د. مصطفى الفقى يكتب: أطفالنا أصبحوا اليوم هم المعذبون فى الأرض.. حماية أبنائنا مسئولية جميع المؤسسات.. ونحتاج تحركا عاجلا لوقف الجرائم التى ترتكب فى حق البراءة

الأحد، 24 أغسطس 2014 08:33 ص
د. مصطفى الفقى يكتب: أطفالنا أصبحوا اليوم هم المعذبون فى الأرض.. حماية أبنائنا مسئولية جميع المؤسسات.. ونحتاج تحركا عاجلا لوقف الجرائم التى ترتكب فى حق البراءة د. مصطفى الفقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يجتاحنى شعور بالألم يكاد يدفعنى إلى حالة من الاكتئاب وأنا أتابع ما تتعرض له قطاعات من الطفولة المصرية، خصوصاً بين أيتام الملاجئ وأطفال الشوارع، وأرى أن نسبة كبيرة من أطفالنا هم بحق «المعذبون فى الأرض»، فالطفولة هى المؤشر الحقيقى للبعد الإنسانى فى المجتمعات، وهى العلامة الكاشفة عن درجة النضوج الأخلاقى واحترام آدمية البشر، والوضع لدينا فى هذا السياق مفزع بحق، خصوصاً إذا تابعنا ما ينشر عن الجرائم الفردية أيضاً، فهذه أم تقتل أطفالها بدم بارد، وذلك أب يعتدى على بناته بما يخالف الطبيعة البشرية ويتجاهل تعاليم السماء ويضعنا أمام جريمة مزدوجة، والأمر لا يقف عند هذا الحد، فالطفل الفقير هو المريض الصغير الذى يتوه فى زحام الحياة وضجيج النهار، وظلمة الليل التى تحتوى عشرات الآلاف الذين يعيشون تحت «الكبارى» وتأويهم أوكار الرذيلة ليقعوا ضحايا للمخدرات، وتجرى منهجة حياتهم فى عداء متأصل ضد كل ما حولهم، ولذلك فإننا يجب أن ندرك أن «طفل الشارع» هو مشروع مؤجل «لبلطجى الميدان»، ولقد تفاءلنا كثيراً بثورة «25 يناير» كى تعطينا تصوراً جديداً عن مستقبل الطفولة فى «مصر».

ولكن الذى حدث هو نوع من التراجع، خصوصاً بعد الجرائم التى شهدناها ضد الأطفال الأبرياء من اليتامى ومجهولى النسب والفقراء وعمليات التعذيب والاستغلال البدنى لمن سوف يصبحون رجال «مصر» بعد سنوات قليلة، وأكاد أرى للأسف أن مسؤولية الملاجئ ودور الأيتام وغيرها من تجمعات الطفولة المعذبة لا تحظى إلا باهتمام موسمى كل عدة شهور من خلال حديث صحفى عابر أو تصريحات تخدع الناس، ولكن تبقى أحوال الطفولة هى مصدر الألم ومبعث الخزى لنا جميعاً.

إن الطفولة هى الأمل وهى المستقبل وهى الغد القادم، لذلك فإن حمايتها مسؤولية الجميع بغير استثناء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة