وعرضت صحيفة نيويورك تايمز رسوما توضيحية، تبين أوجه التشابه والاختلاف فى 3 صراعات رئيسية وقعت فى الأعوام 2008/2009 و2012 و2014.
الرسوم توضح بشكل تدريجى من اليوم الأول حتى الأخير عدد ضحايا الهجمات المتبادلة بين الجانبين على مدار أيام الحروب الثلاثة وردود الفعل الدولية والتوصل إلى تهدئة.
ففى 2008 قتلت الغارات الجوية أكثر من 300 فلسطينى، فى أعلى حصيلة ليوم واحد لحرب منذ عقود.
وقال المسئولون الإسرائيليون وقتها، إن الغارات هى بداية عملية لإجبار حماس على إنهاء هجماتها الصاروخية وإن استدعى الأمر فإنه قد تتوغل بريا، لكن الحرب استمرت 23 يوما. وصل عدد القتلى من الفلسطينيين فى نهاية الحرب إلى 1369 فيما سقط 13 إسرائيليا.
وأطلقت حماس 105 صواريخ فى اليوم الأول ليصل مجمل الصواريخ التى أطلقتها بنهاية الحرب إلى 916.
وربما كانت حرب 2012 هى الأقل حدة بين الثلاث حيث بلغ إجمالى القتلى الفلسطينيين 167 منهم 6 فى اليوم الأول، فيما سقط 5 إسرائيليين. وأطلقت حماس 50 صاروخا، لكن وصل إجمالى الصواريخ المستخدمة فى 8 أيام، هى مدة الحرب، إلى 845 صاروخا.
وتأتى الحرب الناشبة حاليا باعتبارها الأشرس على صعيد عدد الأسلحة المستخدمة والتوغل البرى وعدد القتلى، فمنذ أن بدأت الحرب قبل 24 يوما وحتى الآن سقط 1408 قتلى فلسطينيين، و64 إسرائيليا وأسقطت حماس وابلا من الصواريخ يتجاوز الـ 2719 صاروخا منهم 156 فى اليوم الأول.
فيما استهدفت إسرائيل أكثر من 200 هدف، بينهم مسئولين كبار فى الحركة الإسلامية وأنفاق التهريب ومواقع إطلاق الصواريخ واستدعت خدمات الجيش للاستعداد من أجل توغل برى محتمل.
وبينما أدانت الولايات المتحدة الهجمات الصاروخية على إسرائيل، إذ أن الهجمات جميعها بدأتها حماس، فإنها سارعت بهذه الإدانة فى اليوم الأول من حربى 2008 و2012 بينما تأخرت لليوم الثانى فى 2014.
وفى الأولى حثت وزير الخارجية وقتها كونداليزا رايس على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لشعب غزة، فيما فى 2012 حيث كانت هيلارى كلينتون فى المنصب و2014 حيث جون كيرى، فإن واشنطن حثت على بذل الجهود لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
وسقطت صواريخ حماس فى 2008-2009 بالقرب من الميناء الرئيسى فى أشدود على بعد 20 ميلا من غزة، فيما استهدفت فى 2012 القدس، حيث سقطت على بعد 48 ميلا من القطاع، وفى 2014 استهدف صاروخا سورى الصنع من طراز M-302 بالقرب من الخضيرة التى تبعد 70 ميلا عن غزة، لكن بحسب الصحيفة فإن نظام الدفاع الصاروخى الإسرائيلى "القبة الحديدية"، كانت فعالة فى صد العديد من الصواريخ ومنها من الوصول إلى المناطق المأهولة بالسكان.
وبدأت إسرائيل غزوا بريا فى اليوم الثامن من الحرب الأولى بهدف السيطرة على مواقع إطلاق صواريخ حماس فيما لم تقم بغزو برى فى 2012، وبدأت الغزو البرى فى اليوم الـ11 من الحرب الحالية بهدف تدمير الأنفاق بين غزة وإسرائيل.
وفيما كان دور مصر رئيسيا فى العمل كوسيط للتهدئة فى الحروب الثلاث، فإن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، وصل إلى القاهرة فى اليوم الـ 14 من حرب 2008-2009 حيث التقى الريس الأسبق حسنى مبارك وأصدر نداء بالسلام.
ووصل مون إلى القاهرة فى اليوم السابع من حرب 2012 للعمل مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون على اتفاق سلام وأصدروا أيضا نداء للسلام.
وفيما جاء الأمين العام للأمم المتحدة إلى القاهرة فى اليوم الـ13 من حرب 2014 فإنه دعا إلى توقف إنسانى لإطلاق النار باعتباره أفضل مسار لوقف دائم.
وفيما يتعلق برد فعل مجلس الأمن الدولى، ففى الحرب الأولى وافق المجلس على مشرع قرار، فى اليوم الـ13 من الحرب، يدعو للوقف الفورى لإطلاق النار، لكن امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت وقالت كونداليزا رايس إن واشنطن ترغب فى الانتظار لترى ثمار الجهود التى تبذلها مصر فى هذا الصدد.
وعقد مجلس الأمن منذ اليوم الأول لحرب 2012 جلسة طارئة لمناقشة الصراع، لكنه لم يتخذ تحركا مباشرا، وبعد الفشل فى التوصل إلى إجماع بشأن مشروع قرار، فى حرب 2014، فإن المجلس أصدر فى اليوم الـ 21 من الحرب، بيانا يدعم توقف النار من أجل الأغراض الإنسانية فى غزة.
وبعد 23 يوما من حرب عام 2008-2009 وتحت ضغوط مكثفة من الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، أعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد وتبعتها حماس. ونجحت الجهود الدبلوماسية لهيلارى كلينتون بعد 8 أيام من الحرب فى 2012، فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفيما أصبح الوضع أكثر تعقيدا فى المنطقة مع اندلاع حرب 2014، فإن وزير الخارجية الأمريكى والأمين العام للأمم المتحدة أعلنوا، بعد مرور 23 يوما على الحرب، أن إسرائيل وحماس وافقا على هدنة مؤقتة لأغراض إنسانية، لكنها سرعان ما انهارت بعد أن بدأت بوقت قصير.





أخبار متعلقة
صائب عريقات: إسرائيل تريد فصل قطاع غزة عن فلسطين
استشهاد 10 فلسطينيين فى غارة إسرائيلية على خان يونس ورفح جنوب غزة