محمود السيد يكتب: ما بعد الثورات

الجمعة، 22 أغسطس 2014 04:46 ص
محمود السيد يكتب: ما بعد الثورات ثورة يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين تنعدم العدالة ويعم الظلم وينتشر الفساد ويختلط الدين بأمور الدنيا والآخرة ويفتى كل من ليس له فى الفتوى، وتمنح طبقة بعينها المزايا فى كل شىء، يشعر بالظلم والمرارة فقراء هذا الوطن الجريح ويتنامى الإحساس لديهم يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام وحصيلة التجارب الحياتية لا تبشر بالخير ولا بالأمل، ويشارف المواطن على الاختناق حتى لم يبق فى قوس الصبر منزعاً، ليس فى مصر وحدها، الإنسان هو الإنسان فى كل مكان، حدث ذلك فى ثورة العبيد على يد سبارتاكوس وتوالى ظلم الإنسان على مر العصور، حدث أيضا فى الثورة الانجليزية والثورة الفرنسية والأمريكية، الظلم فى كل الثورات عامل مشترك وافتقاد العدالة والتمييز بين الطبقات وخلط الأوراق واستئثار فئة دون أخرى بمزايا يحرم منها الفقراء، وأيضا عدم الفصل بين السلطات، خاصة السلطة السياسية والسلطة الدينية، أعلنت الثورة الفرنسية مبادئ المساواة وحقوق الإنسان وفصل السلطات والعمل لصالح الشعب وإرساء دعائم دولة ديمقراطية حديثة تحتكم إلى الدستور والقانون والثورات لا تحقق أهدافها بشكل مفاجئ، وإنما تحتاج إلى سنوات حتى تتبلور ملامحها وتتحقق مبادئها، هكذا استمرت الثورة الفرنسية عشر سنوات من الكفاح والنضال حتى تحققت أهدافها، وكذلك كانت ثورة يوليو استمرت عدة سنوات يعد قيامها فى يوليو 1952.

والوضع فى بلادنا الآن لم يختلف كثيرا عما حدث فى البلدان الأخرى، وما حدث فى مصر من ثورة فى الخامس والعشرين من يناير 2011 وما أعقبها من تصحيح مسار الثورة فى 30 / 6 / 2013 كان لابد من حدوثه، فالثورة مازالت مستمرة لم تنته بعد، ثورة على فساد دام أكثر من ثلاثين عاما اُهدرت خلالها قيمة الفرد وقيمة الدولة، وتم تجريف العقل المصرى، كان لابد من الثورة ولسوف تستمر الثورة عشر سنوات على الأقل حتى تحقق أهدافها كاملة وما قامت من أجله، وأتوقع خيراً كثيراً متى توافرت الإرادة السياسية، الثورة ليست هدم وإشعال حرائق هنا وهناك وتفجير هنا وآخر هناك، ففى أعقاب كل ثورة تحدث اضطرابات من معارضى تلك الثورة ممن يشكلون الثورة المضادة، لكنها اضطرابات سرعان ما تزول، وحتما ستزول إذا استشعر الناس الصدق فى القائمين على الأمور، وتوافرت الإرادة السياسية التى بها تتحقق أهداف الثورة، وإذا أعلينا من قيمة العدل والمساواة بين الناس، وإعلاء مبدأ المواطنة واحترام أحكام القضاء، وشعر الفقير أن له على هذه الأرض مكان، عند ذلك تنبت بواعث الانتماء فينا، وتتجدد بعد موات.. لابد من زرع الأمل فى نفوس الناس من خلال المشروعات العملاقة، تلك المشروعات ستكون أكبر حائط صد أمام المتربصين بهذا البلد الطيب، وأول الغيث قطرة فمصر تستحق منا الكثير.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة