أصبح الحديث عن الانتخابات البرلمانية القادمة بمثابة لغز يحير القوى السياسية بالإسكندرية، وذلك بسبب الغموض الذى حيط بالعملية الانتخابية والإجراءات الخاصة بها، من حيث تأخر تقسيم الدوائر وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات وتحديد الإجراءات الخاصة بتفاصيل سير العملية الانتخابية بداية من فتح باب الترشح وفترة قبول الطعون وصولا إلى تحديد موعد الانتخابات وتقسيمها على مراحل بالمحافظات المختلفة.
وفى الوقت الذى عرقل فيه "فشل التحالفات الانتخابية" خطوات الأحزاب السياسية نحو المعركة الانتخابية، برز نشاط ملحوظ للمرشحين المستقلين بالإسكندرية.
وأكد الدكتور شريف بغدادى، سكرتير عام حزب المصريين الأحرار بالإسكندرية وعضو الهيئة العليا للحزب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن عدم تقسيم الدوائر الانتخابية، وعدم وضوح الإجراءات والدعاية الانتخابية إلى الآن، يؤثر على اختيار الشخصيات التى سيدفع الحزب بها.
وقال إن الحزب تلقى عددا كبيرا من طلبات الترشح، كما يتم حاليا عقد اجتماعات ثنائية مع بعض الأحزاب لبحث التحالفات الانتخابية، نافيا وجود أى نية للتحالف مع أى حزب قائم على أساس دينى لأنه ضد توجه الحزب وضد الدستور الحالى لمصر.
وأضاف أننا نبحث عن تحالف سياسى وليس انتخابى فقط سواء مع شخصيات عامة أو حركات أو ائتلافات، للاستمرار فى التنسيق فيما بعد الانتخابات البرلمانية.
وأكد أنه إذا لم يتم النجاح فى عقد تحالفات سيخوض الحزب الانتخابات منفردا.
وأشار "بغدادى" إلى أن خطة الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة تبدأ من معايير محددة يتم على أساسها اختيار الكوادر السياسية والقيادات التى سيدفع بها الحزب لينافس على الدوائر المختلفة بالمحافظة، بالإضافة إلى حملة دعائية واسعة النطاق، والبرنامج الانتخابى للحزب الذى سيختلف من دائرة إلى أخرى وفق احتياجات كل دائرة.
كما أشار بغدادى إلى أن الحزب يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية منذ حوالى 7 أشهر، من خلال اختيار الكوادر التى سيدفع بها الحزب للانتخابات وعقد دورات تدريبية لعدد منهم.
وتابع بغدادى: "نحتاج أن يكون البرلمان المقبل برلمانا حقيقيا يعمل لصالح مصر، ولذلك لابد أن يكون أعضاؤه بعيدين كل البعد عن الفساد والنظامين السابقين، بالإضافة إلى الرؤية الثاقبة والواضحة".
وذكر بغدادى أن اختيار الشخصيات التى سيتم الدفع بها فى القائمة، قد يكون ليس لها ظهير شعبى ولكن يجب أن يكون لديها رؤية حقيقية وأن تتمتع بسمعة طيبة.
وأكد بغدادى أن الحزب لن يقبل من يحاول دخول البرلمان لمصلحة شخصية، وإنما لمصلحة عامة، وأن الحزب بعيد تماما عمن يطلق عليهم "سياسيين السبوبة"، قائلا: "انتهى عصر الفساد، مشددا على حسن السير والسلوك للمرشحين على قوائم الحزب".
ومن جانبه قال أحمد مهنى، الأمين العام لحزب المؤتمر بالإسكندرية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "نحن نفضل التحالفات الانتخابية خاصة التى يجريها الدبلوماسى الكبير عمرو موسى، ونحاول تجميع القوى المدنية من أجل الوطن، مشيرا إلى أنه فى حالة تعذر التحالفات سوف يخوض حزب المؤتمر المعركة الانتخابية منفردا، حيث سيدفع الحزب بأكثر من 250 مرشحا على مستوى الجمهورية.
وعن المرشحين بالإسكندرية قال: "لدينا مرشحون وسيتم الدفع بهم للمنافسة على كل الدوائر الانتخابية، وقد تم بالفعل تحديد بعض الأسماء التى تحظى بشعبية ولها تواجد بالشارع فى بعض الدوائر، والبعض الآخر سيتم اختياره من خلال المجمع الانتخابى أو اختيار الإدارة المركزية بالقاهرة.
وكشف عن أن هناك 28 عضوا بالحزب بالإسكندرية تقدموا بطلب الترشح سواء على قوائم الحزب أو مستوى المقاعد الفردية، مشيرا إلى أن عدد المتقدمين سيرتفع عقب إجازة عيد الفطر المبارك ومن المتوقع أن يتعدى 70 مرشحا على مستوى الإسكندرية.
وقال إن الفترة القادمة هى فترة عصيبة وتحتاج للتكاتف والابتعاد عن الأنا ومن الأفضل تواجده فى الشارع، مؤكدا أن الحزب لديه قاعدة حزبية وكوادر قادرة على خوض الانتخابات ولكنه يفضل التحالفات للمصلحة الوطنية.
وحول ترشحه، أكد "مهنى" أنه سوف يترشح عن حزب المؤتمر عن دائرة الرمل بالإسكندرية.
