هاجر محمد أحمد تكتب: مدينة داعش القاتلة

الأربعاء، 20 أغسطس 2014 12:11 ص
هاجر محمد أحمد تكتب: مدينة داعش القاتلة مقاتلو داعش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد أدنى شك بأن انعدام الأخلاقيات والمبادئ والمحبة بين البشر فى سائر المجتمعات هى الدافع الأساسى للبحث عن مدينة أخلاقية تتحقق على أرضها الأحلام وتعود فيها الحقوق, ورحلة البحث عن تلك المدينة الفاضلة بدأت منذ آلاف السنين بأيدى المفكرين والفلاسفة فمنهم من أنشأها على أرض الواقع مثل المدن الدينية "مدينة الله" ومنهم من اكتفى بإنشائها فى خياله مثل المدينة الفاضلة لأفلاطون, ومرت السنين والأعوام وأنشئت مئات المدن الفلسفية والدينية التى كان يصبو أصحابها للحياة فى سعادة بعيدا عن العوالم اللاأخلاقية كما ظنوا فانجرفوا بأحلامهم وطموحاتهم وأنشأوا مدنا إرهابية متطرفة للتخلص من أعدائهم بدلا من إنشاء مدن فاضلة لأخلاقهم.

فإذا نظرنا "للتعريف العلمى والنفسي" للمدينة الفاضلة لوجدنا إن عبارة المدينة الفاضلة سامعها تقوم على فكرة التخصص والعدالة والإنصاف والحق، يكون فيها مفهوم العدالة قائم على إعطاء كل ذى حق حقه، ولا يبخس منه شيئا، فضلاً عن كون هذه المدينة أو الدولة مطمح كل إنسان يصبو إلى سعادته وفضائله الخلقية وكمالاته العملية والنظرية، هذه الدولة أو المدينة نظامها يقوم من ضمن ما يقوم على محاربة كل أنواع الرذائل والفساد والقيم اللاأخلاقية، وبالتالى لا تجد فى هذه المدينة الدولة أى نوع من أنواع الشرور والآثام والعدوان والتناقض
ويشكل النظر والتفكر فى هذه المدينة الفاضلة مسعى ومطمح كل البشر وخاصة منهم الحكماء والمفكرين والمصلحين والسياسيين على مر العصور والآجال. إذ لا يوجد مفكر أو فيلسوف أو مصلح سياسى كبير عبر تاريخ الفكر الإنسانى والسياسى منه بوجه خاص إلا ووضع قلمه فيها مفكراً وموجهاً ومنظماً لآليات قيامها وطرائق الوصول إليها ووسائل الحفاظ عليها.

حيث كان الأساس هو تحديد أشكال الحكومات غير العادلة أو المناقضة للحكم الفاضل المثالى، وحددوها بأنواع هى الحكم التمكراسى (الارستقراطى) والحكم الأولغاركى (حكم القلة من الأغنياء) والحكم أو النظام الاستبدادى الطغيانى، وأخيراً الحكم الجماعى (الديمقراطى)، وهذه النظم أو الحكومات تعدُّ من وجهة نظرهم الأشكال المناقضة أو المضادة بالكلية للحكم المثالى الفاضل، وأشد مناقضة له هو الحكم الطغيانى أو الاستبدادى، لان نظام حكم يقوم على الفرد المستبد. وإن وجدت هناك أشكال أخرى للحكم غير الفاضل فإنها تنضوى تحت أو فى ظل هذه الحكومات أو النظم الأربعة التى حددوه, حيث وجد الفلاسفة والحكماء والمصلحون والأنبياء عليهم مقاومة هذه النوازع الشريرة فى نفوس البشر، عن طريق اجتثاث الرذيلة والعدوان من نفوسهم وزرع الفضيلة والعدل فيها، ولا يكون ذلك إلا من خلال غرس الفضائل الخلقية والكمالات النظرية والعملية عن طريق التربية وعبر مراحل زمنية محددة يرافقها نظام معرفى وعلمى يأخذ بنظر الاعتبار استعدادات الإنسان لتقبلها وغرسها فى نفسه, ومن هنا ظهرت أصل فكرة مدينة الله عند بعض البشر مما تطرفوا نفسيا وظنوا أنهم أنبياء الله على الأرض وان دورهم هو القضاء على الشرور وجمع الصالحين فى مدينة واحدة بعد تحقيق العدل بالقضاء على دولة الظلم عن طريق تعينهم امير او قائد لدولتهم واختيار فئة الحراس من المختارين لحماية حدود دولتهم التى فى الغالب يقوموا بإنشائها داخل دولتهم الأم كما حدث فى العراق والشام وكردستان من قيام "تنظيم داعش" بتأسيس دولة إسلامية وهمية اختاروا لها خليفة وجنودا وشبهوا أنفسهم بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام.

حيث زرعوا بداخل جنودهم بأنهم شعب الله المختار الذى سيدخل الإسلام إلى الأرض بعد قتل الكفرة "على حد وصفهم حيث إن الدفاع عن المدينة الوهمية "الإسلامية الخيالية" عندهم واجب ضرورى وأن الوقوع فى الأسر ممنوع ومحرم وأن الدولة المثلى لا تطالب بمن وقع فى الأسر إطلاقاً، لأنه متخاذل وجبان، كما يوجد فى تشريع هذه الدولة أن القتال يكون وجهاً لوجه، وإنّ وجد جنديا أو حارسا قتل من ظهره فهذا يعنى أنه لم يقاتل دفاعاً عن دولته فلا يستحق أى تكريم ولا يمكن اعتباره شجاعاً يستحق لقب الشهيد حيث إن الإسلام لديهم كما وصفوه وكما فهموه بعد معاناتهم الشديدة مع أبناء وطنهم من ضياع حقوقهم أو التقليل من شأنهم بسبب فقرهم فاكتشفوا أنهم لا ينتموا إلى العالم الحقير بل إلى مدينة فاضلة إسلامية دعوا إليها كل من يرى فى نفسه صفات الأمير والمحارب فى زماننا. للأسف لم يستطع تنظيم داعش تمثيل الإسلام كما طموح له ولكن سيطرت عليهم أمراضهم النفسية وتحكمت بهم نوازعهم البهيمية والشهوانية والقتالية بدلا من أن تتحكم بهم سماحة ومبادئ الإسلام والأخلاق الدينية الحقيقية.

حيث مهما فعل تنظيم "داعش" لا يمكن أن يشبهوا أنفسهم بقتلهم للأبرياء وخرابهم لبلاد المسلمين وأصحاب الكتاب بالرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث قام رسولنا بإخراج الناس الأوائل من الظلمات إلى النور عن طريق إصلاح البناء الداخلى للإنسان الجاهلى بكل ما فيه من عقد وانحرافات وظلمات إلى تشييد بناء آخر يختلف تماماً عن سابقه بأخلاقيات الإسلام بعكس "مدينة داعش القاتلة" التى تقوم بقتل الأرواح وتخريب المدن وممارسة النازية والميول الانتقامية على غيرهم بحجة الإسلام الذى يتبرأ من أمثالهم.








مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الحاج

فوضى الكتابة مرة أخرى

عدد الردود 0

بواسطة:

الاخلاق

لا لإرهاب بشتى صوره

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة