"تسلل مقاتلون من حماس يرتدون زى الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة إلى داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة من خلال أحد الأنفاق، وهاجموا دورية لجيش الاحتلال، ما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين وتعد هذه هى المحاولة الثانية للدخول إلى عمق الأراضى الإسرائيلية بعد أن خرج أحد المسلحين من أحد الأنفاق المخفية فى جنوب قطاع غزة وبدأ بإطلاق النار على حافلة جنود"، هذا ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية والفلسطينية عن استخدام حماس للأنفاق الأرضية باتجاه إسرائيل.
تحت قطاع غزة القائمة فوق الأرض تكمن غزة أخرى تحت الأرض، فالقطاع بات يمثل شبكة من الأنفاق أسفل الأرض تتناثر جنوبا باتجاه مصر للتهريب منها وإليها أو تنتشر أسفل غزة بين المدن المختلفة بما يمثل مخازن لأسلحة وصواريخ الحركة، بالإضافة لاستخدامها كمخابئ لقيادات حماس، لكنها للمرة الأولى التى تصبح سلاحا استراتيجيا فعلا فى المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلى.
ووجهت الحركة بوصلة أنفاقها شرقا باتجاه القرى والمدن الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة، وصولاً إلى المستوطنات المجاورة للقطاع من خلال تنقل عناصر حماس عبر الأنفاق تحت حدود قطاع غزة إلى داخل إسرائيل.
واستلهمت حماس فكرة حفر الأنفاق الأرضية بين القطاع والمستوطنات الإسرائيلية من مقاتلى "الفيتكونغ" الفيتنامية خلال حرب فيتنام، وتم استخدمها لإخفاء السلاح والوسائل القتالية، واستخدمت حماس الأنفاق لتوجيه ضربات للجبهة الداخلية الإسرائيلية، ولمفاجئة جيش الاحتلال وتنفيذ العمليات النوعية خلف خطوطه وتنفيذ عمليات اختطاف لجنود.
وتصل الأنفاق بين مدن قطاع غزة والأراضى المحتلة فى جنوب إسرائيل، منها مستوطنة أشكول التى تم اكتشاف عدة أنفاق داخلها، ومستوطنة نير عوز، وتختلف تكلفة النفق بحسب طوله وعمقه فقد يتعدى طول النفق نحو 3 كيلو مترات، وتصل تكلفته إلى نحو 80 ألف دولار.
وتختلف الأنفاق بين غزة ومصر ونظيرتها الواصلة إلى إسرائيل فهى أكثر عمقا بما يتراوح ما بين 25 إلى30 مترا تحت الأرض، حتى تكون بعيدة عن مرمى القاذفات الإسرائيلية، وتقوم المقاومة بإخفاء فتحات الأنفاق فى المبانى، كما أنها أكثر ارتفاعا حتى يتمكن أفراد المقاومة من التنقل مستخدمين أسلحتهم وذخائرهم على عكس الموجودة على الحدود المصرية التى غالبا ما قد يصل عمقها إلى نحو 10 إلى 15 مترا.
الأنفاق الواصلة إلى إسرائيل يتم حفرها بطرق يدوية وبدائية حتى لا تحدث ضجيجا حتى لا يتمكن عملاء إسرائيل فى غزة من اكتشاف النفق وتدميره مبكرا فحفر النفق يحتاج إلى نحو عام تقريبا، ويتجاوز طوله ببعض الأنفاق نحو 3 كيلو مترات منها نحو 500 متر داخل الأراضى الإسرائيلية ويتخذ النفق مسارات متعرجة كما يكون له أكثر من مخرج فى الجانب الإسرائيلى على أبعاد مختلفة وتكون مدفونة على عمق أمتار تحت الأرض.
ونقلا عن الصحيفة العبرية هاآرتس فإن جيش الاحتلال يعتمد على وسائل تكنولوجية متقدمة للغاية وخبراء جيولوجيين من الجيش الأمريكى لاكتشاف الأنفاق الممتدة من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل إلا أنه فشل فى هدمها تماما.
أعداد الأنفاق
تتضارب أعداد الأنفاق الواصلة بين القطاع وإسرائيل ففى حين قال جيش الاحتلال الإسرائيلى إنه قام باكتشاف نحو 38 نفقا وأكثر من 66 فتحة فإنه لم يتمكن من تدمير إلا 20 نفقا فقط، بينما تصريحات قادة حماس تشير إلى وجود العشرات من تلك الأنفاق فإسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس قال فى مارس الماضى إن "الأنفاق استراتيجية جديدة فى التعامل مع الاحتلال والقتال مع العدو سيكون من فوق الأرض ومن تحت الأرض"، وبحسب ما قاله أيضا القيادى بحماس خليل الحية "الحركة ستواصل حفر الأنفاق وصنع الصواريخ وسنعبر البحار حتى ننتصر لشهدائنا".
عمليات تم تنفيذها من خلال الأنفاق
سقط معظم قتلى جيش الاحتلال منذ بدء الاجتياح البرى نتيجة عمليات تسلل وإنزال خلف خطوط العدو نفذتها عناصر المقاومة من خلال الأنفاق أهمها الهجوم على كتيبة من لواء جولانى أدت إلى مقتل وإصابة العديد من ضباط وجنود "لواء النخبة"، بالإضافة إلى أسر الجندى شاؤول آرون، كما تسلل أفراد القسام إلى داخل مستوطنة "ناحال عوز? شمال غزة وتمكنوا من قتل عشرة جنود إسرائيليين وأيضا خرج بعض مقاتلين القسام من أحد الأنفاق وهاجموا نقطة عسكرية إسرائيلية انتهت بمقتل جنديَين إسرائيليين وبمقتل أحد أفراد حماس.
عملية صوفا: حيث تمكن أفراد من كتائب القسام من التسلل عبر نفق أرضى لمستوطنة "أشكول" جنوب قطاع غزة لتنفيذ عملية فى المستوطنة قبل أن تنسحب المجموعة المنفذة.
وفى 2006 تم أسر الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط بعد عبور أفراد من القسام تحت الحدود بين غزة وإسرائيل وهاجموا برج الحراسة الذى كان يوجد به شاليط فجرا، ما أسفر عن مقتل جنديين وجرح جندى وأسر جلعاد وخلال ست دقائق سيطر المهاجمون على شاليط وعادوا به إلى غزة عبر النفق.
حماس توجه أنفاقها ناحية إسرائيل.. المقاومة تشيد أكثر من 50 نفقا تم تدمير20 منهم فقط.. طول النفق يصل لـ3 كيلو ويتكلف أكثر من 80 ألف دولار.. و"القسام": نفذنا أكثر من 6 عمليات ناجحة خلف جيش الاحتلال
السبت، 02 أغسطس 2014 10:48 م