ففى مثل هذا اليوم 21أغسطس من عام 1969م أقدم دنيس مايكل روهان، المتصهين الأسترالى الجنسية، إلى فلسطين بداعى السياحة، ليدمر المسجد الأقصى حتى يتمكن يهود إسرائيل من إعادة بناء الهيكل المزعوم على جبل الهيكل، حسب اعتقاده، وقام بإشعال النار فى المسجد القبلى من المسجد الأقصى، والتهم الحريق أجزاءً كبيرة، وأسفر ذلك عن احتراق منبر نور الدين زنكى.
وقامت سلطات الاحتلال الصهيونى بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد فى نفس يوم الحريق، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس، التى يسيطر عليها الاحتلال، التأخر، حتى لا تشارك فى إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت فى الإطفاء.
واستطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية المسجد من النار، وألقت إسرائيل القبض على الجانى، وادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا رغم أنه لم يوجد عليه أى أثر للجنون أو غيره.
ومن الأضرار التى لحقت بالمسجد التهام النيران محتويات منبر صلاح الدين ومحراب زكريا وثلاثة أروقة وعمودين رئيسيين وقبة خشبية و74 نافذة خشبية وجميع السجاد العجمى وغيرها، كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكاً من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترق كثير من الزخارف والآيات القرآنية، وطال الحريق ثلث أو ربع المسجد القبلى ودمر أثراً إسلامياً عظيماً، وهو المنبر الذى أحضره القائد المسلم الكبير الناصر صلاح الدين الأيوبى، عندما حرر القدس من أيدى الصليبيين عام 1187.
وتولت لجنة إعمار المسجد الأقصى، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، إزالة آثار الحريق التى تعرض له المسجد الأقصى وترميمه وإعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبى، وإجراء دراسات تاريخية وأثرية وهندسية قبل القيام بأى ترميم، لذلك أعيد تشكيل لجنة الإعمار، وأصبح لديها فريق فنى متكامل بدأ عمله فى مطلع عام 1970 وبعد أن اكتمل ترميم المسجد الأقصى حصلت لجنة الإعمار على جائزة الأغاخان العالمية على عملهم فى الترميم.
وفى أعقاب استيلاء إسرائيل على القدس الشرقية فى حرب 1967، بدأت بعدة حفريات خارج ساحات المسجد الأقصى، أو كما تسميه بـ"جبل الهيكل"، وفى عام 1970 بدأت سلطات الاحتلال بحفريات مكثفة خارج الأسوار بجوار المسجد على الجانبين الجنوبى والغربى.
ويعتقد الكثير أنفاق حفرت تحت المسجد الأقصى من أجل تقويض أساساته، وهو الأمر الذى نفته قوات الاحتلال، وزعموا أن أقرب الحفريات إلى المسجد كان نحو 70 متراً إلى الجنوب منها، كما قام الصهاينة بحفر نفق بالقرب من الجزء الغربى من المسجد فى عام 1984.
فى 2007 قام الصهاينة بحفريات جديدة للكشف عن آثار مزعومة على بعد 60 متراً من الحرم القدسى، وأثارت هذه الحفريات غضب العالم الإسلامى، واتهموا الاحتلال بمحاولتهم تدمير أسس المسجد، ودعا إسماعيل هنية الفلسطينيين لاحتجاجات واسعة ضد هذه الحفريات.
وتأتى ذكرى حريق الأقصى مع وفاة الشاعر الفلسطينى الكبير سميح القاسم، صاحب الصوت الوطنى الشامخ، لتتردد قصيدته المعروفة وتغنى فى كل العالم العربى "منتصب القامة أمشى .. مرفوع الهامة أمشى.. فى كفى قصفة زيتون.. وعلى كتفى نعشى، وأنا أمشى وأنا أمشى"، لتؤكد أن مدينة القدس بمقدساتها ستظل صامدة ولن تخضع لقرارات المحاكم ولا الحكومات ولا الكنيست، وهو غير قابل للمفاوضات ولا للمقايضات ولا للتنازلات، مهما حاولت سلطات الاحتلال تغيير معالم المدينة المقدسة وتوطين آلاف اليهود فيها.
إحراق المسجد القبلى فى الأقصى

محاولات إطفاء النار ومنع وصولها للقبه

صوره للحريق عن بعد

اندلاع النيران فى المسجد

اندلاع الحريق وصعود المواطنين لإطفائه

احتراق أعمدة خشبية بالمسجد

عقب إطفاء الفلسطنين المسجد الأقصى

آثار الحريق

آثار الدمار بالمسجد

إخراج محتويات المسجد بعيد عن النيران

مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار فورا فى غزة