تركيا آخر من تعترف رسمياً بفوز أردوغان.. الجريدة الرسمية للدولة تؤجل نشر خبر الفوز.. رئيس الوزراء يخشى تعرّضه لمساءلة قانونية لجمعه ثلاث صفات رسمية فى آنٍ واحد.. ومخاوف من استكمال "ترويض" الإعلام

السبت، 23 أغسطس 2014 04:47 م
تركيا آخر من تعترف رسمياً بفوز أردوغان.. الجريدة الرسمية للدولة تؤجل نشر خبر الفوز.. رئيس الوزراء يخشى تعرّضه لمساءلة قانونية لجمعه ثلاث صفات رسمية فى آنٍ واحد.. ومخاوف من استكمال "ترويض" الإعلام أردوغان
كتب محمد كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعلّها مفارقة غريبة أن تكون تركيا بين آخر الدول التى تعترف رسمياً بفوز رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان فى انتخابات الرئاسة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الحياة اللندنية"، السبت، فإنه على رغم من تهنئة قيادات دول كثيرة لـ"أردوغان" بفوزه الذى أعلنته الهيئة العليا للانتخابات قبل أسبوع، أجلت الجريدة الرسمية التركية نشر الخبر، فى انتظار أوامر من أردوغان الذى يصرّ على تأجيل نشره، تجنباً لتعرّضه لمساءلة قانونية تتعلّق بجمعه ثلاث صفات رسمية فى آنٍ واحد، وهى زعامة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم ورئاسة الوزراء والرئيس المنتخب.

ويحظّر الدستور من هذا الأمر، إذ ينص على وجوب استقالة الرئيس من الحكومة والحزب، بعد نشر نبأ فوزه فى الجريدة الرسمية، وهذا يحدث عادة فور إعلان لجنة الانتخابات النتائج النهائية للاقتراع.

ولكن يبدو أن الجريدة الرسمية ليست الصحيفة الوحيدة فى تركيا التى تستعد لحقبة جديدة عنوانها رئاسة تركيا، إذ باشرت صحف تغيير أسلوب تعاملها مع الحكومة وتغطية أخبارها، منذ فوز أردوغان بالرئاسة، وإعلانه اختيار وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو لترأس الحزب الحاكم والحكومة الجديدة.

وبحسب "الحياة"، طردت صحيفة «حرييت»، وهى أبرز صحيفة ليبرالية وأقدمها وأوسعها انتشاراً فى تركيا، رئيس تحريرها أنيس بربر أوغلو قبل الانتخابات بيومين، ونُسِب إلى مالك الجريدة "أيضن دوغان" الذى سئم الخط التحريرى لصحيفته الناقدة لسياسات أردوغان، قوله فى اجتماع بعد طرد رئيس التحرير: «الصحافة لا تعنى الخروج يومياً بخبر ينتقد سياسة الحكومة».

تلا ذلك منع الصحيفة للمرة الأولى، نشرَ مقالٍ لأهم كتّابها وأشهرهم، يلماز أوزديل، العدو العنيد لأردوغان، إذ يتضمّن سخرية من طريقة اختيار الرئيس المنتخب خليفته، ويسأل: «لماذا لا يُعيّن أردوغان نجله بلال خليفة له مباشرة، بدلا من هذه المسرحية؟». واستقال أوزديل من الصحيفة على الرغم من أنه صاحب لقب «أكثر كتّاب الزوايا قراءة فى تركيا» وأشهرهم.

مواقع إخبارية استعادت تسجيلاً مسرّباً لحوار بين الرئيس المنتخب وأردوغان دميرأوران، مالك ثانى أبرز مجموعة إعلامية فى تركيا، والذى يبكى فى نهايته الرجل الثمانينى متأثراً بقسوة كلمات أردوغان وتوبيخه لنشر خبر حول القضية الكردية، ورجّحت تلك المواقع استكمال السيطرة على الإعلام فى تركيا، مع ترنّح «حرييت»، أبرز صحيفة فى البلاد، حيث بدأ حديث فى كواليسها عن احتمال بيعها لمقرّب من أردوغان خلال أشهر، وتردّد أن مالكها ينتظر تعيين داود أوغلو رسمياً رئيساً للحكومة، ليستشيره فى اختيار رئيس جديد للتحرير، ضماناً لفتح صفحة جديدة بين الحكومة والصحيفة التى طالما اتهمها أردوغان بمعاداته والعمل ضده.

ورغم توافر غالبية كافية لحزب «العدالة والتنمية» فى البرلمان، إلا أنه أحجم خلال سنوات حكمه الـ12 عن إقرار قانونٍ يمنع رجال الأعمال مالكى الصحف من إبرام صفقات مع الحكومة والحصول منها على مناقصات، لتجنّب وقوع وسائل الإعلام تحت ضغط الحكومة، أو العكس.

وتتهم المعارضة أردوغان بدفع رجال الأعمال المقربين منه إلى شراء وسائل الإعلام المعارضة وترويضها، فى مقابل نيلهم صفقات ومناقصات تجارية ضخمة من الحكومة. كما تتهم المعارضة وجمعيات صحفية الرئيس المنتخب بـ«شخصنة» خلافاته فى الرأى مع صحفيين، من خلال انتقادهم علناً بالاسم وإهانتهم أمام الجميع، فى شكل يضعهم أمام ضغط شعبى وإعلامى ضخم، علماً بأن بعضهم فقد وظيفته بعد تعرّضه لهجمة من أردوغان.


موضوعات متعلقة..

أردوغان وأوهام السلطنة العثمانية.."الإيكونومست": الرئيس التركى يسعى لتوسيع سلطاته عبر أصوات الأكراد لتغيير الدستور..الدولة تسير باتجاه غير ديمقراطى.. وعبدالله أوجلان: الحرب مع تركيا قاربت على النهاية


"أردوغان" يختار وزير الخارجية داود أوغلو رئيسا لوزراء تركيا







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة