يقرأون الآن.. محمد المخزنجى يبحث عن تاريخ حاسة الشم فى "الرائحة" ويؤكد: كتاب علمى بمسحة أدبية وفلسفية ويقدم دراسة موسوعية عن الشم عند الحيوانات والنباتات

الجمعة، 15 أغسطس 2014 05:03 م
يقرأون الآن.. محمد المخزنجى يبحث عن تاريخ حاسة الشم فى "الرائحة" ويؤكد: كتاب علمى بمسحة أدبية وفلسفية ويقدم دراسة موسوعية عن الشم عند الحيوانات والنباتات الروائى الطبيب محمد المخزنجى
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست كل الكتب العلمية جافة ومملة كما يتصور البعض فمن الممكن أن تقرأها تاريخية أو أدبية وربما فلسفية، هذا ما يفعله الروائى الطبيب محمد المخزنجى بقراءته الحالية لكتاب "الرائحة" لمؤلفه بيت فرون، مشيرا إلى أنه كتاب علمى واجتماعى وفلسفى وتاريخى فى نفس الوقت لما يتناوله من دراسة لفكرة الرائحة وكيفية إرسالها واستقبالها عصبيا ونفسيا لكل ما هو إنسان وغير إنسان.

"الرائحة" هو كتاب فريد من نوعه، يغلب عليه الطابع العلمى، مع مسحة أدبية، يتناول موضوع "الرائحة" بشكل موسع مستفيض، وهو أمر قل من بحث فيه من قبل، فمن النادر أن نجد من بين العلماء وغيرهم من تعرض لظاهرة الشم من أى ناحية.

حيث نجد أن أغلبَ الفلاسفة والأدباء القدامى كانوا يحطون من شأن تلك الحاسة، ويتعاملون معها بازدراء ظاهر، وقد توارث هذا الإغفال المتعمد معظم الدراسات الحديثة عن حواسِّ الجسم البشرى وخصائصه، ولم يفرد لحاسة الشم الكثير من الدراسات، أو الاهتمام الذى حظيت به زميلاتها، مثل: حاسة البصر أو السمع.

يرى "فون أفيرون" أن "الشم يقوم بدور مميز فى الكثير من العمليات النفسية ونماذج السلوك، فالشمُّ لازمٌ لعملية الذوق، كما أنه يؤثِّر فى حياة الناس الجنسية، وفى عمليات التحفيز والذاكرة (بما يتضمن التعلُّم والصحة، والإحساس بالأمان والسعادة)، كما أنه يقوم بوظيفةِ الإنذار المبكِّر حين تتعرَّض الحياة للخطر - كما فى حالة اكتشاف تسرُّب الغاز وخلاف ذلك - وعلاوة على كل ما سبق، فإن الشمَّ "يحرز قصب السبق فى المنافسة"، (يقصد بذلك أنه عندما تستثار مجموعة من الحواسِّ فى وقت واحد) فإن الأنف يأتى غالبًا على رأس القائمة.

ورغم كل هذه الأهمية الواضحة لحاسة الشم، فإن دراستها من الناحية العلمية تقابلها عدةُ معوقات ظاهرة للعيان، من أهمها: أن الإحساسات ليست فى متناول القياس، ولا يمكن رسمُ خريطة لها، كما أن إحساسات الشم تولِّدُها موادُّ كيميائية متنوعة إلى أقصى حد، ولا يمكن جمعُها تحت مسمى واحد جامع مانع، كما أن معرفتَنا بطريقة عمل حاسة الشم ضئيلةٌ جدًّا حتى الوقت الحالى.

ويُسهم كتابه "الرائحة: أبجدية الإغواء الغامضة" فى التعريف - بصورة موسعة - بحاسة الشم، وتقديم دراسة موسوعية تتعمق فى التفاصيل والنظريات التى تشكِّل أطروحتَى الشم والرائحة، "ليس فقط عند البشر، بل فى عالَمى الحيوان والنبات كذلك"، كما أنه يقدِّم بالإضافة للجانب العلمى المتخصص لكتابه، دراسةً تاريخية وأدبية عن ارتباط حاسة الشم والرائحة بفكر كلٍّ من الفلاسفة والمفكرين والأدباء، ومدى تداخل ذلك فى التراث العالَمى الإنسانى على مر العصور.

مؤلِّف الكتاب "بيت فيرون" هولندى المولد، من كبار الأساتذة المتخصصين فى علم النفس فى جامعة "أوترخت" فى هولندا، حيث أجرى العديد من البحوث فى مجالات الشم والروائح، كما نشر مجموعةً من أشهر الكتب وأكثرها مبيعًا عن وظائف العقل والسلوك البشرى، ومن أهمِّها: "كلّه داخل العقل"؛ 1988، "دموع التماسيح"؛ 1989، "صداع"؛ 1990، "مصيدة الذئاب"؛ 1992.
وساعده فى كتابة هذا الكتاب كلٌّ من: "أنطون فان أمرونغين" أستاذ متخصِّص فى الدراسات البيولوجية، و"هانز دى فرايز" من صفوة الباحثين فى مجال علم النفس اللُّغوى وآليَّات قراءة النصوص.

وقام بترجمة الكتاب د." صديق محمد جوهر"، الحاصل على درجة الليسانس فى اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس بالقاهرة فى عام 1981، ثم حصل على درجتى الماجستير والدكتوراه فى الأدب الإنجليزى بتقدير ممتاز من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، والذى يعمل حاليًّا فى قسم الأدب الإنجليزى بجامعة الإمارات العربية، وله العديد من الترجمات الأدبية والفكرية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة