محمود السيد يكتب: حتى نتفق لابد أن نختلف

الأحد، 17 أغسطس 2014 08:01 ص
محمود السيد يكتب: حتى نتفق لابد أن نختلف مبارك فى القفص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تناثرت الأقاويل هنا وهناك أثناء محاكمة مبارك ورموز النظام السابق فيما يطلق عليه محاكمة القرن, البعض أشفق على مبارك وما بلغه من عمر وسجنه أو محاكمته، وادعى أنه لا يليق بنا كشعب أن نحاكم بطلا من أبطال حرب أكتوبر، كما أن مبارك آثر التخلى عن السلطة مع أنه كان بإمكانه أن يعيش خارج البلاد معززا مكرماً أو يتمسك بالسلطة فتتحول مصر إلى عراق آخر.

والحقيقة أن مبارك وبطانته أساءوا أبلغ إساءة إلى الشعب المصرى فى أمور كثيرة، وليس معنى أنه كان قائداً من قادة أكتوبر أو أنه رئيس جمهورية، أن يهدر مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، فمن أهم إنجازاته اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء وتقسيم الدولة إلى إقطاعيات موزعة على الأقرباء والمحاسيب، وبيع مصانع وأصول الدولة المصرية فى سابقة خطيرة هددت الدولة فى الصميم، وحول النظام الاقتصادى إلى نظام استهلاكى بدلا من التوسع فى بناء الصناعات التى تخدم البلد، والتوسع فى صناعات الشيبسى والبيبسى وما شابه، وتم تقسيم الأراضى وتوزيعها بالأمر المباشر لعدد من الأسر، ففى السادس من أكتوبر وزعت آلاف الفدادين من أجود الأراضى الزراعية فيما يسمى بالحزام الأخضر بأسعار تافهة على من؟، على رجال القضاء وأعضاء مجلسى الشعب والشورى وكثير من العاملين بالأجهزة الرقابية، بالإضافة إلى العاملين بمكتب إبراهيم سليمان ومن جاء بعده، وتمت المتاجرة بتلك الأراضى بالبيع عن طريق التوكيلات لتنتقل الأرض من فلان إلى فلان إلى فلان، محققين أكبر المكاسب, كل من أعضاء النظام الفاسد وزعت عليهم الأراضى ويمكن ذكر أسمائهم لا كأعضاء فى النظام، ولكن كحائزى أراض, دعنا من المتاجرين بآثار البلاد وسارقى لوحة زهرة الخشخاش وما قبلها ومن جاء بعدها.

أما عن مبدأ تكافؤ الفرص فى التعليم والتعينات وتقلد المناصب، فكلنا يعلم ما يحدث من وساطات وتلاعب فى تعينات أبناء شاغلى بعض الوظائف فى الداخلية والجامعات والسلطة القضائية إلى سائر الوظائف الأخرى، حتى أصبح المتفوقون من أبناء هذه الأمة عرضة للضياع وأسرى عدم الانتماء, أما عن ممارسات وزارة الداخلية من قتل وتعذيب فحدث عنه ولا حرج من أيام خالد سعيد إلى قتيل قسم شرطة العمرانية إلى قتل سائق بالجيزة وسائق آخر فى موقف أحمد حلمى وغيره الكثير، وقد استمر منهج الداخلية للأسف بعد الثورة، فرأينا أكثر من ست حالات فى حجز قسم شرطة المطرية يموتون على فترات متقاربة نتيجة الإعياء وهبوط فى الدورة الدموية، هكذا دون اتفاق بينهم, بالإضافة إلى تجريف الوطن من خيرة أبنائه وعلى من يريد التفوق أن يرحل خارج البلاد.

أما عن الصحة والتعليم وتزوير الانتخابات والسعى إلى التوريث والتربح والفساد والرشوة التى اتشرت فى عهده، وما لا حصر له إذا أردنا أن نعدد الإنجازات, لقد خرج يزحف على الأرض أكثر من ثلاثين مليونا من البشر، أغلبهم فقراء أولاد فقراء لا حول لهم ولا قوة، أكبرهم فى الثلاثين وأصغرهم مواليد 2010 خرجوا جميعا لا حول لهم ولا قوة على بلد مهلهل يسعى النظام الجديد فى ضراوة لإصلاح ما أفسده مبارك، وثلاثون عاما مضت افتقدنا فيها العدالة والكرامة على مستوى الفرد وعلى مستوى الدولة، وانهارت مرافق الدولة وظهر المتنطعون الآكلون الشاربون على كل الموائد، حتى جاء وتولى من يرغب فى إحداث طفرة حقيقية فى حياة هذا الشعب المغلوب على أمره سنوات طوال، يستمع إلى موال محدود الدخل وإلى ما تيسر من آيات الذكر الحكيم عقب حادثة قطار الصعيد والعبارة ومصائب أخرى كثيرة..عزاء من القلب وبشر الصابرين.








مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

رد الاموال المهربة للخارج من المفسدين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة