تجرأ عدد كبير من نجمات السينما المصرية على كسر تابوهات الجنس والمحرمات فى أفلامهن، بكشفهن أسرار تمس حياة المرأة الجنسية، والتطرق للأشياء التى تؤثر على عاطفتها نفسيا وجسديا، حيث ظهرن فى بعض الأعمال كباحثات عن الحب لإشباع رغباتهن الجنسية، بصورة تعكس الواقع المجتمعى.
ويمتلئ تاريخ السينما بالصور والمشاهد التى حكت قضية الكبت الجنسى لدى السيدات، ولعل أبرزها شخصية الست "شفاعات" التى جسدتها النجمة تحية كاريوكا فى فيلمها الشهير "شباب امرأة" مع الفنان شكرى سرحان ومخرج الواقعية الراحل صلاح أبو سيف، التى قامت بإغواء طالب الجامعة الريفى الساذج "إمام بلتاجى حسانين" جسده شكرى سرحان، ليشبع حرمانها الجسدى، حيث تفتن بجسده وتحاول استمالته لها ويضعف الطالب المغترب إمام أنوثتها ويتبادلان الحب المحرم.
وتعمد المخرج العبقرى صلاح أبو سيف، إحداث إسقاط جنسى على "إمام" و"شفاعات"، من خلال "بغل السرجة" الذى يجمح تارة، وهو فى حالة انتشاء، ويهدأ تارة أخرى بعد اشباع رغبته، وظهر هذا عندما ركزت كاميرا المخرج على وجه "إمام" بعد إصابته بالإرهاق واستعادته لحيويته، وكذلك "البغل" وهو يتعافى بعد تعرضه لوعكة صحية، لُيظهر المخرج حجم الكبت والشهوة بداخل "إمام" و"شفاعات" أثناء العلاقة الجنسية.
وتبقى شخصية "لواحظ" التى جسدتها النجمة الراحلة هدى سلطان فى فيلمها "امرأة فى الطريق" مع النجمين رشدى أباظة وشكرى سرحان والمخرج عز الدين ذو الفقار، عالقة فى أذهان الجمهور، حيث كشفت النجمة عن رغبة المرأة وإحساسها العميق بتبادل الحب مع الشخص الذى تحبه، حيث ظهرت طوال الأحداث وهى تغرى "صابر" رشدى أباظة لممارسة الحب معه، على الرغم من زواجها بشقيقه "حسانين" شكرى سرحان، ضعيف الشخصية.
ويتشابه إحساس هيفاء وهبى فى فيلم "دكان شحاتة" مع إحساس هدى سلطان فى "امرأة فى الطريق"، حيث عانت "بيسة" هيفاء وهبى من كبت جنسى واشتياق لعشيقها، رغم زواجها من "سالم" الذى لا تحبه، خصوصا بعدما قرر أن يغتصبها فى ليلة زفافهما بعنف وقسوة نتيجة للكبت الجنسى الذى يعانى منه، وانتقل هذا الكبت منه إليها حيث تتخيل حبيبها الأول "شحاتة" عمرو سعد وهو يعاشرها بدلا من زوجها "سالم".
فيلم "بحب السينما" للمخرج أسامة فوزى، أبحر فى عمق القضية وصور الحالة النفسية التى تسيطر على "الأنثى" من خلال شخصية "نعمت" ليلى علوى، الزوجة المسيحية المتزوجة من "عدلى" محمود حميدة وهو مسيحى شديد التدين، دفعته الحرمانية التى يراها فى كل تصرف يفعله ألا يستمتع بالعلاقة الحميمة بينه وبين زوجته، الأمر الذى ولد كبتا جنسيا لدى زوجته "نعمت" وسأمت منه، وراحت تفرغ طاقتها المكبوتة فى رسم لوحات لفتيات عاريات بأوضاع مختلفة.
وتعرضت النجمة مها صبرى لنفس القضية فى فيلمها "دنيا"، مع النجم محمود المليجى، حيث تزوجته وهو يكبرها بعدة أعوام ورغم إغرائها المتكرر له إلا أنه يفشل فى إقامة علاقة زوجية ناجحة معها بسبب عفه الجنسى، مما يدفعها لإغواء صلاح ذو الفقار، وكذلك النجمة نادية الجندى فى فيلم "الرغبة" حيث لم تتحمل رؤية مشهد الجماع الذى تم بين شقيقتها الهام شاهين وزوجها ياسر جلال، وراحت تتأوه من شدة اشتياقها للجنس، وظهرت نادية بإشارات الجسد وهى متأثرة، و"شويكار" فى فيلم "طائر الليل الحزين" حيث كانت تجلب الشباب لفيلتها لإشباع رغبتها الجسدية بعد إهمال زوجها عادل أدهم لها، ومنة شلبى فى فيلم "الساحر" مع سرى النجار، حيث أرخ المخرج رضوان الكاشف فى هذا الفيلم عن شهوة الجنس عند المراهقين، ويسرا اللوزى مع أحمد عزمى فى فيلم "قبلات مسروقة" وعلا غانم وباسم سمرة فى "أحاسيس"، وجيهان فاضل فى "سهر الليالى" التى جسدت شخصية "مشيرة" الزوجة المكبوتة جنسيا نتيجة لعدم قيام زوجها "على" خالد أبو النجا بواجباته الزوجية على الوجه الأكمل معها، الأمر الذى دفع "مشيرة" إلى الذهاب لطبيب نفسى محاولة منها لإيجاد حل لمشكلتها، وتقرر طلب الطلاق من زوجها وتتعرف على رجل أخر، وتقع فى صراع بين الالتزام والأخلاق والشهوة.
وحاول صّناع السينما معالجة القضية من خلال عدد من الأفلام التى طرحت أسباب الكبت صريحة، ومنها فيلم "بئر الحرمان" لكمال الشيخ وسعاد حسنى، حيث لخص الفيلم الأسباب فى التفكك الأسرى، الذى أصاب البطلة بعقدة نفسية أدت لإصابتها بانفصام فى الشخصية، وظهرت بشخصيتين متناقضتين هما "ناهد" الفتاة المستقيمة، و"ميرفت" الفتاة اللعوب التى تتنقل بين أحضان الرجال للتخلص من عقدة الكبت الجنسى الذى تعرضت له بسبب حياة والدتها مريم فخر الدين التى قبلت أن تعيش فى البيت كزوجة منبوذة، تعانى من حرمان جنسى وعاطفى، مما أصاب الفتاة بالمرض النفسى الذى جعلها تسعى للانتقام من الرجال بالتنقل بين أحضانهم.
وأرجع فيلم "سوق المتعة" لإلهام شاهين ومحمود عبد العزيز، تأليف وحيد حامد، إخراج سمير سيف، أسباب الكبت لدى النساء، إلى العنوسة التى تزايدت نسبتها فى السنوات الأخيرة، وهذا ما لخصه الكاتب فى مشهد التعارف الذى تم بين "أحلام" الهام شاهين و"أحمد" محمود عبد العزيز، عندما جلست تقص عليه الظروف التى دفعتها لأن تكون بائعة هوى، وقالت أنها تبلغ من العمر30 عاما ولم تتزوج "لأن سوق الزواج نايم"، وأنها لا تستطيع الصبر على هذا الحرمان وقيامها ببيع نفسها كان لرغبتها فى أن تشترى شقة على أمل أن تجد عريسا يقبل بالزواج بها.
موضوعات متعلقة
علا غانم: هناك كبت جنسى عند الجميع رغم أننا مجتمع متفتح
"الكبت الجنسى" فى الأفلام السينمائية.. "نار يا حبيبى نار".. تحية كاريوكا وهدى سلطان وسعاد حسنى وليلى علوى وإلهام شاهين ونادية الجندى بحثن عن "المتعة" بسبب "الحرمان"
السبت، 02 أغسطس 2014 09:18 ص
تحية كاريوكا - فيلم شباب امراه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة