د. حسن كامل إبراهيم يكتب: بنوك الفكر هى الحل

من المتعارف عليه أن البنوك تمارس عملها حول المال، ولكن توجد بنوك أخرى تمارس أعمالها حول الفكر .

النوع الأول من البنوك مهم جدا لأنه يتناول الحالة الاقتصادية، ويحاول أن ينمى الاقتصاد الوطنى بكل ما أوتى من قوة، وهذا النوع من البنوك يقف دوره عند الوضع الاقتصادى، ولكن النوع الثانى من البنوك أقصد "بنوك الفكر" فإن دورها أكبر بكثير من النوع الأول.

فـ"بنوك الفكر" محاولة جادة من قبل الأيديولوجيين والاستراتيجيين الوطنيين، لتحسين الوضع الحالى للوطن واستشراف مستقبل أفضل لهذا الوطن من خلال الخطط الأيديولوجية والاستراتيجية التى يضعها هؤلاء النخبويون، إذن رأسمال هذه البنوك هو "الفكر" وليس "المال"، كما هو فى النوع الأول من البنوك .

" بنوك الفكر " أكثر انتشار فى أمريكا وتليها أوروبا، وهذه البنوك الأيديولوجية والاستراتيجية تعتمد عليها الدولة فى أمريكا وأوربا فى وضع الخطط والتكتيكات والاستراتيجيات للحاضر والمستقبل المنظور والبعيد.

وتتحالف "بنوك الفكر" فى أمريكا وأوروبا مع مثيلاتها فى الكيان الصهيونى المحتل لفلسطين العربية، وهذا التحالف البنكى الفكرى هو من يدير الصراع الآن فى الوطن العربى، وهذا الأمر الأخير ثابت ومعروف .

ولذلك متى تقوم المؤسسات الوطنية المصرية التابعة للدولة لتأسيس مثل هذا النوع من البنوك الفكرية الوطنية لإعداد البحوث والدراسات الفكرية الدفاعية عن مصر والوطن العربى، لم نسمع حتى الآن عن افتتاح أحد هذه البنوك الأيديولوجية فى مصر، ولعل أحدهم يعترض على هذا الطرح بحجة أن مصر تعج بمراكز بحثية تشبه هذا البنوك من قريب أو بعيد، ولكن واقع الحال يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المراكز مجتمعة لا تقوم بدور يذكر فى الحياة الإيديولوجية والاستراتيجية المصرية لأسباب لا داعى للخوض فيها الآن .

ولذلك من الضرورى على الدولة المصرية والمؤسسات السيادية فى الدولة أن تبادر بهذا الدور الكبير خاصة إذا علمنا أهمية هذه البنوك الأيديولوجية، فمثلا هذه البنوك الأيديولوجية والاستراتيجية هى المسئول الأول عن كل ما يجرى من صراعات فى الوطن العربى، كذلك هى صاحبة الدور الرئيس فى مختلف الحروب التى حدثت ولن تزال تحدث ليس فى الوطن العربى فحسب بل فى مختلف أرجاء المعمورة.

فمتى يستيقظ المسئولون فى مصر من سباتهم العميق ويصدرون قرارا وطنيا بتدشين هذه البنوك الإيديولوجية والاستراتيجية لتكون فى الصف الأول للدفاع عن مصر والعالم العربى مهما كانت التهديدات الصهيوأمريكية لوقف تأسيس هذه النوعية من البنوك الوطنية التى تضطلع بمسئولية الدفاع عن مصر والوطن العربى.