محمد صبرى درويش يكتب: لا تمارسوا السياسة على الشعب المصرى

السبت، 23 أغسطس 2014 12:13 م
محمد صبرى درويش يكتب: لا تمارسوا السياسة على الشعب المصرى أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعب المصرى لديه طبيعة مختلفة وفريدة عن سائر شعوب العالم، فهو أقدم شعب على ظهر الأرض، ضارباً هو بحضارته جذور التاريخ، ومستشفاً منه العالم أسس صناعة الحضارة وكيفية التأثير فى الأجيال القادمة بما يحققه من إعجازٍ فى الحاضر.

أى شخص فى العالم حينما يريد أن يحترف مجال السياسة، يذهب هو ليدرس فى أعتى معاهد العالم، ثم يتدرب ويمارس السياسة الفعلية على أرض الواقع، ويُنمى دراسته بمزيدٍ من الخبرة العملية ليصبح ذا تأثير فعال فى أبناء وطنه، وبالفعل هو يصبح كذالك.

لكن حينما نأتى لنتحدث عن الشعب المصرى، فالطبيعة هنا مختلفة كثيراً، الشعب المصرى يرى أن السياسى هو مسئول مؤقت وصاحب حكم فوضه الشعب ليحقق المصالح المنشودة للوطن، ولا يهتم كثيراً بتاريخ السياسى أو سيرته الذاتية ولكن ينظر لما حققه من إنجازات ملموسة تصب فى صالح الوطن.

عندنا فى مصر مثلاً تجد عضو مجلس شعب مهمته الأساسية هى مراقبة الحكومة، لكن الشعب دوماً يسأله ماذا قدمت كعضو بالمجلس للوطن من إنجازات حقيقية ملموسة؟ أو على الأقل ما هى الخدمات التى قدمتها لأبناء دائرتك؟ ويخرج السياسى قائلاً هذه ليست مهمته، فلا يستطيع أن ينال ثقة المواطن مجدداً فى دورة قادمة.

وحتى فى الشأن الرئاسى، نجد مبارك مثلاً حكم ثلاثين عاماً، مدة كبيرة ولكن كيف حاز مبارك ثقة الشعب طوال هذه المدة؟ والإجابة هى أن مبارك لم يمارس سياسة على الشعب المصرى، فقد كان يخرج ليخاطب الناس بلغتهم دون حائل بروتوكولى أو مستعرضاً مهارات كلامية لا تجدى نفعاً، وقد كان صريحاً مع الشعب المصرى على الرغم من فساد عصره، والأهم أنه أتى بإنجازات حقيقية كالضربة الجوية وتطوير البنية التحتية وافتتاح مشروعات هامة فى عهده، وكلما زادت إنجازات السياسى الحقيقية الملموسة زاد حب الناس له.

فى مصر الأمر مختلف كثيراً، فالسياسى الذى يحقق إنجازات للوطن يُطلق عليه لقب سياسى بجدارة، والسياسى الذى يستخدم كل أدوات السياسة بحرفية شديدة دون إنجازات حقيقية فهو يشقى حتى يستشعر الناس بأنه سياسى حقيقى.

حتى ينجح السياسى فى مصر عليه أن يعلم أنه حاكم مؤقت لمنصب ما، عليه تحقيق إنجازات ملموسة يستشعر المواطن وجودها ويخرج ليصارح المواطن بحقيقة الأمر ما لم تضر مصارحته هذه بالأمن القومى المصرى، ويُزيل كل الحوائل والعوازل بينه وبين المواطن، هنا فقط ينجح السياسى فى مصر ويخلد اسمه فى ذاكرة الشعب المصرى، وغير ذالك فلن يستفيد السياسى من مهنته سوى بوضعها ببطاقة الرقم القومى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة