تنتظر القاهرة وصول وفد فلسطينى، اليوم السبت، لإجراء محادثات مع المسئولين المصريين حول وقف إطلاق النار فى غزة، حيث يضم الوفد 12 ممثلاً عن حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وعن حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة، وعن حركة الجهاد الإسلامى.
فى غضون ذلك اتهمت حركة حماس إسرائيل بخرق الهدنة المتفق عليها، والتى بدأت أمس الجمعة فى الساعة الـ8 صباحاً، حيث كان من المقرر أن تمتد لـثلاثة أيام، وطالبت المجتمع الدولى بالتدخل.
وقال فوزى برهوم المتحدث باسم حماس، إن الاحتلال الإسرائيلى هو الذى خرق التهدئة، والمقاومة الفلسطينية تعاملت وفق التفاهمات التى تعطيها حق الدفاع عن النفس، والعالم كله الآن مطالب بالتدخل العاجل "لوقف ما يجرى من مجازر بحق أهلنا".
وكانت إسرائيل بدأت عدوانًا على قطاع غزة يوم 8 يوليو الماضى أدى إلى سقوط مئات الشهداء وآلاف المصابين، حيث تطلق حركة حماس الفلسطينية وابلاً من الصواريخ على إسرائيل، فى الوقت الذى تتعرض فيه غزة لموجات من الغارات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مجازر دموية بحق الفلسطينيين ارتقت إلى حرب إبادة جماعية.
ففى 8 يوليو الماضى بدأت إسرائيل عدوانًا عسكريًا على قطاع غزة سمَّته عملية "الجرف الصامد"، حيث شنت غارات جوية على وسط وشمال القطاع، وردَّت فصائل المقاومة المسلحة على الفور بقصف بلدات ومواقع إسرائيلية محاذية للقطاع، وأعلنت حركة حماس مقتل خمسة من مقاتليها، بينما دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس إسرائيل لعدم التصعيد حتى لا تتجه المنطقة إلى "مزيد من الدمار".
وفى اليوم التالى 9 يوليو، طالب المتحدث الرسمى باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطى، الفلسطينيين والإسرائيليين بضبط النفس، ووقف "العنف المتبادل".
بعدها عرض الرئيس الأمريكى باراك أوباما على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، المساعدة فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وقال وزير خارجيته جون كيرى، إن واشنطن "تدعم حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية لحماس".
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، من خطورة الأوضاع فى غزة، وطالب حماس بوقف إطلاق الصواريخ، وإسرائيل بممارسة ضبط النفس واحترام الالتزامات الدولية نحو حماية المدنيين.
وقال رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد الله، إن سكان القطاع "يتعرضون لإبادة جماعية"، وطالب العرب والمجتمع الدولى بتوفير دعم أكبر للفلسطينيين على المستوى الشعبى والرسمى، وأعلنت الحكومة المصرية فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى.
وعزز جيش الاحتلال مواقعه على الحدود مع غزة وأعلن التعبئة، ودوَّت صفارات الإنذار فى تل أبيب، بينما قال نتنياهو إن "الضغط الدولى لن يثنى إسرائيل عن شن غارات على الإرهابيين".
واعتبرت مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافى بيلاى، أن حصيلة القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين الفلسطينيين فى غزة "تثير شكوكًا" بشأن مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولى.
وفى 11 يوليو دعا مجلس الأمن الدولى إلى وقف لإطلاق النار والدخول فى محادثات سلام، بينما اقترب عدد الشهداء الفلسطينيين وقتها من 160 حسب مصادر فلسطينية.
وفى اشتباك هو الأول منذ بدء العدوان، تصدت عناصر من حماس لوحدة قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية أثناء محاولتها تنفيذ غارة على ساحل غزة، ونصبت إسرائيل بطارية ثامنة من نظام "القبة الحديدية"، واستدعت مزيدًا من جنود وضباط الاحتياط، ثم قصف الطيران الإسرائيلى جمعية لرعاية المعاقين فى بلدة بيت لاهيا شمالى غزة فقتل سيدتين وأصاب ثلاثًا أخريات.
وفى 15 يوليو اقترحت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار بين الجانبين قبِلتها إسرائيل ورحب بها وزراء الخارجية العرب، ونصت على وقف إطلاق النار بدءًا من اليوم التالى، على أن يبدأ الجانبان فى التفاوض بعد 48 ساعة.
من جهته، رفض إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس أى تهدئة لا تضمن "رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف الاعتداءات فى الضفة الغربية والقدس".
بعدها شنت طائرات إسرائيلية غارات على منازل قيادات فى حركتى حماس والجهاد الإسلامى، وهو ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 205 بينما بلغ عدد الجرحى 1530.
وفى اليوم ذاته رفضت حماس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، لأنها "لا تلبى شروط الفلسطينيين"، وذلك على حد تعبيره.
وفى 17 يوليو وافقت حركة حماس على وقف لإطلاق النار مدته خمس ساعات أعلنته إسرائيل لأهداف إنسانية، وفور انتهاء الهدنة شنت الطائرات الإسرائيلية غارات أوقعت أربعة شهداء بينهم ثلاثة أطفال.
وقتها دعت مصر حركة حماس للقدوم إلى القاهرة، لبحث المبادرة المصرية ودفعها نحو التنفيذ حقنًا للدماء فى غزة، لكن حماس رفضت الدعوة وأصرت على العزوف عن المبادرة المصرية، لرغبتها فى إشراك قطر وتركيا فى رعاية المبادرة بدلاً من مصر، الأمر الذى رفضته إسرائيل.
وفى 18 يوليو قصفت إسرائيل مستشفى الوفاء فى حى الشجاعية بالدبابات والمدفعية، وبعدها بيومين قصفت المدفعية الإسرائيلية حى الشجاعية فأوقعت أكثر من 70 شهيدًا بينهم 17 طفلاً و14 امرأة و4 مسنين، كما أوقعت مئات الجرحى.
فى 21 يوليو وصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى العاصمة المصرية، لعقد مباحثات بشأن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، بينما أعلن جيش الاحتلال مقتل سبعة من جنوده، وفى اليوم ذاته أعلنت كتائب القسام أسر الجندى الإسرائيلى شاؤول آرون.
ووصف كيرى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره المصرى سامح شكرى المبادرة المصرية بأنها إطار عمل لأى وقف لإطلاق النار "من أجل آلاف العائلات البريئة التى تعانى من هذا الصراع".
وقال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل، إن الحركة لن تقبل المبادرة المصرية التى تنص على وقف إطلاق النار قبل الاستجابة للمطالب الفلسطينية.
بينما قال محمد ضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام - الجناح العسكرى لحركة حماس - إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار فى غزة إلا بعد وقف "العدوان" الإسرائيلى ورفع الحصار.
وبثت كتائب القسام تسجيلاً مصوراً لعملية تسلل خلف خطوط الجيش الإسرائيلى شرقى حى الشجاعية بقطاع غزة، وما تبعها من هجوم على برج عسكرى محصن لكتيبة "ناحل عوز"، مما أسفر عن مقتل عشرة جنود إسرائيليين.
كما أعلنت القسام، أنها قتلت 110 جنود وضباط إسرائيليين منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفى 30 يوليو استشهد 24 فلسطينيًا رغم إعلان الجانب الإسرائيلى عن تهدئة لأربع ساعات من طرف واحد، وهو ما رفضته حركة حماس. ووفقا لوزراة الصحة الفلسطينية بلغ عدد الشهداء حتى اليوم 1267 شهيدًا، بينما تجاوز عدد المصابين 7100.
وزادت الضربات الصاروخية والجوية الاسرائيلية على قطاع غزة فى أعقاب اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين فى يونيو الماضى، وألقت إسرائيل باللائمة على حماس، التى نفت مسؤوليتها عن ذلك.
وارتفعت حدة التوتر بعد قتل فتى فلسطينى فى القدس فى 2 يوليو الماضى، وبعد ذلك تم اعتقال ستة من المشتبه فيهم.
وفى 7 يوليو، أعلنت حماس مسئوليتها عن إطلاق صواريخ للمرة الأولى فى غضون 20 شهرًا، ردًا على سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التى أدت لمقتل عدد من أعضاء جناحها العسكرى.
وفى اليوم التالى، شنت إسرائيل عملية "الجرف الصامد"، التى قالت إنها تهدف إلى وقف الهجمات الصاروخية وتدمير قدرات حماس العسكرية، ومنذ ذلك الحين، شنت مئات الغارات الجوية وأطلقت مئات الصواريخ.
ويرى محللون غربيون، أن حماس أصبحت معزولة على نحو متزايد فى غزة بعد خسارتها الدعم من حليفها القوى السابق والمتمثل فى سوريا، وبدرجة أقل إيران، فى الوقت الذى تتخذ فيه السلطات المصرية إجراءات صارمة ضد أنفاق التهريب فى أعقاب 30 يونيو 2013.
بينما يرى محللون مصريون، أن إسرائيل تحاول إنهاء الحرب فى غزة على نمط إنهاء حربها فى لبنان عن طريق الضغط على مجلس الأمن باتخاذ قرار بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ونزع السلاح من حركة حماس والجهاد الإسلامى، وتحديد شريط منزوع السلاح بين القطاع وإسرائيل.
وأشار المحللون، إلى أن إسرائيل تمر بمأزق كبير، حيث دخلت فى حرب غير محسوبة، ولم تستطع الخروج منها، كما أن الهدف المعلن لدى الاحتلال من حربه على قطاع غزة وهو نزع السلاح وتدمير الأنفاق لا يمكن تحقيقه، مؤكدة أن إسرائيل تعى ذلك جيدًا.
موضوعات متعلقة:
مصادر:مبعوث إسرائيل أكد لمصر رفضه ربط وقف إطلاق النار بالانسحاب من غزة
حصاد الجهود الدبلوماسية خلال 25 يومًا من الحرب الإسرائيلية على غزة.. المبادرة المصرية تبقى الأنسب لوقف إطلاق النار بإجماع دولى وعربى.. وفشل مبادرات قطر وتركيا.. ومحللون: تل أبيب فى مأزق كبير
السبت، 02 أغسطس 2014 12:22 ص
سامح شكرى وزير الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة