استشارى نفسى: الأكثر قدرة على التحكم فى مشاعره يصلح أن يكون قياديا

كل صفة فى الإنسان تؤهله لوظيفة معينه، وقدرات وإمكانيات محددة يمكنه القيام بها، فكل صفة فى الإنسان إذا تم تعميقها وتطويرها أصبح الشخص مؤهلا للقيام بمهام معينة لا يمكن لغيره القيام بها بهذه الدرجة من الكفاءة، هذا ما أوضحه الدكتور عبد الرحمن حماد، الاستشارى النفسى ومدير وحدة الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية.

وتابع حماد يعتبر الكثيرون أن التحكم فى المشاعر وعدم التأثر السريع بمشاعر الغير نوعا من الجفاء العاطفى والبرود النفسى، ولكن قدرة الشخص على التحكم فى مشاعره من أفضل الصفات التى يمكنه استغلالها للأفضل، وتعميقها وتطويرها حتى تزيده مهارة فى التعامل مع الآخرين، فقدرته على التحكم فيها وترويضها قد تجعله مميزا بين الكثيرين فى قدرته على القيادة والتطوير له وللآخرين.

وأكد حماد أن القدرة على التحكم فى النفس وعدم التأثر السريع بمشاعر الآخرين تجعل الشخص حر فكريا ونفسيا وتجعل عقله طليقا غير مقيدا بعوامل تعيقه وتحد من قدراته، وتجعله قادرا على التحكم فى رغباته، وهو ما يضعف رأيه ووجهة نظره العقلية البحتة، ولا تجعله يتأثر بالمؤثرات المحبطة والهادمة والمؤثرات الانفعالية أيضا.

وأضاف حماد أن التحكم فى استقبال مشاعر الآخرين وعواطفهم يمنح الشخص قدرة عاليه على الإدراك السليم، والتعقل القويم، والبعد عن المحاباة والتأثر العاطفى الذى قد يؤثر على الأفعال وردودها، والقرارات ومتخذيها، ويجنب الشخص الانفعال دون أساس، وتجعله قادرا على أن يلعب دور المقرب بين الطرفين مهما صعبت المشكلة بقدر من الحنكة والقدرة على التصرف الحكيم ، فهو مصلح جيد، وقادر على حل المشكلات والخلافات بين أطراف متعددة، ويصبح حكمه عقلانى، لافتًا أن القيادة من أهم المهارات التى يمكن لتلك الشخصية التميز بها فيصبح رأيه مسموعا ومتعقلا.