يتخلص محمد صالح من قاموسه اللغوى وهو ينتقل إلى قصيدة النثر، تخلص فقط من الشحوم البلاغية التى كبلت اللغة وجعلتها عبئا على الشعر، بعد ذلك أصدر «حياة عادية»
و«مثل غربان سود»، و«لا شىء يدل»، وكل واحد يحتاج قعدة، شعر جميل صافى خال من الادعاء، صالح الصديق الجميل الذى فاتته الثورة، ظهر كاملا هذه الأيام فى هيئة الكتاب وكأنه كان هناك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة