لا تخلو هذه الحياة من مشاكل ومنغصات وضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية، كما لا تخلو من حوادث طارئة فى حياة الإنسان لا يعمل لها حسابا، كفقد قريب، أو صديق، أو التعرض لحادث سطو، أو التعرض لاعتداء بدنى أو نفسى على سبيل المثال (الاغتصاب والتحرش)، وهو ما تتعرض له الفتيات بلا شك بنسبة زائدة فى أيامنا الحالية، ويستوجب تعاملا رادعا يقيها من الآثار النفسية السيئة للحادثة، هذا ما أكده الدكتور عبد الرحمن حماد الطبيب النفسى والعصبى، ورئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية للطب النفسى.
وأوضح "حماد" أنه "نظرا للظروف الاجتماعية السيئة، والتفسخ الاجتماعى، والأفلام والأغانى الهابطة والمثيرة، مع الفراغ وقلة العمل، كثر الحديث عن حوادث التحرش والاغتصاب، وأصبحت الشغل الشاغل للجميع، حتى غدت صداعًا فى رأس المجتمع".
وحذر د. عبد الرحمن من التهاون فى التعامل مع حوادث الاغتصاب والتحرش، حيث تختلف طريقة التعامل مع هذه المواقف، فمثلا عندما تتعرض فتاة لحادث اعتداء بدنى أو نفسى أو اغتصاب مثلا، يكون التصرف النفسى والطبى السليم هو إخبار الأهل المقربين منها، والتى تضع ثقتها بهم وإشراكهم فى المشكلة، وطلب مساندة المجتمع والأجهزة المعنية كذلك، فهذا يقويها نفسيا على تجاوز المحنة وقد يجعلها تتخلص من أى أزمة نفسية أو اضطراب متوقع، فتحدث الفتاة عن حادثة التحرش أو الاغتصاب هو فى حد ذاته علاجا لها إذا كانت تتحدث مع أهل ثقة لهم مكانه لديها، وهو ما يقيها من الصدمات النفسية المتوقعة والشهيرة التى تحدث لبعض الفتيات بعد هذه الحوادث نتيجة القهر الذى وقع عليها سواء من المغتصب أو المجتمع والأهل.
وأضاف أن هذا يساعد على تجاوز الأزمة مهما كانت حالة التحرش بسيطة من وجهة نظر البعض فهى لدى الفتاة عظيمة، وهنا نخص بالذكر جميع أنواع التحرش والاغتصاب اللفظى والحسى والعضوى وغيره.
وأضاف رئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية أن بعض الضحايا نظرا للخوف من بعض المعتقدات الخاطئة فى المجتمع مثل النظرة السلبية، والشماتة، والتشهير، يفضلن تكتم الأمر داخل النفس، فينتج عن ذلك أعراض نفسية مثل القلق والخوف والاكتئاب واضطراب النوم والأكل، وربما اضطر هذا الشخص لتناول بعض العقاقير المهدئة أو المخدرات والكحوليات، والدخول فى عالم الإدمان، ولابد أن يعى المجتمع أنها تجربة مريرة ومؤلمة ويجب على المجتمع كله تفهمها، فيكون الحل الأمثل إخبار الأهل وطلب مساندتهم، وطلب المساندة الطبية من الطبيب المعالج إذا ما حدثت آثار عضوية، وطلب الدعم النفسى، والاجتماعى.