د. مصطفى الفقى يكتب: التهجير القسرى أقبح الممارسات الإنسانية.. المسيحيون يتعرضون اليوم لمأساة فى العراق.. الأمر بحاجة لتحرك عاجل قبل فوات الأوان

الأحد، 17 أغسطس 2014 08:04 ص
د. مصطفى الفقى يكتب: التهجير القسرى أقبح الممارسات الإنسانية.. المسيحيون يتعرضون اليوم لمأساة فى العراق.. الأمر بحاجة لتحرك عاجل قبل فوات الأوان د. مصطفى الفقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينظر إليها البعض فى سذاجة وبساطة على أنها مجرد عملية إبعاد لتجمع سكانى من مكان يعيشون فيه وينسى هؤلاء وأولئك أن «الالتصاق الإقليمى» هو أحد المظاهر التاريخية لفكرة الوطن، إذ لا يتصور أحد أن من حق قوة ما أن تخرج البعض من دياره وأن تطرده من موطنه، والتاريخ الإسلامى يذكرنا بأن محمداً «صلى الله عليه وسلم» عندما أخرجه أهل «مكة» مبعداً يحمل دعوته فى قلبه ومعه نفر من تابعيه قال قولته الشهيرة وهو ينظر إلى «مكة» دامعاً «والله إنك أحب بلاد الله إلىّ ولولا أن أهلك أخرجونى منكِ ما خرجت»، وعندما تم نفى أمير الشعراء إلى «إسبانيا» قال بيته الشهير «وطنى لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتنى إليه فى الخلد نفسى».

نقول ذلك كله وعيوننا شاخصة لما جرى ويجرى تجاه أشقائنا المسيحيين من أهل الكتاب فى العالمين العربى والإسلامى إذ أنهم «أهل ذمة» لأن لهم فى ذمتنا حق الرعاية والعناية والاهتمام، ولا يمكن أبداً أن يصل بنا الأمر إلى تهجيرهم قسرياً مثلاً من قراهم ومدنهم فى شمال «العراق» فالأمر لا يتوقف عند كونه جريمة دينية ولكنه أيضاً عدوانٌ مباشر على حقوق الإنسان المعاصر فالديار هى السكن والوطن والاستقرار، ولا يمكن أبداً أن نفكر فى الأمر على أنه مجرد إعادة انتشار سكانى أو توزيع ديموغرافى وإذا كان السبب هو الاختلاف فى الدين فتلك هى الخطيئة الكبرى لأن الله خلقنا جميعاً على ذات الفطرة وكان يستطيع أن يوحد الأديان وأن يجعلنا جميعاً أمة واحدة ولكنه أراد للحياة التنميط والتعدد واختلاف المسالك، إن التهجير القسرى هو ظاهرة خطيرة تتصدر أقبح الممارسات الإنسانية وأكثرها خطراً على مستقبل البشر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة