أكرم القصاص - علا الشافعي

مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب "قصور وحدائق المنتزه"

الأربعاء، 20 أغسطس 2014 04:12 ص
مكتبة الإسكندرية تصدر كتاب "قصور وحدائق المنتزه" كتاب "قصور وحدائق المنتزه"
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن مكتبة الإسكندرية كتاب "قصور وحدائق المنتزه" للمعمارى الدكتور محمد عوض، مستشار مدير مكتبة الإسكندرية.

يقدم الكتاب توثيقًا تاريخيًا وعمرانيًا لموقع المنتزه والقصور التى تحتويه ليكون دليلاً إرشاديًا وسياحيًا لما يحتويه من كنوز عمرانية وآثار تاريخية ومواقع طبيعية ومنشآت ترفيهية وسياحية.

يقع الكتاب فى 250 صفحة ويضم مجموعة متميزة من الصور النادرة والرسوم والمخططات والخرائط التى توثق لتاريخ المنتزه وقصورها وحدائقها.

يضم الكتاب خمسة فصول تقدم نبذة تاريخية عن الموقع، السلاملك: قصر الحضرة الخديوية، الحرملك: المقر الصيفى الملكى، ثورة 23 يوليو 1952، والقصور والحدائق والمتنزهات.

ويقول الدكتور محمد عوض فى مقدمة الكتاب إن قصور وحدائق المنتزه من أجمل المواقع التاريخية والسياحية فى مدينة الإسكندرية بإطلالتها على البحر المتوسط، عرف الموقع منذ إنشاء المدينة فى العصور البطلمية وما بعدها، وأعيد إحياؤه فى أواخر القرن التاسع عشر عندما اختاره الخديوى عباس حلمى الثانى لبناء أحد القصور الخديوية (السلاملك)، وتمت إضافة قصر الحرملك ومبان أخرى مكملة فى عهد الملك فؤاد الأول والملك فاروق الأول ليكون المقر الصيفى للأسرة الملكية.

ويبين أنه بعد ثورة 52 فتحت القصور الملكية والحدائق للشعب وعهد إلى شركة إيطالية التطوير والاستفادة من الموقع الفريد فأضيفت كبائن للاصطياف وتحولت القصور إلى كازينوهات وكان من أهم الإضافات فى الستينيات إضافة فندق فلسطين وتحويل قصر السلاملك إلى فندق سياحى فئة الخمسة نجوم.

ويضيف أن شركة المنتزه للاستثمار السياحى قد طلبت من مكتبة الإسكندرية إعداد بحث فى تاريخ الموقع والقصور التى تحتويه، وجاء هذا الكتاب ثمرة لهذا الجهد.

ويوضح الفصل الأول أن الشواهد الأثرية المكتشفة فى المنتزه تبين أن الموقع كان يستخدم منذ العصور اليونانية الرومانية، حيث كان هذا الموقع يعرف بتابوزيريس ميكرا وكان مقابلاً شرقًا لموقع تابوزيريس ماجنا فى المنطقة المعروفة الآن ببرج العرب، ويعتقد أيضًا أنه كان يضم مقبرة للأزوريس فى مواجهة مقبرة لإيزيس فى موقع أكرا لوخياس (منطقة السلسلة الساحلية الآن).

ويخصص الكاتب الفصل الثانى من الكتاب لقصر السلاملك، ويبين أن الخديوى عباس حلمى الثانى قد عهد إلى مهندس القصور الخديوية حينذاك اليونانى الأصل ديمترى فابريشيوس باشا بناء القصر، وقد شرع فابريشيوس باشا فى تصميم القصر على ربوة، وانتهى البناء عام 1892م، واستوحى تصميمه من الطرز النمساوية السائدة فى القرن التاسع عشر إرضاءً لرغبة الخديوى وصديقته الكونتسية مارى تورك فون زندو والتى أصبحت فيما بعد زوجته، وتميز طراز القصر بإحياء الطرز التاريخية للعمارة القوطية وعمارة عصر النهضة واستخدام الأبراج والقباب المتعددة.

وكانت غابة الجزويرينا أهم ما يميز حدائق القصر بالإضافة إلى إطلالتها على سواحل من الصخور والرمال والجزر والخلجان الطبيعية جعلها ذات طابع فريد فى جمالها بالمقارنة بالقصور الأخرى فى مصر المحروسة، واحتوى القصر على ثلاثة طوابق، خصص الطابق الأرضى لمكتب الخديوى وقاعات الاستقبال والطعام، وخصص الطابقين التاليين لحجرات النوم والمعيشة الخاصة لإقامة الأسرة.

وأطلق على القصر اسم "السلاملك" أى مكان للاستجمام والراحة باللغة التركية، وبعد فترة قصيرة أقام الخديوى مسكنًا للحريم، وكانت فيلا من طابق واحد خصصت لإقامة أفراد الأسرة وتمت إزالتها فى عصر الملك فؤاد لبناء قصر عرف فيما بعد بالحرملك.

وعهد الملك فؤاد إلى أحد المهندسين الإيطاليين أرنستو فيروتشى بك مهندس القصور الملكية حينذاك بناء القصر الجديد وتنسيق الموقع حوله، وكان الإيطاليون محاطين بحاشية الملك وكان لهم تأثير قوى فى بلاطه ومجريات الأمور بصفة عامة، وقد تمكنوا واستحوذوا على صناعة وتجارة البناء فى مصر وبناء وتجديد القصور الملكية لأفراد الأسرة العلوية فى أنحاء مصر.

ومن أهم خصائص التصميم الداخلى لقصر الحرملك الحوش الداخلى المسقوف بالزجاج الملون والذى يجمع حوله الفراغات والسلالم الداخلية لعناصره، وتبرز التراسات الخارجية والسلالم والأبراج فى تشكيلات بارزة فى الواجهات الخارجية مع التنوع فى استخدام طوب السورناجا والبياض وكذلك القيشانى الملون ومن تفاصيل دقيقة ومتنوعة من الزخارف والعناصر المعمارية القوطية والتى تشكل العمارة المميزة للقصر، وقد عهد بناء القصر إلى شركة دى فارو الإيطالية، وقامت الشركة أيضًا بتنسيق الموقع، ومن أبرز معالمه الميناء الملكى وحدائق الصبار وحوش الغزال التى أحاطت بالقصر.

وفى عهد الملك فاروق الأول عهد إلى المهندس المعمارى المصرى البارز مصطفى باشا فهمى بإنشاء كوبرى يربط جزيرة الشاى بالقصور الملكية، كما قام مصطفى باشا فهمى بتصميم والإشراف على تنفيذ كشك الشاى على طراز إحياء الطرز الكلاسيكية وإضافة السينما الخارجية ومكتب الملك إلى قصر السلاملك، كما قام بتصميم العديد من المبانى الخدمية الملحقة بالموقع مثل برج المياه ومحطة القطار الملكية ومكاتب الإدارة والركائب الملكية.

وعندما حلت ثورة 23 يوليو 1952 آل القصر وملحقاته وحدائقه وبساتينه إلى الشعب وفتحت أبوابه لأفراده للاستمتاع وقضاء أوقات الفراغ والاستجمام على شواطئه.

ويضم الكتاب عددا كبيرا من الصور والرسوم والمخططات، ومنها: صورة للخديوى عباس حلمى الثانى وهو يتجول فى الموقع فى قطاره الخاص، رسم منظورى لمنطقة قصر المنتزه عام 1900 بواسطة الأمير النمساوى سلفادور، صور قصر السلاملك، قصر الحرملك، صالونات الاستقبال الرئيسية على طراز الباروك، الملكة نازلى مع أطفالها فى نزهة بالكارتة الملكية، الملك الشاب فاروق الأول فى مكتبه بالمنتزه، القوات المسلحة أمام بوابة قصر المنتزه فى 23 يوليو، زيارة الرؤساء لفندق فلسطين، وغيرها.

ويوضح الفصل الأخير الموقع العام للمنتزه ويقدم صور الحدائق والشواطئ وتنسيق الموقع، فندق السلاملك، الحرملك، فندق فلسطين، فيلا الشاى والكوبرى، مرسى اليخوت والفنار، الصوبة الملكية، المبانى والخدمات الترفيهية، مبانى الإدارة والورش، محطة القطار الملكية والجراج، والبوابة الرئيسية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة