تحيى الدولة فى ١٤ يونيو من كل عام "اليوم الوطنى" لمحاولة القضاء على ظاهرة ختان الإناث، تكريما للضحايا اللاتى حرمن من الحياة بدعوى الخوف عليهن.
وطبقًا لأرقام منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" تُعْتَبَر مصر من بين أعلى الدول تأثرًا بهذه الظاهرة حيث بلغت نسبتها نحو 97%، وتُعْتَبَر مصر والسودان من أكثر الدول التى تمارس فيها هذه الظاهرة، ونسبة 72% من ارتكاب تلك الممارسة عن طريق أطباء.
وهناك فتيات يفقدن حياتهن بسبب تلك العادة، ومن هؤلاء الضحايا الطفلة بدور شاكر صاحبة 12الـ عاماً من المنيا، والتى راحت ضحية هذه العادة غير الإنسانية فى عام ٢٠٠٧ وفى يونيو٢٠١٣ لقيت سهير الباتع من الدقهلية والتى تبلغ 13 عاماً نفس المصير، وأخيرا "دينا" صاحبة الـ 10سنوات والتى ماتت وهى تستغيث أهلها دون مجيب.
"اليوم السابع" يتذكر هؤلاء الفتيات لمحاولة تحذير أخيرة لعل المجتمع يدرك مدى بشاعه هذا الأمر.
وللعودة لـ7 سنوات ماضية، نتذكر الطفلة "بدور" وهى تخطو آخر خطواتها مع والدتها وخالتها وإحدى الجارات تجاه العيادة لانتظار دورها فى إجراء العملية.
ولم يسعفها الوقت كثيرا، فما هى إلا دقائق بعد حصولها على المخدر وبدأ جسم الطفلة ينتفض ويفارق الحياة.
وفقًا لتقرير الطبيب الشرعى الذى أوضح أن جرعة المخدر كانت أكبر من أن يتحمله جسد الطفلة الهزيل ما أدى إلى الوفاة، وبعدها قامت الدنيا ولم تقعد وتدخلت المراكز الحقوقية واصطف الجميع ليحاول أن يخرج بتشريعات للقضاء على هذه العادة وهو ما حدث بالفعل فأصدر مجلس الشعب مواد تجريم عملية الختان، حيث أقرها فى إضافة المادة رقم 240 فى قانون العقوبات للحكم بالحبس والغرامة على المشترك فى تشويه الأعضاء التناسلية للفتاة ولكنهم لم يفلحوا للقضاء على هذه العادة لتأتى الضحية التالية.. "سهير".
الاسم "سهير الباتع" 13 سنة، ابنة الدقهلية التى توفيت إثر إخضاعها لعملية ختان على يد طبيب فى يونيو الماضى, وقالت والدتها إن ما حدث قضاء الله وقدره، وإنه فى يوم 5 يونيو العام الماضى توجهت إلى الدكتور رسلان فى عيادته الخاصة الموجودة بقرية منشية الإخوة المجاورة لقريتنا، لأنه طبيب مشهور ومعروف، لكى أستشيره فيما إذا كانت سهير تحتاج لعملية ختان أما لا، وبعد أن قام الطبيب بتوقيع الكشف عليها أكد بأنها تحتاج إلى عملية، وقرر إجراء العملية فى اليوم التالى الموافق 6 يونيو وكتب بعض الأدوية على روشتة مدون عليها تاريخ الكشف، وبالفعل ذهبت أنا وسهير فى الموعد المحدد.
وتضيف: "وفى هذا اليوم أصرت سهير على اصطحاب باقى أخواتها أميرة ومنة، وحاولت أن تقنعها بعدم اصطحابهم فرفضت وقبل بدء العملية قامت سهير باللعب مع أختها الصغيرة وباقى الأولاد فى العيادة، وكانت ضحكتها تعلو وجهها".
وتتابع: "عندما جاء الدور عليها فى العملية دخلت وبعد نصف ساعة خرجت مع خمسة آخرين، كانوا أجريت لهم نفس العملية، وبدأت جميع الحالات فى الإفاقة والانتباه إلا أن سهير تأخرت فقمت باستدعاء الدكتور فقام بالكشف عليه، وبعد عشر دقائق فوجئنا بقيامه باستدعاء عدد من الأطباء زملائه وظهر عليه حالة من التوتر، وبعد أن دخلوا غرفة الكشف فوجئت بوصول سيارة إسعاف للعيادة، ويحملون سهير للتوجه إلى مستشفى أجا المركزى.. وعلى الفور ذهبت إلى هناك وحاول الأطباء إسعافها وإنقاذها، ولكن إرادة الله قد نفذت. واستطردت الأم فى الحديث، وقالت أنا ذهبت لطبيب وليس لحلاق صحة أو هواة، وهو من المعروفين بالقرى بقيامهم بهذه العملية، وهو من قرر بأن بنتى تحتاج لعملية فأنا لو أعلم بأن هذا سوف يعرضها للخطر ما كنت ذهبت للعيادة قط.
وأشارت الأم إلى أن تقرير الطب الشرعى خرج بأن سبب الوفاة حقنة بنسلين قام الطبيب بإعطائها لسهير دون أن يقوم بعمل اختبار حساسية لها، وأن هذا هو سبب الوفاة.
وأكدت والدة سهير بأنها لن تقوم بإجراء العملية مرة أخرى لشقيقة سهير الصغرى منة, وكالعادة أصارت القصة ضجة وأصبحت أجهزة الدولة تحاول تشديد الرقابة ولكن لا حياة لمن تنادى فالآباء والأمهات مازالوا يعتقدون أن هذه العادة تعف الفتاة.. لتأتى الطفلة "دينا" لتأخذ رقم فى القائمة الطويلة للجهل والتخلف.
الأسم "دينا" العمر 10 سنوات.. تقول والداتها "رشا ": بدأت دينا فى النضوج وظهرت عليها علامات الجمال, فكان عقابها أن أصرت حماتى وزوجى وطلبوا منى إجراء عملية الختان لها خوفا عليها من الوقوع فى الخطيئة, ابنتى كانت تشعر أنها سوف تموت, فقالت لى الليلة السابقة للعملية "ماما أنا مش عايزة أموت.. ضحكت ليها وقولتها حبيبتى دى حاجه بسيطة متخافيش.. ردت لا أنا هموت وأنا نفسى أكبر وأبقى دكتورة.. هو أنتو مش بتحبونى ليه.. هو أنا زعلتكم فى حاجه.. بابا ليه دائما بيعمل معايا كدا.. أنا مش عايزه أعمل العملية".
وتضيف: "جاءت الممرضة وكنت أسمع صوت دقات قلب ابنتى من التى يعلو وجهها صفره الموت ونزفت حتى لفظت أنفاسها الأخيرة, وأدنها خوفا من العار, وخرجت روحها تاركة لنا جسدا ضعيفا عندما تنظر إليه ترى كيف هى الحياة بدون الفرحة والبراءة".
وبالرغم من صدور قانون عام 2008 بتجريم ختان الإناث حيث أصبحت ليست مجرد عادة سيئة مضرة للصحة بل جريمة يعاقب عليها القانون، إلا أن العديد من الأهالى مازالوا يقدمون على هذه العادة البغيضة ويعرضون بناتهم لتجربة من الممكن أن تتسبب فى القضاء عليهن وما زالت القائمة مفتوحة "بدور، سهير، دينا" فما الحل؟؟!!.
موضوعات متعلقة
الطفلة دينا ضحية جديدة لختان الإناث.. الأم لمحكمة الأسرة: "أبوها وحماتى أصرا على ختانها.. وسابوها تنزف فى العمليات لحد ما ماتت.. وقالتلى قبل العملية بيوم "أنتم ليه عايزين تموتونى أنا نفسى أطلع دكتورة"
"الختان" الباب الخلفى لوأد الفتيات فى مصر.. عمليات ختان الإناث تتحول لجرائم قتل بدعوى الحرص على العفة.. واليونيسيف: 97% من المصريات يتم ختانهن.. و72% من تلك العمليات تتم على أيدى أطباء
الثلاثاء، 19 أغسطس 2014 11:00 م
ختان - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي نبيل
حرام عليكم ليه ترعبوا الناس