كاذب من يقول إن السياسة القطرية التى يتبناها نظام الحكم هناك لا تعادى مصر أو دول المنطقة بشكل عام، لأنها سياسة واضحة فى استهدافها لمصالحنا جميعا من خلال استغلال المال وقوته، لكن السؤال الآن، هل هذه السياسة المرفوضة من جانبنا تجعلنا نضع الشعب القطرى كله فى سلة واحدة ونعتبره بمثابة العدو لنا؟
أعتقد أن التعميم مضر وغير صحيح فى هذه الحالة، لأننى وغيرى نعرف الكثيرين من الشعب القطرى الرافضين لسياسات أميرهم تميم، ومن يضعون له هذه السياسات، لكنهم لا يملكون من الأمر شيئا، ومن بين هؤلاء أشخاص فى الأسرة الحاكمة يكنون لمصر حبا ربما يضاهى حب المصريين أنفسهم لبلدهم، ويعرفون أن قناة الجزيرة هى أداة قبيحة فى يد نظام الحكم هناك ضد مصر وغالبية الدول العربية، وهناك مشايخ يصرحون علنا فى مجالسهم برفضهم لتوجهات تميم، لذلك ليس عدلا أن نعتبر كل ما هو قطرى عدوا لنا، فعدونا هى سياسات نظام حكمهم التى ربما تتغير بين لحظة وأخرى حينما يعودون إلى رشدهم، ويدركون أنهم يسيرون فى الاتجاه الخاطئ، وأنه مهما كانت المغريات سيبقى الحضن العربى هو القادر على حمايتهم من غدر تلك الجماعات الإرهابية التى تتبناها الدوحة وتقدم لها يد العون.
وقياسا على ذلك لم أستطع استيعاب الهجوم الذى تعرض له اللاعب الدولى أحمد فتحى لمجرد أنه وقع لنادى «أم صلال» القطرى، واعتبار هذه التوقيع دليل خيانة من اللاعب الذى أعطى النادى الاهلى ومنتخب مصر الكثير ومازال يعطى، وكثيرون يعتبرونه مثالا للاعب الخلوق والمثالى فى الملعب وخارجه، لكن يبدو أن فتحى ليس له شلة تدافع عنه.
ربما يكون اللاعب قد أخطأ بتركه النادى الأهلى، وهذه مسألة فنية تحتمل النقاش والجدل، لكن أن نحولها لأزمة سياسية ونخون لاعب وطنى لمجرد أنه اتجه للعب فى الدورى القطرى فهذا للأسف تقزيم وتسفيه للأمور، وربما أكثر من ذلك، لأننا إذا ما اعتبرنا كل من تعامل مع قطر خائن، فلماذا لم نخون معلقينا المتعاملين مع قناة «بى إن سبورت» القطرية، وما الحال مع أكثر من 150 ألف مصرى يعملون فى قطر، هل هؤلاء خونة أم باحثون عن لقمة عيش؟
يا سادة انظروا للأمور من منظور عام ولا تلبسوا كل شىء ثوب السياسة، فنحن لا نملك رفاهية توزيع صكوك الخيانة والوطنية وفقا لأهوائنا.