واتفق حسنى حافظ رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بالإسكندرية، والمرشح عن دائرة سيدى جابر، مع باقى الأحزاب فى أن تأخير تقسيم الدوائر الانتخابية وتحديد موعد الانتخابات أثر سلبا على الاختيارات الحزبية للشخصيات التى سيتم الدفع بها فى المعركة الانتخابية.
وأضاف أننا مازالنا فى لغز حتى الآن، بالإضافة إلى أن أكثر التحالفات الانتخابية غير مستقرة، وقال "على الأحزاب أن تتحالف خاصة أن تلك المرحلة لا تتحمل الأنانية وهى مرحلة صعبة يمر بها الوطن وليس مرحلة كرسى فى البرلمان فحسب، والمصلحة الوطنية تحتم التحالف".
وقال: أناشد الأهالى بالحرص ومعرفة أهمية الصوت الانتخابى وعدم قبول أى مبالغ مالية أو مواد تموينية مقابل أصواتهم الانتخابية، حيث إن الثمن ليس الصوت الانتخابى بل مستقبلهم بأكلمه.
وحول إستراتيجية حزب الوفد بالإسكندرية فى اختيار المرشحين لخوض المعركة الانتخابية قال: "الحزب لن يسمح بالترشح إلا لمن يمثل الحزب تمثيلا مشرفا، ولن نعطى الصبغة الوفدية لأى شخص ضعيف فى دائرته الانتخابية له ولا مجاملات لأحد" مؤكدا أن الأسماء المطروحة إلى الآن لخوض الانتخابات هى مجرد تكهنات ولم يتم تحديد الأسماء أو القوائم النهائية بعد.
وحول موقف الحزب من الأحزاب الدينية، أكد أنه لا يوجد أى تحالفات مع الأحزاب الدينية، مشيرا إلى أن هناك تفاوضا مع حزب المصريين الأحرار وبعض الأحزاب الليبرالية، مؤكدا أن بيت الأمة مفتوح لأى حزب عدا الأحزاب الدينية.
وعلى صعيد الحركات السياسية، قال محمد سعد خير الله، مؤسس الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الجبهة تنتوى خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، حيث أعلنت انضمامها إلى العدالة الاجتماعية فى الانتخابية البرلمانية القادمة، وسوف تدفع بحوالى 25 من مرشحيها فى 9 محافظات (السويس، أسوان، القليوبية، أسيوط، المنيا، بورسعيد، دمياط، الشرقية، الإسكندرية).
وأشار "خير الله" إلى أنه سيكون أحد مرشحى الجبهة عن دائرة كرموز، حيث تضم قائمة المرشحين بمحافظة الإسكندرية 7 مرشحين منهم محمود حال قيادى بالجبهة، رامى قشوع منسق شباب ماسبيرو بالإسكندرية وعضو هيئة مكتب الجبهة، والدكتور فايزة صقر أستاذ بجامعة الإسكندرية، محمد يوسف جابر أمين التنظيم ومن شباب الجبهة.
وقال إن الهدف من الانضمام إلى تحالف العدالة الاجتماعية هو تحقيق العدالة الاجتماعية التى لم يتحقق منها شىء منذ ثورة 25 يناير، وأن الآليات المتبعة للوصول إلى العدالة الاجتماعية غير كافية ولم تحقق أى شىء مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على فتح مقار الجبهة المختلفة فى المحافظات للعمل سوياً تحت راية تحالف العدالة الاجتماعية فيما يخص الانتخابات البرلمانية القادمة موضحا أن تحالف العدالة الاجتماعية يضم الجمعية الوطنية للتغيير، والمجلس الوطنى المصرى، وحزب المؤتمر الشعبى الناصرى، وحزب الوفاق القومى الناصرى، وحزب التحرير المصرى، والحزب الشيوعى المصرى، وحزب فرسان مصر، والمؤتمر الناصرى العام، وحركة الكنانة، وتحالف المصريين فى الخارج، وتجمع متحدى الإعاقة وذوى الاحتياجات الخاصة، والمجلس الوطنى للشباب.
أما على صعيد المرشحين المستقلين، فقد برز مؤخرا اسم محمد أبو هيبة منسق حملة "عمار ياسكندرية"، مرشح مستقل عن دائرة الجمرك والمنشية ، حيث بدأت الحملة فى تنظيم عدد من الفعاليات بالشارع السكندرى، حيث قامت بتوزيع بطاقات علاجية بخصم يصل إلى 20% لأهالى الدائرة، ونظمت سوقا خيريا وتعاونت مع حى الجمرك فى حملات رفع القمامة من لشوارع، كما أطلقت مبادرة العلم نور لمحو الأمية بالمحافظة.
كما التقى أبو هيبة بالأب ميخائيل إبراهيم أسقف كنيسة الأنبا موسى الأسود، لبحث المشاكل المتواجدة داخل منطقة المنشية والعمل على حلها وكيفية التواصل مع الأهالى والاستماع إلى شكواهم وتوصليها إلى الجهات المختصة وتقديم المساعدات لهم.
موضوعات متعلقة ..
"التنمية المحلية": لن يتم تعديل الدوائر الانتخابية الحالية
تأخر تقسيم الدوائر يضر التحالفات الانتخابية بالإسكندرية.. الأحزاب المدنية ترفض التحالف مع النور.. "المصريين الأحرار": إذا فشلت التحالفات سنخوض المعركة منفردين.. و"المؤتمر" لدينا أكثر من 70 مرشحًا
السبت، 23 أغسطس 2014 11:47 ص
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة