تعد كلية العلوم واحدة من أكبر كليات جامعة القاهرة مكانة، وتربعت على عرش البحوث العلمية المنشورة دوليا فى الفترة الأخيرة، وحصلت على أكثر المراكز العلمية تقدما فى صمت وبدون تصريحات زائفة.
وصدر قرار إنشاء كلية العلوم، فى شهر يوليو 1950 ضمن إجراءات إنشاء جامعة إبراهيم باشا الكبير، وبدأت الدراسة بمنطقة الأورمان بالجيزة، وانتقلت فى عام 1951 إلى المنطقة المحيطة بقصر الزعفران، وشغلت بعض المبانى حول القصر، وبذلك تكون أول كلية تشغل مبانيها منطقة الزعفران، وبدأ إنشاء المبنى الرئيسى فى عام 1962 واستكمل فى بداية السبعينيات، وأضيف مبنى جديد عام 2000.
ويوجد بالكلية، العديد من الأقسام العلمية، هى "الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الجيولوجيا، علم النبات، علم الحيوان، علم الحشرات، الكيمياء الحيوية، الجيوفيزياء، الميكروبيولوجى"، وتتنوع الدرجات العلمية بين درجة البكالوريوس فى مجالات العلوم المختلفة، ومدة الدراسة للحصول على درجة البكالوريوس أربع سنوات.
ويشترط فى قيد الطالب لنيل أى من دبلومات الدراسات العليا، أن يكون حاصلا على درجة بكالوريوس فى العلوم من إحدى الجامعات المصرية، أو على درجة معادلة لها من أى معهد علمى آخر معترف به، وأن يتابع الدراسة لمدة سنة على الأقل، وفقاً لأحكام اللائحة الداخلية.
وتعد درجة الماجستير فى العلوم من أهم الدرجات العلمية التى تمنحها الكلية، ويشترط لقيد الطالب لدرجة الماجيستير فى العلوم أن يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس فى العلوم من إحدى الجامعات المصرية، أو على درجة معادلة لها من معهد علمى معترف به بتقدير عام جيد على الأقل، وألا يقل تقديره فى مادة التخصص عن تقدير جيد، بالإضافة إلى استيفاء الشروط العلمية التى يضعها القسم المختص، ومدة الدراسة والبحث عامان على الأقل، وفقاً لأحكام اللائحة الداخلية.
وتمنح الكلية، نفس التخصصات المشار إليها فى درجة الماجستير فى العلوم، ويشترط لقيد الطالب أن يكون حاصلاً على درجة الماجستير فى العلوم من إحدى الجامعات المصرية أو على درجة معادلة لها من معهد علمى معترف، وأن يسجل الطالب بحوثا مبتكرة فى موضوع يقره مجلس الكلية لمدة عامين دراسيين على الأقل، تحت إشراف أساتذة متخصصين بناء على اقتراح مجلس القسم، وتشترط بعض الأقسام العلمية أداء امتحان بنجاح فى بعض المقررات النظرية، قبل التسجيل لدرجة الدكتوراه، وفقاً لأحكام اللائحة الداخلية.
وتخرج فى كلية العلوم، كوكبة من الباحثين المصريين، بعضهم اغتيل من أجهزة غير معلومة، وأبرزهم الدكتورة سميرة موسى، باحثة الذرة الشهيرة، تقول: "أُمنيتى أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الإسبرين"، وتعكس الجملة مدى الحماس التى كانت تتمتع به لخدمة وطنها التى عاشت فى أكنافه وماتت من أجله.
واختارت الدكتورة سميرة موسى، كلية العلوم بجامعة القاهرة، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، حينما كانت أمنية أى فتاة فى ذلك الوقت هى الالتحاق بكلية الآداب، وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور مصطفى مشرفة، أول مصرى يتولى عمادة كلية العلوم، تأثرت به تأثرًا مباشرًا، ليس فقط من الناحية العلمية بل أيضا بالجوانب الاجتماعية فى شخصيته.
واستجابت الدكتورة سميرة موسى، إلى دعوة للسفر إلى أمريكا فى عام 1952، أُتاحت لها فرصة إجراء بحوث فى معامل جامعة سان لويس بولاية ميسورى الأمريكية، وتلقت عروضًا لكى تبقى فى أمريكا لكنها رفضت، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية فى ضواحى كاليفورنيا فى 15 أغسطس، وفى طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقى بها فى وادى عميق، وقفز السائق وزميلها الهندى فى الجامعة من السيارة اختفى إلى الأبد بعد ذلك.
وأوضحت التحريات، أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارا، وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها، وكانت تقول لوالدها فى رسائلها: "لو كان فى مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة".
ومن بين العمالقة، الذى تولوا عمادة كلية العلوم بجامعة القاهرة، الدكتور على مصطفى مشرفة، الذى قال عنه آينشتاين عندما علم "لا أصدق أن مشرفة مات، إنه لا يزال حياً من خلال أبحاثه"، وكان مشرفة تلميذه ومساعده الأول.
وكان الدكتور "مشرفة" أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة، وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها فى الحرب، بل كان أول من أضاف فكرة جديدة، وهى أن الهيدروجين يمكن أن تصنع منه القنبلة، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية ، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات فى الولايات المتحدة وروسيا.
وأصبحت كلية العلوم أثناء فترة عمادته تتمتع بشهرة عالمية، حيث اعتنى بالبحث العلمى، ووفر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم، ووصل الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية، وسمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية، حيث كان يرى أن القيود القومية والفواصل الجنسية ما هى إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة، فدافع عن حق سميرة موسى فى التعيين كأول معيدة امرأة، وهدد بتقديم استقالته حال عدم تعينها.
وباتت ظروف وفاة مشرفة المفاجئة غامضة للغاية, وكانت كل الظروف المحيطة، تشير إلى أنه مات مقتولاً إما على يد مندوب عن الملك فاروق, أو على يد الصهيونية العالمية, ولكل منهما أسبابه، ويرجع أن تكون الصهيونية، وراء نوم مشرفة الأبدى.
أخبار متعلقة:
ذكرى ميلاد على مصطفى مشرفة.. من أشهر علماء العالم وعرف بـ"أينشتاين العرب".. وأول مصرى يحصد دكتوراه العلوم من إنجلترا.. وصاحب ثقافة موسوعية بالموسيقى واللغة العربية.. واتهامات للموساد بالتسبب فى وفاته
كلية العلماء شهداء المعرفة.. "علوم القاهرة" رائدة البحوث العلمية تعمل فى صمـت.. وآينشتاين العرب مصطفى مشرفة وسميرة موسى حلمان لم يكتملا.. ونرصد أقسامها الـ10 والدرجات العلمية الممنوحة من الكلية
الجمعة، 15 أغسطس 2014 07:13 ص
جانب من المؤتمر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة